"الجو الإيجابي الذي يسود المحادثات الثنائية والمستمرة بين التيار الوطني الوطني وحزب الله... إنطلق وكرج"، بحسب تعبير ووصف مرجعٍ سياسيٍ قريبٍ من فريق الممانعة، مثنيًا على الإيجابية التي أبداها رئيس "التيار" النائب جبران باسيل إزاء حل أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، مظهرًا ليونةً في موقف "التيار" من دعم أي مرشحٍ، شرط إقرار قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة في مجلس النواب، وإقرار القانون الخاص بالصندوق الائتماني. على أن يكون الاتفاق الشامل، مرتبطًا باقرار القانونيين وأمور أخرى قبل الاعلان عن دعم مرشح بحد ذاته.
ويؤكد المرجع أن "هذا الموقف المتقدم لرئيس "التيار"، أضفى حيويةً على هذه المحادثات، وقد يفتح أبواب التسوية الرئاسية في شكلٍ جديٍ وعملانيٍ أمام إنتخاب رئيس للجمهورية"، يختم المرجع بهذا القول. وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر سياسية متابعة لمسار هذه المحادثات أنها "عكست أجواءً إيجابيةً على مجمل الوضع السياسي في لبنان، على إعتبار أنها تشكل بارقة الأمل الوحيدة في الملف الرئاسي، بإقرارٍ من باريس، عبر الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان، الذي شجع بدوره على تزخيم المحادثات بين الحليفين"، بحسب تأكيد المصادر، وبعض المعلومات المسرّبة من أجواء هذه المحادثات.
وفي سياق متصلٍ، تؤكد مصادر حزبية متابعة لأجواء الإتصالات الداخلية والخارجية مع "الحزب"، أن "حاضرة الفاتيكان هي في طليعة المشجعين على الإنفتاح على الحوار مع حزب الله وطروحاته، ما يسهم في تعزيز الأجواء الإيجابية في البلد، وفي حل الأزمة الرئاسية الراهنة معًا".
وعن تفاصيل المحادثات بين الحليفين، تكشف معلوماتٍ موثوقةٍ أن "التركيز بين الجانبين أي (التيار والحزب)، يتم على العناوين العريضة والأساسية الرامية إلى النهوض بالبلد، تحديدًا البند الرابع من وثيقة "تفاهم مار مخايل"، المتعلق ببناء الدولة في لبنان، على أن يكون الإستحقاق الرئاسي مفتاح الحل الشامل للأزمة الراهنة، بشقيّها الإقتصادي والسياسي في آنٍ معًا".
وفي التفاصيل أيضًا، تكشف المعلومات الموثوقة عينها، أنه "رغم الأجواء الإيجابية التي تسود المحادثات، غير أن "التيار" و"الحزب" لم يتوصلا حتى الساعة إلى توافقٍ على تبني ترشيح شخصيةٍ محددةٍ لمنصب الرئاسة الأولى". ولكن هذا الأمر لايشكل عقبة في مسار هذه المحادثات، على إعتبار أن باسيل، حدد مطالبه بوضوحٍ كي يتنازل "التيار" عن الرئاسة الأولى لمصلحة لبنان، وكي لا يستمر الفراغ ويتمدد الى مختلف مؤسسات الدولة، وأبرز هذه المطالب، إقرار قانون اللامركزية الإدارية والمالية. وهنا يلفت مرجع نيابي كبير أن لدى حزب الله "نقزة" من اللامزكزية المالية فقط".
وعن إمكان تعميم هذا الجو الإيجابي السائد بين الحليفين على باقي المكونات اللبنانيين، يكشف مرجع في فريق الثامن من آذار أن تعزيز العلاقات السورية- السعودية مستمر، وإن كان بوتيرة بطيئةٍ، ولكنه ماضٍ في طريقه حتى إعادة العلاقات الثنائية بينهما الى ما كانت عليه قبل إندلاع الحرب الكونية على سورية في منتصف آذار من العام 2011، ولاريب أن هذا الأمر، سينعكس إيجابًا على الأوضاع في المنطقة ولبنان، خصوصًا لجهة حل أزمة الفراغ الرئاسي فيه لما للرياض من تأثير على أطراف لبنانيين مؤثرين في الإستحقاق الرئاسي"، يختم المرجع.