• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
تقارير

"فورين بوليسي": عن زيارة هوكشتاين إلى الشرق الأوسط


أرسلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مبعوثًا متمرسًا، وهو آموس هوكشتاين، لمحاولة إبرام صفقة دبلوماسية كبيرة في الشرق الأوسط حتى على خلفية الحرب.

وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، "تم تكليف هوكشتاين بمحاولة تخفيف التوترات بين حزب الله في لبنان من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في محاولة لتجنب جبهة جديدة في الحرب التي يمكن أن تكون أكثر دموية من الجبهة الحالية ضد حماس. وعقد هوكشتاين اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين كبار هذا الأسبوع وتوجه إلى بيروت، الخميس، لمواصلة المناقشات حول كيفية منع اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل. ويعتبر حزب الله، المدعوم من إيران، أحد أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحاً في العالم، ويمتلك مخزوناً ضخماً يقدر بما يتراوح بين 100 إلى 150 ألف صاروخ وقذائف موجهة نحو إسرائيل".

تابعت المجلة، "من جانبها، أشارت الحكومة اللبنانية إلى رغبتها في استئناف المحادثات بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب بين لبنان وإسرائيل عام 2006 ودعا إلى انسحاب كل القوات المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من منطقة على الحدود بين البلدين ونهر الليطاني. وعلى الرغم من انتهاء الحرب، إلا أن القرار لم ينفذ بالكامل. ويحتفظ حزب الله بوجود عسكري كبير في المنطقة، كما تفعل إسرائيل رداً على التهديد الذي تشكله الجماعة المسلحة. وفي الحقيقة، إن استئناف حرب 2006 اليوم قد يكون أكثر دموية".

وأضافت المجلة، "يوم الأربعاء، قال هيرزي هاليفي، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية، أمام حشد من الجنود الإسرائيليين إن أداءهم في القتال الأخير في غزة أقنعه بأنهم سينجحون في خوض حرب في لبنان أيضاً. وقال، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي: "لقد قاتلنا في غزة، لذا نعرف كيف نفعل ذلك في لبنان إذا اضطررنا لذلك". وأضاف: "بعد ما فعلتموه في غزة، لا توجد قرية في لبنان لا يمكنكم دخولها وتدميرها". وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 23 ألف فلسطيني في غزة منذ بدء الحرب مع حماس في 7 تشرين الأول، ويحذّر كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أن غزة على شفا المجاعة".

وبحسب المجلة، "في ظل الوضع الراهن، يتفق الجانبان على ضرورة تغيير شيء ما على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، ولكن لا يعرف أي من الطرفين كيفية الوصول إلى هناك. وفي الوقت نفسه، يخشى المسؤولون والخبراء من أن احتمال نشوب حرب كاملة بين حزب الله وإسرائيل يتزايد مع مرور كل يوم، حيث تعزز المناوشات عبر الحدود فرصة حدوث حسابات خاطئة أو خطوات خاطئة يمكن أن تتحول إلى حرب. وخلال اجتماع هذا الأسبوع مع يوانا فرونتسكا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، دعا وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى تخفيف التوترات بين حزب الله وإسرائيل من خلال التنفيذ الكامل للقرار 1701. والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع هوكشتاين في 4 كانون الثاني و"أوضح أن إسرائيل ملتزمة بإحداث تغيير جوهري على حدودها مع لبنان"، بحسب ما ذكر مكتبه في بيان الاجتماع، على الرغم من أن إسرائيل هددت بتكثيف الهجمات على حزب الله إذا رأت أن التهديد بشن هجمات أكبر محتمل".

ورأت المجلة أنه "رغم ذلك، فإن احتمالات تحقيق أي اختراق دبلوماسي في محادثات الحدود بين لبنان وإسرائيل ضئيلة، كما يعترف الخبراء والمسؤولون. وفي الحقيقة، تحولت الحرب الإسرائيلية في غزة، والتي أشعلتها هجمات حماس ضد المدنيين الإسرائيليين في 7 تشرين الأول، إلى واحدة من أكثر مناطق الحرب دموية في العالم وأكبر الأزمات الإنسانية. كما انتشرت بالفعل إلى ما وراء الحدود المباشرة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث تهاجم مجموعات إيرانية أخرى المنشآت العسكرية الأميركية في العراق وسوريا وعلى طرق التجارة البحرية التجارية الاستراتيجية في البحر الأحمر من اليمن. ويبدو حزب الله ورعاته في إيران في الوقت الحالي راضين عن الوضع الراهن، ولكن هذا يمكن أن يتغير في حال خرجت الأمور عن نطاق السيطرة".

