• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

أقلّ من ثُلث الجمهور الإسرائيلي فقط متفائل بمستقبل "النظام الديمقراطي" و"الأمن القومي"!


16 في المئة  فقط من الجمهور الإسرائيلي يعبرون عن ثقتهم بجلسات الحوار التي تُجرى في مقر رئيس دولة إسرائيل في القدس وبوساطته من أجل التوصل إلى صيغة "حل وسط" متفق عليها بشأن التعديلات الدستورية والقانونية التي يجدر، أو ينبغي، إجراؤها بدلاً من حزمة التغييرات الجوهرية والبعيدة المدى والأثر التي بادر الائتلاف الحكومي الجديد إلى إجرائها في إطار ما يسميه هذا الائتلاف "برنامج الإصلاح القضائي"، بينما يسميه معارضوه "خطة الانقلاب القضائي"، بكل ما ولّده هذا المشروع من حالة توتر وتقطّب غير مسبوقة في المجتمع الإسرائيلي منذ قيام الدولة حتى اليوم. في مقابل هؤلاء، عبر نحو 70 في المئة من الجمهور الإسرائيلي عن عدم ثقته بهذه الحوارات وبفرص نجاحها في تجسير هوة الخلاف بين المعسكرين.

وربما يكمن التفسير لهذه النتيجة في نتيجة أخرى مفادها أن 60 في المئة من مصوتي أحزاب الائتلاف الحكومي مقابل 75 في المئة من مصوتي أحزاب المعارضة مقتنعون بأن ممثلي الطرف الآخر هم الذين يتحملون المسؤولية الأولى والأكبر عن عدم إحداث اختراق، بل عدم تحقيق أي تقدم جوهري جدي، في هذه الجلسات الحوارية حتى الآن.

كلتا هاتين النتيجتين هما من بين أبرز النتائج التي تمخض عنها استطلاع مؤشر الصوت الإسرائيلي لشهر نيسان الأخير، والذي تركزت أسئلته في محاولة تقصي مواقف الجمهور الإسرائيلي في عدد من القضايا المركزية، وفي مقدمتها بالطبع ما شهدته إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة في أعقاب إطلاق "برنامج الإصلاح القضائي" وعلى خلفيته. وقد نشر "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" نتائج هذا الاستطلاع يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، التاسع من أيار الجاري. و"مؤشر الصوت الإسرائيلي" هذا هو استطلاع شهريّ للرأي العام والسياسات في إسرائيل يجريه "مركز فيطربي" ("مركز غوطمان" سابقاً، الذي يعمل في إطار "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" منذ العام 1998. وهو مركز أبحاث مستقل متخصص في جمع، تحليل وحفظ معطيات عن المجتمع والسياسة الإسرائيليين). و"مؤشر الصوت الإسرائيلي" هو استطلاع شهريّ للآراء يُجرى، مرة كل شهر، ابتداء من نيسان 2019. وقد أجري استطلاع "مؤشر الصوت الإسرائيلي" الأخير، لشهر نيسان 2023، في الفترة بين 1 نيسان الأخير و4 أيار الجاري، وشمل عينة مستطلَعين من 750 شخصاً من الذكور والإناث (603 منهم من اليهود و147 من العرب، في سن 18 سنة وما فوق).

نحو الثلثين (58في المئة) من المصوتين لأحزاب الائتلاف الحكومي المختلفة الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم يؤمنون بأنه حتى لو تم التوصل إلى تسوية بشأن "برنامج الإصلاح القضائي" الحكومي وبشأن التغييرات في الجهاز القضائي، إلا أن "حملة الاحتجاج لن تتوقف". وهو الاعتقاد الذي عبر عنه أيضاً 39في المئة من المصوتين لأحزاب المعارضة، بينما قال أكثر من نصف المصوتين لأحزاب المعارضة إنه إذا تحققت مثل هذه التسوية فإن "حملة الاحتجاج سوف تتوقف".

