٧ اكتوبر٢٠٢٣م صحح المسار الواقعي والتاريخي للنضال الفلسطيني ووضع الكيان الصهيوني وراعيته امريكيا والحلف الخماسي أمام تحدي غير مسبوق أن شعب فلسطين متجسدا بمقاومته المظفرة لم ولن يستسلم طال الزمن أم قصر في الدفاع عن كرامته وحريته وتحرير أرضه وعودته مهما كلفه ذلك من تضحيات، ها هو بعد قرن من الزمن وتعرضه لكل صنوف العذاب بدءا من اغتصاب أرضه وتهجيره منها وممارسة كل أشكال القمع والظلم والتمزيق والقتل والحصار ها هو يشرع سيفه في وجه كل طواغيت الأرض اننا على هذه الأرض باقون وأنتم أيها الغزاة الغرباء راحلون.
محطات كثيرة ومفصلية عاصفة صاحبت مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تركت آثار عميقة على الشعب والقضية ولا زالت المعاناة في ازدياد والنزيف مستمر، والتطرق لهذا السرد التاريخي واستحضار بعض المحطات ليس المقصود به محاكمات وفتح باب المناكفات وتوسيع هوه الخلافات مطلقا ،فقط لأخذ العبر وللتبصر لما هو قادم وعلى سبيل المثال لا الحصر، محطة الاضراب الشهير عام ١٩٣٦م استجابة لطلب الزعامات العربية وعلى رأسها الملك عبد العزيز بن سعود بحل الإضراب الشهير الذي استمر ٦ شهور الذي كاد أن ينهي الانتداب البريطاني للوثوق بنيه بريطانيا انها ستساعد الفلسطينيين، النتيجة زيادة الهجرة الصهيونية وتمكين المنتدب البريطاني من رقاب الفلسطينيين واستخدام القبضة الحديدية ضدهم.
محطة قرار التقسيم الأممي رقم ١٨١ في العام ١٩٤٧م والمواقف المتشنجة من القرار بدعوة ان القرار ظالم وغير منصف، العدو الصهيوني أعلن عن قيام دولته عام ١٩٤٨م مستفيدا من هذا القرار الأممي وأيضا ابتلع خلاف المنصوص عليه ما يزيد عن ٢٠% أطلق عليها الخط الأخضر، الكيان قام على ٧٨ % من أرض فلسطين التاريخية.
محطة مؤتمر أريحا ١٩٥٠م ومبايعة الملك عبدالله ملك الأردن ليضم الضفة الغربية والقدس الشرقية على مساحة ٢١% من فلسطين التاريخية إلى مملكته ويصبح هؤلاء الفلسطينيين مواطنين اردنيين النتيجة ان ٩٩% من ارض فلسطين التاريخية وزعت بين الكيان الصهيوني والمملكة الأردنية الهاشمية التاريخية.
محطة توطين لاجئين قطاع غزة في شمال سيناء في منتصف الخمسينات التي يشكل ١% من مساحة فلسطين التاريخية يحسب للتيارات والقيادات السياسية آنذاك الحزب الشيوعي وجماعة الإخوان المسلمين على خلاف ما حصل في السابق في إفشال هذا المشروع لتظل غزة خزان الوطنية الفلسطينية وقاطرة مشروعه الوطني.
محطة ١٩٦٤م التي شهدت تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بعد حوالي ١٦عام من نكبة ١٩٤٨م السؤال الذي يحتاج الى إجابة لماذا هذا التأخير في التأسيس؟ ولماذا لم يمارس النضال بعد تأسيسها مباشرة؟!
محطة ١٩٦٧م وهزيمة النظام القومي العربي واحتلال الكيان الصهيوني لسيناء المصرية والجولان السورية والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ومزارع شبعا اللبنانية، الأرض التي احتلت لم تكن بيد الفلسطينيين بل مع مصر والأردن؟!
في هذا العام ١٩٦٧م صدر قرارين أمميين الأول ٣٣٨ القاضي بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة والقرار ٢٤٢ القاضي بانسحاب اسرائيل من الأراضي أو أراضي احتلت مقابل سلام شامل كامل بين تلك الاطراف.
الشعب الفلسطيني حرم من النضال طيلة ستة عشر عاما من عمر النكبة، وحتى بعد السماح من النظام الرسمي العربي بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٦٤م، هنا يجب التوقف لأن ما حصل يمكن الإطلاق عليه مرحلة قطع تاريخية وتزيف للوعي وكأن فلسطين التاريخية هي المناطق التي احتلتها اسرائيل في العام ١٩٦٧م ومطلوب من الشعب الفلسطيني اليوم تحرير أرضه التي احتلت في ١٩٦٧م وينسى ويسلم أن فلسطين التاريخية هي التي هجر منها عام ١٩٤٨م هي اليوم اسرائيل كما هي في وعيهم وتعاملهم.
