• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
تقارير

"واشنطن بوست": بايدن يستصعب وضع حد لـ"الحروب الأبدية"


ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "الرئيس الأميركي جو بايدن قال في عام 2021، قبل القرار المصيري الذي اتخذته إدارته بالمضي قدمًا في خطط سحب القوات الأميركية من أفغانستان: "لقد حان الوقت لإنهاء الحرب إلى الأبد". كان بايدن يحاول طي صفحة أحداث 11 أيلول. وشهدت الهزيمة التي تلت ذلك سيطرة طالبان على دولة ضعيفة كانت مدعومة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن بموارد الولايات المتحدة. ولا يزال بايدن وحلفاؤه يدافعون عما حدث، استناداً إلى قناعة مفادها أن الشعب الأميركي يريد إنهاء أطول حرب في تاريخ البلاد وأن الانهيار الفوضوي في كابول كان نتيجة بدأت بالفعل بسبب أخطاء سلف بايدن".

وبحسب الصحيفة، "مهما كانت مزايا هذا الادعاء، فقد انغمس بايدن في نهاية هذا الأسبوع مرة أخرى في ساحات القتال المترامية الأطراف في حقبة ما بعد 11 أيلول. وشنت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الغربيين ضربات على عشرات الأهداف التابعة لجماعات مسلحة تابعة لإيران في العراق وسوريا واليمن. ووُصفت موجة الهجمات بأنها رد على غارة بطائرة بدون طيار شنتها جماعة مسلحة تابعة لإيران في العراق أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة دعم في الأردن في نهاية الأسبوع الماضي. يوم الجمعة، صاغ بايدن الإجراء العقابي كإجراء ضروري، وقال: "إذا ألحقتم الضرر بأميركي، فسنرد". ووُصفت الضربات على المتمردين الحوثيين في اليمن، والتي شارك فيها البريطانيون أيضًا، بأنها رادع ضد هجمات الجماعة على النشاط البحري في البحر الأحمر، وهو شريان حيوي للتجارة العالمية".

وتابعت الصحيفة، "قال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان: "لن نتردد في الدفاع عن الأرواح والتدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم"، مضيفًا أنه ستكون هناك "عواقب أخرى" على الحوثيين إذا لم تتوقف الهجمات. ويشكك المحللون في أن الضربات الأميركية ستحقق أي أهداف استراتيجية كبيرة. وأرسلت إدارة بايدن برقية ردها خلال الأسبوع الماضي وتجنبت عمداً تجاوز الخطوط الحمراء الضمنية للنظام الإيراني. وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط: "يبدو أنه إجراء مهم للغاية من جانب إدارة بايدن، لكن من ناحية أخرى، لا أعتقد أنه سيكون كافيًا لردع هذه الجماعات". وأضاف: "إن هذه الميليشيات منخرطة في هذه الحملة منذ أكثر من 20 عاماً، وهي في صراع طويل الأمد. إنهم يشاركون في نهاية المطاف في حملة استنزاف ضد الولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة، "أثارت الضربات، كما كان متوقعا، موجة جديدة من الغضب الإقليمي، وقال الحوثيون إنهم "سيواجهون التصعيد بالتصعيد". واتهم مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة وبريطانيا بـ"إثارة الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن وعدم الاستقرار". وقال متحدث باسم الحكومة العراقية إن تصرفات بايدن "تضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية"، وأعرب عن أسفه لأن بلاده كانت "ساحة معركة لتصفية الحسابات". وتلوح في الأفق وراء هذه التوترات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المسلحة، التي لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة. وأدت الحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة إلى مقتل أكثر من 27 ألف شخص، وتسوية المنطقة بالأرض، وإثارة أزمة إنسانية، كما أنها أثارت موجة من الهجمات التي شنتها مجموعات "محور المقاومة" المتحالفة مع إيران على القواعد الأميركية في المنطقة".

وبحسب الصحيفة، "العامل المقيد الرئيسي في الوقت الحالي هو أن لا الولايات المتحدة ولا إيران ترغب في حرب شاملة. وكتب نيك باتون والش من شبكة سي إن إن: "الانتخابات على الأبواب بالنسبة لإدارة بايدن، لا تحتاج فيها إلى مغامرة خارجية أخرى مكلفة، أو مشاكل بشأن سياستها تجاه إسرائيل، أو ارتفاع أسعار النفط". وأضاف: "لا يزال الاقتصاد الإيراني مهتزًا، والاضطرابات الداخلية لم تعد تنته بعد، وإيران أهداف أوسع تتمثل في التأثير الإقليمي الضخم، واستنفاد علاقتها الفنية مع موسكو، والسعي الواضح لامتلاك سلاح نووي". وفي واشنطن، دعا المشرعون والسياسيون الجمهوريون بايدن إلى أن يكون أكثر عدوانية ضد إيران، حتى أنهم أشاروا إلى الحاجة إلى شن هجمات أميركية داخل الأراضي الإيرانية. إلا أن البيت الأبيض أوضح أنه لا يريد الدخول في حرب مفتوحة مع طهران".