تراجع حاد في تقييم وضع إسرائيل عامة

وعلى صعيد آخر متصل بالسابق، أظهرت نتائج استطلاع نيسان الأخير استمرار التراجع في شعور الجمهور الإسرائيلي بالاطمئنان على مصير ما يسمى "الديمقراطية الإسرائيلية" وبالاطمئنان على "مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي" والشعور بالتفاؤل حيالهما، إضافة إلى التراجع الحاد في تقييم الجمهور العام لوضع إسرائيل عموماً. فقد قال أقل من رُبع مجمل المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتبرون "الوضع العام في إسرائيل جيد أو جيد جداً"، وهي النسبة الأدنى منذ العام 2007 عقب "حرب لبنان الثانية" ـ العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وتوزع هؤلاء على النحو التالي: 40في المئة من المصوتين للأحزاب الائتلافية يعتبرون أن "وضع إسرائيل اليوم جيد أو جيد جداً"، مقابل 6في المئة فقط من مصوتي أحزاب المعارضة يعبرون عن هذا الرأي، وهي نسبة متدنية جداً وغير مسبوقة. وفي الرد على هذا السؤال (ما هو وضع إسرائيل اليوم عموماً، حسب رأيك؟)، جاءت النتائج على النحو التالي: 21.7في المئة  فقط من مجمل المشاركين في الاستطلاع وصفوه بأنه "جيد أو جيد جداً" ـ 24.4في المئة  من المشاركين اليهود و8في المئة  من المشاركين العرب، بينما وصفه 43.5في المئة  من مجمل المشاركين بأنه "سيء أو سيء جداً" ـ 39.8في المئة  من المشاركين اليهود و62.2في المئة  من المشاركين العرب، فيما وصف 33.1في المئة  من مجمل المشاركين وضع إسرائيل العام اليوم بأنه "متوسط الحال" – 34.3في المئة  من اليهود و27.3في المئة  من العرب.

وفي الرد على سؤال "كيف تشعر حيال وضع النظام الديمقراطي في إسرائيل في المستقبل المنظور؟"، قال 58.1في المئة من مجمل المشاركين في الاستطلاع إنهم "متشائمون أو متشائمون جداً" – 54.6في المئة من المشاركين اليهود و76في المئة من المشاركين العرب؛ مقابل 33.7في المئة من مجمل المشاركين قالوا إنهم "متفائلون أو متفائلون جداً" ـ 37.6في المئة من المشاركين اليهود و41.1في المئة من المشاركين العرب. أما في الرد على سؤال "كيف تشعر حيال الوضع الأمني في إسرائيل في المستقبل المنظور؟"، فقد قال 62.3في المئة من مجمل المشاركين في الاستطلاع إنهم "متشائمون أو متشائمون جداً" – 66في المئة من المشاركين اليهود و76.6في المئة من المشاركين العرب.

معنى هذه النتائج أن أقل من ثُلث الجمهور الإسرائيلي عامة يشعر بالتفاؤل حيال مستقبل "النظام الديمقراطي" في إسرائيل وحيال مستقبل "الأمن القومي" الإسرائيلي ـ أغلبية المصوتين للأحزاب الائتلافية هم من المتفائلين بينما يشكل المتفائلون أقلية من بين المصوتين لأحزاب المعارضة.

تعكس هذه النتائج بصورة واضحة، أيضاً، فوارق كبيرة وهامة بين اليهود والعرب فيما يتعلق بمستقبل "الديمقراطية الإسرائيلية" (38في المئة مقابل 14في المئة، على التوالي) ومستقبل "الأمن القومي الإسرائيلي" (39في المئة مقابل 9في المئة على التوالي)؛ كما تعكس أيضاً فوارق كبيرة بين مصوتي أحزاب الائتلاف الحكومي ومصوتي أحزاب المعارضة ـ 63في المئة مقابل 11في المئة بالنسبة لمستقبل الديمقراطية و54في المئة مقابل 22في المئة بالنسبة لمستقبل الوضع الأمني.

واستمراراً للوجهة التي أظهرتها نتائج استطلاعات "مؤشر الصوت الإسرائيلي" خلال الشهرين السابقين، كذلك الحال في نتائج استطلاع شهر نيسان الأخير، فإن الرد الأكثر شيوعاً بالنسبة لوضع إسرائيل العام هو "سيء أو سيء جداً" (حوالي 50في المئة) مقابل أقل من الرُّبع (22في المئة) قالوا إن الوضع العام هو "جيد أو جيد جداً" ـ وهي النسبة الأدنى منذ العام 2007، كما أشرنا أعلاه.

وكما هو متوقع، واستمراراً للمنحى ذاته في نتائج استطلاعات سابقة، كانت نسبة المشاركين العرب الذين يعتقدون بأن الوضع العام هو "جيد أو جيد جداً" منخفضة جداً وبصورة بارزة عن نسبة المشاركين اليهود الذين يعتقدون ذلك (8في المئة مقابل 24في المئة، على التوالي). كذلك هي الحال، أيضاً، في الفارق بين مصوتي أحزاب الائتلاف الحاكم ومصوتي أحزاب المعارضة الذين يعتقدون بأن الوضع العام هو "جيد أو جيد جداً" ـ 41في المئة مقابل 6في المئة، على التوالي؛ وهو الفارق نفسه أيضاً بين مصوتي أحزاب الائتلاف الحاكم ومصوتي أحزاب المعارضة الذين يعتقدون بأن الوضع العام هو "سيء أو سيء جداً" ـ 19في المئة مقابل 61في المئة على التوالي.

ثمة فوارق أخرى مثيرة للانتباه أظهرتها نتائج استطلاع "مؤشر الصوت الإسرائيلي" الأخير، لشهر نيسان، هي تلك بين الرجال والنساء في الرد على السؤال حول وضع إسرائيل العام اليوم: 31في المئة من الرجال اليهود يعتقدون بأن الوضع العام هو "جيد أو جيد جداً" مقابل 18في المئة فقط من النساء اليهوديات. أما بين العرب فإن 14في المئة من الرجال يعتقدون بأن الوضع العام هو "جيد أو جيد جداً" مقابل 2في المئة فقط من النساء العربيات!!

تعقيباً على هذه النتائج، قال معدّا الاستطلاع، البروفيسور تمار هيرمان ود. أور عينافي، إن "هذا التشاؤم حيال مستقبل النظام الديمقراطي والأمن القومي والتقييم السائد بأن وضع إسرائيل الحالي هو سيء/ سيء جدا، إلى جانب التشاؤم حيال فرص التوصل إلى حل وسط بشأن التعديلات الدستورية ـ هذه كلها مؤشرات على شعور بأننا في طريق مسدود وبدون مخرج".

من بين النتائج الأخرى البارزة في هذا الاستطلاع: أغلبية كبيرة من مصوتي أحزاب الائتلاف الحكومي يؤيدون اقتراح حزب "عوتسما يهوديت" ("قوة يهودية") بشأن اعتماد "قيم الصهيونية" مرجعية مُلزمة ومقررة في التشريعات والإجراءات الحكومية المختلفة ـ 77في المئة من مصوتي "الصهيونية الدينية" (بزعامة بتسلئيل سموتريتش) و71.5في المئة من مصوتي شاس (بزعامة أرييه درعي) و68في المئة من مصوتي الليكود (بزعامة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو). أما بين مصوتي بقية الأحزاب الأخرى فليست هنالك أغلبية لهذا الاقتراح.

الخوف من الجريمة ـ ارتفاع حادّ بين العرب

أظهرت نتائج هذا الاستطلاع ارتفاعاً حاداً، مقارنة بنتائج استطلاعات سابقة، في نسبة المواطنين العرب الذين يعبرون عن خوف جدي وحقيقي من احتمال تعرضهم للأذى من جراء أحداث العنف والجريمة المتفشية في أماكن سكناهم: 80في المئة من العرب عبروا عن هذا الخوف بدرجات متفاوتة (مقابل 51في المئة في استطلاع سابق) بينما عبر عن خوف مماثل نحو 24في المئة فقط من اليهود، وهي نسبة لم تتغير منذ سنتين!

 77.5في المئة من الرجال العرب عبروا عن هذا الخوف مقابل 52في المئة من النساء العربيات؛ 52في المئة من الشبان العرب (في سن 18 حتى 34 عاماً) مقابل 67في المئة من البالغين (في سن 35-سنة وما فوق).

أما حسب المعسكرات السياسية والدينية في الوسط اليهودي، فقد جاءت النتائج على النحو التالي: 23في المئة من مصوتي اليسار، 27في المئة من مصوتي الوسط و30في المئة من مصوتي اليمين، 39في المئة من المحافظين غير المتدينين، 43في المئة من المحافظين المتدينين، 25في المئة من المتدينين و23في المئة من العلمانيين. أما نسبة الخوف الأدنى فقد سجلت بين الحريديم ـ 18في المئة.

وأما حول السؤال بشأن أداء الشرطة ومدى فاعليتها في محاربة الجريمة وما إذا كانت تعالج هذه الأزمة بشكل متساوٍ بين العرب واليهود، فقد قال 71في المئة من المشاركين العرب (مقابل 55في المئة من المشاركين اليهود) إن الشرطة ألإسرائيلية تعالج الجريمة وعصابات الإجرام في الوسط اليهودي بصورة جذرية وأساسية أكثر بكثير مما تفعله في الوسط العربي.

وحسب الانتماء للمعسكرات السياسية، جاءت النتائج على النحو التالي: 73في المئة من مصوتي أحزاب اليسار يتفقون مع رأي العرب في هذا الشأن، مقابل 56في المئة من مصوتي أحزاب الوسط و52في المئة من مصوتي أحزاب اليمين.