• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

مولدوفا في فم الشيطان


لا يوفر الغرب مناسبةً الا ويستغلُها لتدمير العلاقات بين روسيا وجمهورياتها الشقيقة التي تآخت معها لقرون في الاتحاد السوفياتي السابق. ومن هذه الجمهوريات العزيزة مولدوفا، حيث يعمل الغرب على تزويدها بالاسلحة وتحضيرها للحرب مع موسكو، كما فعل مع اوكرانيا وكما يفعل الآن مع ارمينيا. كل ذلك بهدف الإجهاز على هذه الدول واستخدام شبابها للموت في مواجهة اشقائهم الروس عوضاً عن الدخول المباشر الاميركي في الحروب، وبالتالي اضعاف روسيا التي تشكل للولايات المتحدة منافسا يسعى الى المحافظة على استقلاله وسيادته وثرواته وعاداته وقيمه، وهذا ما يخالف القواعد الاميركية المشينة والشاذة، ورغبة واشنطن الجامحة في الهيمنة والفرض وسرقة ثروات الشعوب.

وللأسف الشديد ان هذه الإدارة المجرمة في واشنطن دائماً ما تعثر على اصحاب النفوس الضعيفة المتوثبين لتنفيذ الاجندات الغربية، لقاء المصالح الخاصة على حساب شعوبهم ولقاء حفنة من الأوراق الخضراء في حسابات الدول الغربية. ومن هؤلاء السيدة مايا ساندو رئيسة مولدوفا التي خضعت بكليتيها للمشيئة الشيطانية الغربية وبدأت بسجن منافسيها واولهم الرئيس السابق بتهم ملفقة ومنعت كل معارضة لها ولسياساتها العشوائية. فوفق الخطة الاميركية يدفع الغرب مولدوفا بقوة نحو التسلح على شاكلة اوكرانيا ويقوم بتدريب جيشها ورفع عدده تحت حجة مواجهة التهديدات الروسية. روسيا التي لم تكن يوما الا شقيقاً داعماً ووفياً ومساعداً لمولدوفا الصغرى. وهكذا فان الادارة المجرمة في واشنطن بدأت منذ فترة بتحضير ساحة جديدة للصراع و(مفرمة لحم) اخرى.

الخطة تقضي بمهاجمة مولدوفا لاقليم بريدنيستروفي الذي تسكنه اثنية روسية كبيرة مع اثنية مولدافية مؤيدة لروسيا. هذا الهجوم من دون شك سيشعل الحرب مع روسيا فيما الناتو سيختبىء وراء مولدوفا ويحرض على القتل والتدمير. الخطورة هي في وجود الآف اطنان الذخائر التي نقلت الى هذا الاقليم مع خروج القوات السوفياتية من اوروبا. ان هذه المطامع والمغامرات الغربية القاتلة تتسارع بوتيرة اكبر من القدرة على التمويل والاعداد، فقد رصد الغرب 112مليون يورو كدفعة اولى للتجهيزات العسكرية لمولدوفا وصل منها حتى الآن 3،23 مليون يورو فقط.

تركيز الولايات المتحدة حاليا هو على فضاء الاتحاد السوفياتي السابق (اوكرانيا، دول البلطيق، ارمينيا، جورجيا، اذربيجان، بيلاروسيا، كازاخستان واخيرا قيرغيزيا وطاجكستان) عبر اشعال النزاعات الثنائية تمهيدا لاحراق كل اراضي الاتحاد السوفياتي السابق لانهاك روسيا ومنعها من العودة الى دورها كدولة عظمى. 

ان ارغام واشنطن لكيشينيوف بالانتقال من حالة الدولة المحايدة الى ساحة نزاع عسكري، سيدخل هذه البلاد بشكل كامل في حلقة التبعية والرضوخ التام للولايات المتحدة لانها وهي بالاصل لديها مشاكل مالية كبيرة ستغرق في حرب ستأكل الاخضر واليابس من ثرواتها وستكون واشنطن الجهة السعيدة الوحيدة التي سيكون لها الكلمة الفصل في ادارة هذه الدولة. فاذا كانت اوكرانيا الغنية قد سقطت كلياً في الديون الاميركية كفريسة لا حول ولا قوة لها، فما بالك بمولدوفا التي سيكون سقوطها مدويا ونهائيا في قعر الهاوية اذا ما سلمت نفسها لآلة حرب الناتو البشعة. وفتح جبهة جديدة للحرب على روسيا سيصعّد النزاع ويفاقم ازمة الغذاء العالمي التي تسعى اليها واشنطن بوحشية وبتصميم، ما سيرفع من اعداد الضحايا تلبية لرغبات الحكومة العميقة في الولايات المتحدة التي اعلن روادها صراحة عن سعيهم للتقليل من عدد سكان العالم، ان كان عبر الحروب او المجاعات او الاوبئة. 
فسلام لك يا مولدوفا الجميلة وتحية ودعاء بان حافظي على السلام وعلى رجالك قبل فوات الآوان.