ذكر موقع "ناشيونال انترست" الأميركي أن "وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التقى مع أفراد من سلاح المدفعية الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة يوم الاثنين 29 كانون الثاني، وخلال اللقاء، حمل غالانت أخبارًا جيدة وتحذيرات صارمة أيضًا بشأن المستقبل. وقال وزير الدفاع إن "الساعة الرملية" انقلبت لصالح إسرائيل. بدأ الوقت ينفد بالنسبة لحماس، نوعاً ما، خاصة وأن نصف مقاتلي حماس إما قتلوا أو أصيبوا في المعركة. ويقدر العدد الإجمالي لهؤلاء المقاتلين من 25000 إلى 30000. والآن أصبح نصفهم خارج الخدمة، كما أن معظم كتائب حماس المنظمة كانت مشتتة ومحطمة".
وبحسب الموقع، "قال غالانت: "هذه حرب طويلة، ولكن في النهاية، سوف نتمكن من إنهاء حماس. يجب أن نستمر حتى نقضي عليهم كنظام حكم، وكمنظمة عسكرية قادرة على شن هجمات ضد دولة إسرائيل"، متوقعًا أن يستمر القتال لعدة أشهر. لقد توقعت القيادة الإسرائيلية بشكل عام أن تستمر الحرب لأشهر أو حتى لسنوات، كما وأجرت إحدى محطات الإذاعة الإسرائيلية مناقشة حول ما إذا كانت الحرب قد تستمر حتى عام 2025، وبهذه الطريقة أعد القادة الإسرائيليون الجمهور لحرب طويلة".
وتابع الموقع، "بعد تأسيس إسرائيل في عام 1948، خاضت البلاد حروباً قصيرة إلى حد كبير معظم القرن العشرين. وباعتبارها دولة صغيرة تواجه خصوماً أقوياء، لم تتمكن من استدعاء الاحتياطيات لخوض حروب استنزاف طويلة، ولذلك هزمت مصر عام 1956، ومصر وسوريا والأردن عام 1967، ومصر وسوريا عام 1973، في حروب استمرت أقل من شهر. وأصبحت الحروب أطول بعد عام 1980، مع الحرب في لبنان التي استمرت قرابة عقدين من الزمن. وابتداءً من عام 2000، استمرت الانتفاضة الثانية لمدة خمس سنوات. وكانت الصراعات الأحدث في لبنان وغزة منذ عام 2005 أقصر بكثير".
ورأى الموقع أن "إسرائيل الآن تواجه تحدياً جديداً. إن الجنرالات الذين يديرون الحرب الإسرائيلية اليوم في غزة جميعهم نتاج جيل كانت تجربته التكوينية هي حروب الثمانينيات والتسعينيات. بالنسبة لهم، كان الجيش الإسرائيلي يتمتع بالقوة المطلقة، وكانت حماس مشكلة يجب إدارتها. والآن أدركت إسرائيل أن حماس تشكل تهديداً رئيسياً، والسؤال المطروح الآن هو كيفية القضاء عليها واستبدال دورها الحاكم في غزة. ويستمر القتال في غزة منذ ما يقرب من أربعة أشهر. هيمنت حملة جوية على الشهر الأول، مثل الحملة التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد جيش صدام حسين في العراق في عام 1991. أما المرحلة الثانية فكانت عبارة عن مناورة برية كبرى، حيث اقتحمت ثلاث فرق قطاع غزة ودمرت عشر كتائب تابعة لحماس في الجزء الشمالي من القطاع. أما المرحلة الثالثة، والتي بدأت في الأول من كانون الأول، فكانت عبارة عن غارة كبيرة استهدفت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، نفذتها الفرقة الثامنة والتسعون من المظليين والقوات الخاصة".
وبحسب الموقع، "إذا هُزمت حماس في هذه المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، فلن يكون لديها الكثير من الأماكن التي تهرب إليها. يمكنها الذهاب إلى منطقة رفح الحدودية المصرية، حيث تواصل السيطرة على المساعدات التي تدخل غزة من المجتمع الدولي. ويمكنها أن تختبئ بين أكثر من مليون مدني في غزة فروا من القتال إلى منطقة مواسي الساحلية. بخلاف ذلك، لا يمكن لحماس إلا أن تبقى في الأنفاق أو تحاول التسلل ببطء إلى شمال غزة متنكرة في زي مدنيين، خاصة وأنها سبق وقامت بذلك من قبل. وهنا تكمن التحديات التي تواجه إسرائيل مع وصول مرحلة جديدة. هناك عوائد متناقصة في غزة، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي يريد هزيمة حماس. إذا كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي صحيحة وخسرت حماس نصف قوتها، فهل ستخسر نصف ما تبقى لها في الشهر أو الشهرين القادمين من القتال؟".
وتابع الموقع، "بالإضافة إلى ذلك، يريد الجيش الإسرائيلي والجمهور الإسرائيلي رؤية عودة أكثر من 100 رهينة محتجزين في غزة. أما على الصعيد الدبلوماسي، عارضت مصر علناً توغل الجيش الإسرائيلي في رفح لأنه سيؤدي إلى تقريب القوات الإسرائيلية من الحدود. وكانت هذه المنطقة الحدودية منذ فترة طويلة مكانًا تسعى فيه حماس إلى تهريب الأسلحة إلى غزة. إذا لم تنهار حماس، أو لم تتم صفقة الرهائن، فإن المرحلة التالية من العمليات في غزة ستؤدي إلى اتجاهات ستكون معقدة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، سواء على ساحة المعركة أو على الجبهة الدبلوماسية".
وأضاف الموقع، "في غضون ذلك، يواصل حزب الله هجماته في شمال إسرائيل. وأطلق الحزب أكثر من 2000 صاروخ من لبنان على إسرائيل منذ 8 تشرين الأول، وفقا للجيش الإسرائيلي. وينفذ حزب الله أيضًا هجمات بالصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ويستخدم طائرات مسيّرة لمهاجمة إسرائيل. وتُعد تهديدات حزب الله لشمال إسرائيل جزءًا من الهجمات الأوسع التي شنتها إيران بشكل غير مباشر في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا، وكذلك اليمن، حيث استهدف المسلحون الحوثيون الشحن في البحر الأحمر".
ورأى الموقع أن "خيارات إسرائيل في الشمال معقدة. ففي حين قال رئيس الأركان الإسرائيلي مؤخراً إن احتمال نشوب حرب في الشمال مع حزب الله أعلى مما كان عليه في الماضي، فإن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي حيث يوافق حزب الله على سحب بعض قواته من الحدود".
وختم الموقع، "على جبهة غزة والجبهة الشمالية، ستدخل إسرائيل شهرها الخامس من الحرب مع وجود العديد من التحديات التي لم يتم حلها والأسئلة الرئيسية التي لم تتم الإجابة عليها".