وتابعت المجلة، "قال فراس مقصد، الخبير في معهد الشرق الأوسط: "ما نحن أمامه اليوم هو سباق مع الزمن. من ناحية، هناك هذا الجهد الدبلوماسي، الذي تقوده الولايات المتحدة وهوكشتاين، ومن ناحية أخرى، بدأت طبول الحرب تقرع". ومع ذلك، إذا كان هناك من يستطيع جلب لبنان وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، فإن الخبراء يقولون إنه هوكشتاين. ففي عام 2022، توسط هوكشتاين في اتفاق بين لبنان وإسرائيل لحل نزاعهما الحدودي البحري الطويل الأمد. وقال مقصد: "إنه يتمتع بسجل حافل من النجاح والثقة في كلا البلدين". ويدعم حلفاء غربيون آخرون الجهود الدبلوماسية الأميركية، وبالتحديد فرنسا. ففي أواخر العام الماضي، أرسلت باريس عددًا كبيرًا من كبار المسؤولين إلى لبنان، بما في ذلك وزيرة الخارجية كاثرين كولونا والمبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، في محاولة لتخفيف التوترات بين حزب الله وإسرائيل ووضع الأساس لمحادثات دبلوماسية. لكن المسؤولين في بيروت وإسرائيل يعتقدون أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك النفوذ للتوصل إلى أي اتفاق دائم".

وبحسب المجلة، "يشكك العديد من الخبراء في قدرة هوكشتاين على تحقيق انقلاب دبلوماسي كامل ودفع الجانبين إلى التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701، لكنهم يقولون إن هناك فرصة أن يتمكن على الأقل من بدء العملية. وقال مقصد إن هناك نقطة واحدة لصالحه: من مصلحة الجانبين بدء محادثات دبلوماسية ومنع نشوب حرب كبرى. والسبب الآخر هو أن حزب الله يبدو مستعداً لقبول المحادثات، وقد قدم الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بنفسه، عرضاً دبلوماسياً مثيراً للاهتمام يمكن أن يمهد الطريق للدبلوماسية. وخلال خطاب ألقاه يوم الجمعة، تعهد بالانتقام لمقتل صالح العاروري، القائد الكبير في حماس الذي قُتل في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه قال أيضاً إن هناك "فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل أراضينا ووضع معادلة تمنع العدو من انتهاك سيادتنا"، في إشارة إلى محادثات الحدود بين لبنان وإسرائيل. ومع ذلك، أضاف نصر الله أن أي مناقشات من هذا القبيل لن تتم إلا بعد انتهاء الحرب في غزة".

وتابعت المجلة، "يراقب المسؤولون والخبراء في المنطقة عن كثب عددًا من العوامل المبكرة لمعرفة ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة. الأول هو ما صدر عن هوكشتاين علناً في نهاية اجتماعاته في بيروت بعد مناقشات مكثفة مع المسؤولين الإسرائيليين. والثاني هو مراقبة ما يقوله كبار المسؤولين اللبنانيين الذين لهم صلات وثيقة بحزب الله في الأسابيع المقبلة، وخاصة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يُنظر إليه على أنه أحد أكثر القنوات نفوذاً في بيروت للحزب. والثالث هو معرفة ما إذا كانت ردود حزب الله على الاغتيالات الإسرائيلية لقادة من حزب الله وحماس ستؤدي إلى تصعيد الوضع بشكل كبير أو ستتوقف عند ضربات محدودة بطائرات مسيّرة وخطاب ناري، وبالتالي منع دوامة أخرى من العنف المتبادل".

وختمت المجلة، "في الوقت الراهن، ما من أحد يعلم ما سيحدث في المنطقة. وقال جوناثان بانيكوف، مسؤول استخباراتي أميركي كبير سابق يعمل الآن في المجلس الأطلسي: "نحن في أخطر وقت للتصعيد إلى حرب أوسع من أي وقت مضى منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس".