نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً مجمع من مراسليها في عدد من الدول بشأن رد فعل العالم الإسلامي على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتقول الصحيفة إنه على الصفحة الأولى لإحدى الصحف الإيرانية المتشددة وصف ماكرون بأنه "شيطان باريس".
وفي شوارع دكا وجهت إليه انتقادات، ووصف بأنه زعيم "لعبدة الشيطان". وأمام السفارة الفرنسية في بغداد، حرق متظاهرون صورة ماكرون مع العلم الفرنسي.
وتقول الصحيفة إن الغضب يتزايد في جميع أنحاء العالم الإسلامي من الرئيس الفرنسي و"هجماته المفترضة على الإسلام والنبي محمد"، مما أدى إلى دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية وتحذيرات أمنية لمواطني فرنسا في دول ذات أغلبية مسلمة.
وتضيف أن رد الفعل الغاضب امتد وانتشر في شتى أرجاء العالم الإسلامي. وأثار المظالم التاريخية والحالية من أسواق هرات في أفغانستان إلى الأحياء الراقية في عمان وجامعات إسلام أباد.
وترى الصحيفة أن التوتر يتصاعد منذ سبتمبر/أيلول عندما أعادت المجلة الساخرة شارلي إبدو نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عشية محاكمة 14 شخصًا متهمين بالتورط في هجوم إرهابي ضد مكاتب الصحيفة في عام 2015 لنشرهم نفس الرسوم.
وتلفت إلى أن مجلة شارلي إيبدو خاطرت بإثارة التوترات مع تركيا من خلال وضع رسم كاريكاتوري يسخر من الرئيس رجب طيب أردوغان على الصفحة الأولى من نسختها المنشورة على الإنترنت مساء الثلاثاء. وكتب فخر الدين ألتون، كبير مساعدي إردوغان للإعلام، على تويتر "ندين هذا المنشور المثير للاشمئزاز لما يحوي من عنصرية ثقافية وكراهية".
وتقول الصحيفة إن الغضب المتزايد إزاء ماكرون أصبح أكثر حدة إثر خطاب ألقاه ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر أعلن فيه عن نيته محاربة "النزعة الانفصالية الإسلامية"، حيث وصف الدين بأنه "في أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم"، مما أثار اعتراضات العديد من القادة والمعلقين المسلمين.
وجاء خطاب ماكرون بعد ذبح مدرس اللغة الفرنسية صمويل باتي خارج مدرسته لعرضه داخل صفه رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد. وأدى قتل باتي، على يد شاب مسلم من أصل شيشاني، إلى مداهمات للعديد من المشتبه بهم والإسلاميين.
وإثر ذلك عرضت مدينتان فرنسيتان، هما تولوز ومونبلييه، رسوم شارلي إبدو الكاريكاتورية بما في ذلك رسم النبي محمد على جدران مباني مجلسهم المحلي كبادرة تحدٍ ودفاع عن العلمانية. وقال ماكرون في وقفة احتجاجية في باريس إن بلاده "لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية".
وقالت أسماء بارلاس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيثاكا في نيويورك، للصحيفة إن "إيمانويل ماكرون يتابع تقليدًا قديمًا يعود لقرون سابقة عن الأوروبيين الذين يرون أنهم أكثر علما وحضارة ويحاولون إخبار المسلمين كيف يجب أن يعيشوا حياتهم أو يفسروا دينهم".
وأضافت بارلاس أن الاستعمار الفرنسي للعديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة في إفريقيا كان بارزًا في أذهان العديد من المسلمين، الذين رأوا أصداءه في الطريقة التي وُصِم بها الدين بأكمله بسبب تصرفات عدد قليل من المتطرفين العنيفين.