محطة القتال من العواصم العربية سواء من الأردن او لبنان وعدم اشعال الأراضي المحتلة وجعلها في اشتباك دائم مع العدو سهل على العدو استثمار مئات الالاف من العمال للعمل داخل الكيان في مجالات الزراعة والبناء والنظافة مما أنعش اقتصاده وتفرغ لبناء ترسانته العسكرية، وماذا كانت نتيجة القتال من العواصم العربية إلا حروب أهلية انتهت بخروج المنظمة خارج تلك البلدان؟
محطة ١٩٨٧م هي محطة عاصفة تأسست فيها حركات ثورية وطنية من منطلقات اسلامية رأت ان الصراع مع العدو يجب ان يكون مشتبك من الداخل الفلسطيني وليس من العواصم العربية ويشعل الأرض تحت أقدام العدو ويستنزفه هذه الحركات سواء حركة المقاومة الإسلامية حماس أو حركة الجهاد الاسلامي فى فلسطين رأت أن قضيه فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية الاسلامية وأنها رأس حربة لمشروع الأمة ونقيض للكيان الصهيوني المستنبت في فلسطين من قبل المشروع الإمبريالي الاستعماري المعاصر، هذه المحطة انتجت انتفاضة ثورية شعبية عارمة عمت كل ارجاء فلسطين وشلت الكيان الصهيوني وجعلته في مأزق تاريخي، ومع ذلك تم استثمارها على عجل بثمن بخس من قبل المنظمة والنتيجة محطة اتفاق اوسلو عام ١٩٩٣م الذي منح اسرائيل اعتراف بوجودها من الجسم الفلسطيني الرسمي الحاصل على مباركة النظام العربي الرسمي في قمة الرباط عام ١٩٧٤م على هذه الوصفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كمكافأة على اعتماد البرنامج المرحلي ذي العشر نقاط الذي يمثل تراجعا كبيرا في الثوابت ويتعارض مع الميثاق القومي والوطني، وفي نفس العام حصلت المنظمة على بعثة مراقب في الأمم المتحدة كمحطة للتخلي عن الكفاح المسلح واعتماد طريق المفاوضات وأوهم العالم ان الشعب الفلسطيني دخل في اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني وهذا الاتفاق فك العزلة عنه حيث كان العديد من دول العالم غير معترفة به.
محطة "طوفان الاقصى" بعد قرن كامل من بداية التآمر على الشعب الفلسطيني وسحقه وتصفية قضيته تعتبر هذه المحطة نقطة التحول الكبرى الذي يجب ان يلتف الشعب الفلسطيني بكل اطيافه وتلاوينه الفكرية والسياسية والأيدلوجية انها مرحلة الخلاص والتحرر والانعتاق لأن الشعب الفلسطيني بمقاومته العملاقة في هذه الملحمة البطولية الأسطورية ليس فقط اذل اسرائيل وكبريائها بل رسالة لكل حلفائها ان استنباتكم ودعمكم ومساندتكم ورعايتكم لإنشاء هذا الكيان على حساب الشعب الفلسطيني وليحول أيضا بين تواصل الأمة ومكوناتها ويمزقها ويشغلها عن دورها ورسالتها قد باء بالفشل.
هذا الحدث الأسطوري القى بظلاله على المشهد الاقليمي والعالمي وبعث برسائل جادة ومهمة لكل اللاعبين.
