• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
مقالات عربية

المعارضة التركية تعد بإصلاح ما "أفسده" أردوغان في العلاقات الخارجية


تعد المعارضة التركية بقيادة كمال كيليتشدار أوغلو في حال فوزها في الانتخابات، بالعودة إلى دبلوماسية هادئة مع أوروبا وحلفائها الغربيين وإعادة العلاقات مع سوريا المجاورة.

وتركيا، القوة الإقليمية التي تعدّ 85 مليون نسمة والعضو في حلف شمال الأطلسي الذي تتولى حماية ضفته الشرقية والواقعة استراتيجيا بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ابتعدت تدريجيا عن روابطها بالغرب في ظل رئاسة رجب طيب أردوغان.

وقال أحمد اونال تشفيكوز المستشار الخاص لخصم أردوغان في الانتخابات الرئاسية في 14 مايو إن "غالبية مشاكلنا مع الاتحاد الأوروبي ناجمة عن نقص الديمقراطية في تركيا".

وقد أعلن مرشح المعارضة كأولوية حزبه، حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي- ديمقراطي أسسه مصطفى كمال اتاتورك) والتحالف الذي يدعمه، باستئناف عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وهذه العملية المجمدة بحكم الأمر الواقع منذ حوالي 15 عاما بسبب تردد بعض الدول الأوروبية بينها فرنسا "ستدعم إرساء الديمقراطية في تركيا" بحسب تشفيكوز.

ويرغب المسؤول في الحفاظ على الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 والذي ينص على أن تبقي تركيا المهاجرين، معظمهم من السوريين، على أراضيها مقابل ستة مليارات يورو، لكن يجب "تنشيط هذا الاتفاق وحتى إعادة النظر به لتعزيز فعاليته" بحسب تشفيكوز.

وقال إن "المشكلة تتعلق بأوروبا بقدر ما تتعلق بتركيا وهي بلد يقصده المهاجرون ويعبرون من خلاله، لكن الاتحاد الأوروبي ليس لديه سياسة هجرة"، مشددا على أن "الأمر الأكثر أهمية هو أن يطور سياسة هجرة وأن ينسق الاستراتيجيات الوطنية للدول الأعضاء فيه".

وتستقبل تركيا حوالي خمسة ملايين لاجئ بينهم 3.7 ملايين سوري على الأقل وقد وعد حزب الشعب الجمهوري بإعادتهم في غضون عامين "على أساس طوعي وبكرامة".

وبشكل عام، تعتزم المعارضة طي صفحة دبلوماسية تقوم على الوعود. وتعتزم كذلك أن تلعب دورا كاملا داخل حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا "منذ 70 عاما" كما ذكر المستشار.

وقال "الدفاع التركي تعزز كثيرا من خلال العضوية في حلف الأطلسي الذي نعلق عليه أهمية كبرى خصوصا بعد العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا" منددا بقيام أردوغان بشراء نظام الدفاع المضاد للصواريخ الروسي أس-400 باعتباره "خطأ".

وأضاف "لقد كلفنا غاليا واستبعدنا عن برنامج المقاتلات الأميركية أف-35 الذي تأمل تركيا في الانضمام إليه مجددا".

وفي ما يتعلق بانضمام السويد إلى حلف الأطلسي الذي يعرقله أردوغان منذ سنة، اعترف تشفيكوز بجهود ستوكهولم للرد على "مخاوف" أنقرة التي تتهم السويد بإيواء "إرهابيين أكراد"، مضيفا أن تغيير الدستور وقانون مكافحة الإرهاب الذي سيحصل في البرلمان في 1 يونيو "سيسهل وصولها إلى الحلف".

لكنه يدعو في الوقت نفسه للحفاظ على "توازن بين حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وجارتنا المهمة، روسيا" المطلة مثل تركيا على البحر الأسود.

وقال "سيحل زمن السلام وسيكون من الضروري إعادة التعامل بشكل سلمي وبناء مع روسيا من أجل مستقبل الأمن في أوروبا"، مؤكدا أنه يشاطر بذلك "رأي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون".

وأخيرا، تحدث تشفيكوز عن الأولوية الأخرى للفريق الجديد وهي إعادة الحوار مع سوريا في أسرع وقت ممكن.

وقطعت العلاقات بين أنقرة ودمشق منذ بدء الحرب في 2011، ورغم الجهود الأخيرة التي بذلتها موسكو للتقريب بينهما، فإن الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعيد مؤخرا إلى صفوف الجامعة العربية، فرض شرطا وهو انسحاب الجيش التركي من مواقع يحتلها في شمال شرق سوريا "بهدف حماية حدوده".

وقال مستشار مرشح المعارضة الذي حافظ حزبه دائما على التواصل مع إدارة الأسد "نريد استئناف حوار غير مشروط". ويرى أن العودة الموعودة "لسيادة القانون والفصل بين السلطات سيغيران على الفور صورة تركيا التي ستصبح مجددا شريكا فعليا".