• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يستهدف على وجه الخصوص حركة الجهاد الإسلامي، وجناحها العسكري سرايا القدس، والذي أطلقت علية إسرائيل اسم "الدرع والسهم"؛ يبدو أنه قد استنفد أهدافه، وبحسب الإعلام الإسرائيلي فقد حقق أهدافه في اللحظة التي نفذ فيها عملية الاغتيال المركبة لثلاثة من قيادات سرايا القدس، ولا يبدو أن لدى الاحتلال بنك غني بالأهداف لحركة الجهاد، وعليه فإن وقف إطلاق النار كلما كان سريعًا فهو مقبول؛ بل وتسعى إليه إسرائيل منذ مساء الأمس.

بالمقابل، فإن فصائل المقاومة التي أطلقت عملية "ثأر الأحرار"، أكدت منذ البداية هدف العملية وهو الثأر، أي جباية الثمن وردع العدو، باعتبار أن الرد وجباية الثمن عبر القصف المكثف لتل ابيب وما دونها هو الضمانة الحقيقية الأكيدة للجم العدو عن التغول في دم المقاومين في القطاع.

خلال أقل من سنة، تجد حركة الجهاد نفسها في ذات الموقف، ففي آب الماضي نفذ ذات السيناريو وذات العملية ضد قيادات السرايا، ولكن من قِبل حكومة بينت - لبيد، وها هي حكومة نتنياهو تنفذ ذات العملية، وكلتا الحكومتيْن اعتبرتا إنجاز العملية في الاغتيال وتعزيز الردع وتحييد حركة حماس.

إدارة المعركة اليوم من قِبل المقاومة تشبه إلى حد كبير إدارة معركة "وحدة الساحات"، فحركة الجهاد الإسلامي تدك المدن الإسرائيلية وتشل الحياة فيها وتجعلهم في الملاجئ أو قربها، ويرى العالم كله كيف لإسرائيل وما يعرف عنها من قوة وإرهاب تستجدي وقفًا للنار، وكيف أن عاصمتها الحقيقية والكبرى (تل أبيب) تقصف ليل نهار. بالمقابل، فإن عدم المشاركة الفعلية لحركة حماس في القصف الصاروخي قيّد العدوان الإسرائيلي، وبالتالي حمى الشعب إلى حد كبير.

إسرائيل، التي قامت بالعدوان لأسباب داخلية، بالتأكيد تريد أن تنهيها بأسرع ما يُمكن قبل أن تتبخر الإنجازات، ونعتقد بأن المقاومة أيضًا استنفدت أهدافها وأكدت على رسالتها: تثبيت قواعد الاشتباك، معادلة القصف بالقصف؛ الأمر الذي يسهّل مهمة الوسيط المصري أو القطري. مع ذلك، يبقى دومًا احتمال لسيناريو التدهور حتى اللحظة الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.