الولايات المتحدة والحلف الخماسي بذلتم الغالي والنفيس على امتداد قرن لتثبيت هذا الكيان الصهيوني لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، اليوم يؤكد أنه مصمم على انتزاع حقوقه وحريته وعودته لذا عليكم المراجعة والتوقف عن هذه الغطرسة والبلطجة التجاهل للقضية والشعب ، وان استباحتكم للمنطقة ونهب ثرواتها وتعطيل دورها لن يدوم، وهذه الحرب المعلنة من طرفكم على قطاع غزة التي لم يشهد التاريخ مثلها من حيث نوع السلاح المستخدم وحجم الدمار المذهل وتحويل القطاع الى مدن أشباح وقتل واصابة ومفقود ما يزيد عن مئة الف شهيد جلهم من النساء والاطفال واخراج المشافي جميعها من الخدمة وهدم معظم دور العبادة ومراكز عديدة للإيواء ومنع الغذاء والدواء والكهرباء والمياه والاعتراض بالفيتو على كل قرارات مجلس الأمن المطالبة بوقف اطلاق النار اظهرتكم على حقيقتكم انكم مجموعة قتلة ومصاصي دماء، وشعوبكم اليوم اكتشفت الحقيقة وتعيش حالة من الاغتراب وما قامت به من مظاهرات واحتجاجات لأكبر دليل وإمكانية تدحرج الأمور لحرب اقليمية وعالمية ستطيح بعروشكم لأن المتربصين بكم من ظلمكم كثر والعالم على صفيح ساخن جدا وقريبا سيشهد انهيار امبراطوريات وصعود أخرى وستزول هيمنتكم، انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
للكيان الصهيوني انت بعد زلزال الأقصى تعيش حالة انعدام وزن وهستيريا وتخبط لم تألفه من قبل، إن اصرارك على سحق عظام أهل فلسطين سيكون مقدمة لزوالكم وهلاككم وما اقترفتموه من احداث في هذه الحرب مسح روايتكم من جذرها واكتشف العالم حقيقتكم جبناء ضعفاء مقاومة بأسلحة متواضعة مرغت انوفكم في التراب على مرأى ومسمع العالم سقطتم وسقط معكم كل مسلسل الزيف والتضليل والشاهد عليكم ما اقترفته أيديكم في ارتكاب مجازر ابادة جماعية واليوم انتم في قفص الاتهام وأمام العالم محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب وقتله وهذا الإجراء سينزع عنكم كل الأقنعة التي كنتم تتسترون خلفها.
للحكومات العربية والاسلامية عليكم اخذ العبرة والموعظة ان هذا العدو الذين تسعون للتطبيع معه اوهن من بيت العنكبوت وهش وضعيف لذلك عليكم دعم المقاومة واسنادها والوقوف معها لا على اضعافها واستئصالها وهذا أقرب الى المستحيل رأيتم بأم أعينكم بعد كل هذا الدمار الغير مسبوق في تاريخ البشرية هل استطاع العدو وكل حلفاءه بعد مئة يوم هل استطاع تحرير رهينة واحدة بغير شروط المقاومة هل حقق شرطا واحدا من الشروط التي أعلنها ام انه خسر ما يزيد عن الف دبابة وآلاف الجنود ما بين قتيل ومصاب وواجه مقاتلين من بين الأنقاض يمتلكون جراءة وشجاعة تجعلهم يصرخون امامهم، قطاع محاصر برا وبحرا وجوا لأكثر من سبعة عشر عام هذا هو المشهد والواقع يؤكد أن لا استقرار ولا سلام وأمان إلا ان يحقق الشعب الفلسطيني حقوقه بعودته لوطنه حرا كريما وتحرير المسرى والأسرى، الشعب الفلسطيني اليوم ينوب عنكم في الدفاع عن العقيدة والدين والتاريخ والحاضر والمستقبل؛ أليس المسجد الأقصى ثاني المسجدين وثالث الحرمين ومنه أسرى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى الأفق الأعلى، ألم يفتح سيدنا عمر بن الخطاب القدس ألم يحررها صلاح الدين من الصليبيين.
للسلطة الفلسطينية المنبثقة عن م.ت.ف والتي تراوح مكانها منذ ٣٠ عاما بعد توقيعها على اتفاق اوسلو التي لم ينجز من الأهداف الوطنية اي شيء، بل ان العدو الصهيوني اكتسب الاعتراف واستباح أراضي الضفة واوجد مليون مستوطن واليوم يشرع في هدم المسجد الاقصى وتشييد الهيكل المزعوم بل اضحى مشروع التهجير على راس اولويات حكومته الأشد تصهينا في تاريخه، واوهم العالم انه يسير في عملية سلام وان ما يسمى بالمقاومة هي مليشيات خارجة عن القانون يجب محاربتها، هذا الموقف الملتبس الغير مبرر والغير مفهوم يفتح الباب امام تساءل كبير؟ الى متى ستظل السلطة أسيرة ومكبلة والارض تسلب امام اعينها والمجازر وحرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي الحاصل في قطاع غزة من ثلاثة شهور واستباحة العدو وارتكاب مجاز يومية في الضفة، لماذا لم تتقدم السلطة اليوم بوضع القرارات التي سبق وان اقرتها الهيئات المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية بسحب الاعتراف ووقف كل اشكال التعاون الامني، حتى يستشعر العالم بحجم المصيبة التي يقترفها، ويشعر العالم اننا شعب موحد ليقر لنا بحقوقنا.
