تحت ذريعة مواجهة الإرهاب تتوالى التعزيزات العسكرية الأمريكية وتكثف من تواجدها في البادية السورية مرورا بالحدود الاردنية والحدود العراقية السورية، بدأت هذه التعزيزات بعد زيارة وفد عسكري عراقي رفيع المستوى إلى أمريكا للتباحث في التعاون الأمني وتدريب القوات العراقية (كليشة حاضره) نسمعها ونقراها في كل اللقاءات بين المسؤولين العراقيين والامريكيين.
أن تعزيز قاعدة عين الأسد ونشر قوات أمريكية جديدة بحجة (تبديل القطعات ومحاربة داعش) والانتشار والتمركز على طول الشريط الحدودي بين العراق وسورية في محاولة واضحة لعزل البلدين الشقيقين عن بعضهما والتهيئة لعدوان اسرائيلي على سوريا ولبنان الذي انهكته الخلافات واضعفته المساومات والخيانات حتى جدحت عين الحلوة بالمواجهات.
وسوريا الرافضة للتطبيع تواجه هجمة شرسة لمحاولة انهاء وجود الأسد بتحريك أكثر من ورقة وهذا مرتبط بمحاولة تضعيف التواجد الروسي في سوريا وإثارة قلقه في هذه المنطقة ولفت انتباهه وتقليل الضغط على أوكرانيا في محاولة لفتح جبهة أخرى لإزاحة روسيا واستمكانها من المنطقة.
من الحقائق الجدلية في نفس الوقت هي أن أمريكا لا يمكن أن تفرط في منطقة غرب آسيا والخليج مهما كان الثمن والتواجد والانتشار الحالي مرتبط بخسارة تواجد دول أوربا وامريكا في أفريقيا بعد الانقلابات ورفض تواجد قوى الاستعمار أولا وتوجه الدول الافريقية نحو الصين وروسيا وبالتالي لابد أن يكون هناك توازن دولي وانتشار متكافئ في العالم.
ما يهمنا اليوم اننا نشك في نوايا الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق وإيران وسوريا ولبنان واليمن بدليل أن هذه الدول لازالت تعاني من الحصار والعدوان والضغط وارباك الأوضاع وتحريك واللعب بالأوراق.
اعتقد ان الهدف إذا لم يكن استعراض للعضلات فإن أمريكا تستهدف:
1. منع وصول المساعدات من جمهورية إيران إلى سوريا ولبنان وفلسطين.
2. محاولة عزل النظام السوري والتوجه واللعب بورقة المعارضة والاستيلاء على منابع النفط.
3. محاولة تضعيف دور المقاومة (حزب الله) في لبنان تجاه إسرائيل.
4. سيكون هناك استهداف للقطعات الأمنية (الحشد) وكذلك تواجد فصائل المقاومة في حالة تدخلها فيما سيجري لاحقا.
5. تحاول ان تضغط على جمهورية إيران الإسلامية بكسر اجنحتها في سوريا والعراق ولبنان.
6. ركزت في اللقاء مع الوفد الأمني العراقي بأهمية قادة الجيش وبطولة القطعات (ظاهرا) لكنها تسعى أن تعطي زخما وأهمية وقوة و(استقلالية) بعيدا عن القائد العام للقوات المسلحة ففي جعبة الولايات المتحدة الشيء الكثير وما تخبئه بخبث للعراق والمنطقة كبير جدا.
الانتشار وتواجد الطائرات وتحرك القطع البحرية تؤكد عدم مصداقية والتزام الولايات المتحدة الأمريكية في اتفاقية الإطار الاستراتيجي لأنها لم تقدم شيء للعراق ولم تلتزم ببنودها. الحدود العراقية السورية هي رئة محور المقاومة، ولهذا لن يتسامح المحور مع أي جهة تحاول غلق هذه الرئة ولن تكون الأمور مطمئنة لأمريكا في هذا الشريط الحدودي.
كل من لا يرغب بتواجد أمريكا الخبيثة في المنطقة سيدفع الثمن افرادا وجماعات وقيادات وهي مصرة على البقاء ولا يمكن أن تخسر تواجدها بعد زحف التنين الصيني والدب الروسي والتواجد في أفريقيا باتجاه غرب آسيا. وان الله على نصرنا لقدير والحمد لله رب العالمين.