ماذا تنتظروا وعلى ماذا تراهنوا اذا كنتم موعدين بدور بعد تصفية المقاومة فتلك مصيبة وكارثة اخلاقية ووطنية واذا كنتم خائفين ان تنزع عنكم الشرعية الدولية المتمثلة في امريكيا فتلك مصيبة وطامة أكبر وأفدح، اليوم من يقود الحرب على فلسطين هي أمريكيا الشريك الرئيس في حرب الإبادة الجماعية وعطلت كل قرارات مجلس الأمن المطالبة بوقف الحرب بالفيتو، الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية اذا لم تتجسد اليوم والدم النازف مستمر واسرائيل لأول مرة منذ نشأتها اليوم تقف امام محكمة الجنايات الدولية تحاكم كمجرمة حرب مرتكبة مجازر ابادة جماعية وفضحها لأنها تعيش على اكذوبة انها ضحية ،وبقيتم على الاصرار على الشرعية والاحتكار والقرار مستندين لأكذوبة العالم بانكم الرسميين؟! لن يجلب خيرا بل سيعزز الخلاف والقطيعة ولن يعدم الشعب والمقاومة توليد خيارات وبدائل تحقق مصالحه.
الشعب المكلوم اليوم يتطلع لرفع الظلم والمعاناة وحياة كريمة، اليوم العالم متقبل ومقر ان العدو الصهيوني يجب ان يدفع استحقاق والعالم بمجموعه عاد مقر بأن حل الدولتين عمليا وليس استهلاكا هو ما سيجعل استقرار في المنطقة والعالم.
للشعب الفلسطيني الصابر المحتسب المعطاء في القطاع والضفة الذي تحمل ويتحمل مالم تستطع الجبال حمله من ألم وفقد وحرمان وجوع ومأوى بإذن الله تكون هذه المحطة فاتحه خير وبداية موفقه على طريق الحرية والعودة والعيش بكرامة والشهداء هم احياء عند ربهم وشفعاء بإذن الله ،ومقاومة المظفرة متمثلة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس والسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومعكم كل اخوانكم في الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، انكم جسدتم بحق رجال الله في زمن عز فيه الرجال أذهلتم العالم بصمودكم وصبركم وادائكم في ميدان القتال صور لن يألفها العالم ورفعتم رأس شعبكم وأمتكم وصوبتم المسار التاريخي برمته من شعب باع ارضه وتنازل لعدوه إلا نار وبركان تصارعون بإمكانيات متواضعة أعتى قوة وسلاح على وجه الأرض سيروا على بركة الله لن يضيعكم الله وأقل الواجب ان تقبل جباهكم وايديكم الطاهرة المتوضئة جندا وقادة على جهدكم وجهادكم وصبركم وثباتكم، سارعوا بإنجاز الوحدة الوطنية من موقع التراحم والمسئولية شعبكم وامتكم وكل شرفاء الأرض مؤيدون لكم من قبل فأنتم في سويداء القلب رحم الله الشهداء وشفا الجرحى وفك القيد عن الأسرى.
لمحور المقاومة يامن أدركتم حقيقة انظمة البغي والاستكبار مبكرا واعتمدتم على الله فتحررت ارادتكم وعدتم اسياد وليس عبيد اثبتم اليوم في خندق المواجهة انكم رجال الله تدافعون عن شرف الأمة وقضاياها العادلة بوركتم وبوركت سواعدكم يا رجال حزب الله الميامين وابطال اليمن النشامى والعراق وسوريا المغاوير وإيران الأمناء، إن إسنادكم لنصرة شعب فلسطين بإذن الله قلبت الموازين رأسا على عقب وجعلت أمريكا المشارك الرئيس في الحرب تعتبر وقفها اليوم قبل غدا أقصى اولوية.
لجنوب افريقيا البلد المقاوم العنيد والمحرر الذي مورس عليه كل اصناف العذاب والظلم، اليوم يسجل في ذاكرة التاريخ بأحرف من نور، كل التحية له من ابناء فلسطين على جرأته واصالته ومواقفه النبيلة وجلبه العدو الصهيوني لمكمة العدل الدولية في لاهاي كمرتكبة لمجازر ابادة جماعية ومعه ضمنا الشريك الاستراتيجي امريكيا مما جعلها تغير وتسعى جادة للبحث عن مخرج لوقف الحرب.
"كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".