• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
مقالات مترجمة

خطة الولايات المتحدة والدول العربية لغزة ما بعد الحرب والجدول الزمني للدولة الفلسطينية


يُنظر إلى وقف إطلاق النار المبدئي لإطلاق سراح المحتجزين على أنه أمر أساسي لتوفير مساحة للتوصل إلى اتفاق سلام جديد

تسارع إدارة بايدن ومجموعة صغيرة من الشركاء في الشرق الأوسط إلى استكمال خطة مفصلة وشاملة لتحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية، يمكن الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن في الأسابيع القليلة المقبلة. وترتبط الضرورة الملحة لهذه الجهود بشكل مباشر بوقف مقترح للقتال وإطلاق سراح المحتجزين في غزة من قبل حماس الذي يتم التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة وقطر ومصر.

ومن شأن وقف إطلاق النار الأولي الذي من المتوقع أن يستمر لستة أسابيع على الأقل أن يوفر الوقت لإعلان الخطة وحشد الدعم الإضافي واتخاذ الخطوات الأولية نحو تنفيذها، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة وفقًا لمسؤولين أميركيين وعرب. ويأمل المخططون أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين قبل بداية شهر رمضان في 10 آذار/ مارس، خشية أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الحرمان وانفجار طنجرة الضغط في غزة. وقال مسؤول أميركي وهو من بين عدد من الدبلوماسيين الأميركيين والعرب الذين ناقشوا الموضوع شرط عدم الكشف عن هويته: " إن المفتاح هو صفقة المحتجزين”.

ولكن حتى في الوقت الذي يعمل فيه المشاركون في التخطيط – بما في ذلك مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات وممثلون فلسطينيون، بالإضافة إلى الولايات المتحدة – على التوصل إلى اتفاق فيما بينهم، ثمة مخاوف جديدة من هجوم إسرائيلي يلوح في الأفق على رفح سيؤدي إلى تفاقم أزمة غزة ويدفن كلاً من الصفقة الأسيرة وجهود السلام الطوية الأمد. فالعقبة هي إسرائيل، وما إذا كانت حكومتها ستقبل بالكثير مما تتم مناقشته: انسحاب العديد من المستوطنات، إن لم يكن كلها في الضفة الغربية، عاصمة فلسطينية في شرق القدس، وإعادة إعمار غزة وترتيبات الأمن والحكم للضفة الغربية وقطاع غزة معا. والأمل هو أن تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية محددة والتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى سيكون من الصعب رفضه. ولم يعط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي إشارة إلى استعداده للموافقة على مطالب حماس بشأن صفقة المحتجزين أو معارضته لقيام دولة فلسطينية. ورفض، يوم الأحد، في برنامج هذا الأسبوع على قناة إي بي سي نيوز حل الدولتين، مؤكدا أن " يجب أن تبقى السيطرة الأمنية في المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن في أيدي إسرائيل".

وركزت رحلات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى العواصم العربية، وزيارات رئيس وزراء قطر والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن على ما وصفه بلينكن أثناء توقفه في الدوحة الأسبوع الماضي بـ أنه "جوهر وتسلسل الخطوات كلها. إنها بحاجة إلى تحديد مسار عملي ومحدد زمنيًا ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب في سلام مع إسرائيل"، مضيفًا "لقد أصبح التركيز أكثر حدة من أي وقت مضى".

وبرزت ملامح دعم للخطة الثابتة من غير الأميركيين والمجموعة الصغيرة التي تناقشها، فقد أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عن اهتمامه العام بالاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز إن الاتحاد الأوروبي "يتواصل.. لنرى كيف يمكننا العمل معا لوضع خطة أكبر تركز فعليًا على الوصول إلى نهاية الصراع.. هذه عملية سلام فعلية تريد الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها بالكامل ودولة إسرائيلية آمنة مندمجة بالكامل في المنطقة. هل هذا ممكن؟، إنه أمر صعب للغاية، ولكن في غياب أي خطة أخرى نحن مهتمون بمواصلة ذلك".

وقال مسؤولون أميركيون إن قائمة الإجراءات التي تناقش الآن تشمل الاعتراف الأميركي المبكر بالدولة الفلسطينية، حتى مع تنفيذ عناصر الإصلاح السياسي والضمانات الأمنية لكل من إسرائيل والفلسطينيين والتطبيع وإعادة الإعمار.

وقال مسؤول أميركي مطلع على المحادثات: "لا نريد أن نفقد زخم هذه اللحظة من خلال القيام بذلك بشكل مجزأ". وقال "هناك رغبة في معرفة كيف يبدو الأمر منذ اليوم الأول”.

لقد أثارت المحاولات الفاشلة لحل الدولتين وخلال العقود الماضية تساؤلات لدى البعض بشأن التزام الولايات المتحدة، خاصة في عام الانتخابات الذي أصبحت فيه الحرب بين إسرائيل وغزة ودعم إسرائيل من القضايا السياسية الرئيسة.

وعلق عمرو موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية المصري من العام 1991 إلى العام 2001 والأمين العام لجامعة الدول العربية من العام 2001 إلى العام 2011: "إن لغة السلام كانت معنا لمدة 10 سنوات في التسعينيات، ولم تنتج شيئا. كانت تلك مجرد خدعة، إذا أردنا حل المشكلة اليوم وبشروط راسخة… يجب أن يكون هناك إطار زمني".

وقال مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط خالد الجندي: "من وجهة نظري الخاصة هي أن أيًا من هذا لن يكون ذا أهمية. فالحديث عن الدولة إلهاء.. الأمر كله دخان ومرايا. وما لم يتحدثوا عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي فلا يهم... ولم تظهر إدارة بايدن ميلًا يذكر للوقوف في وجه إسرائيل، وبدلًا من ذلك تكتفي بالتعبير عن قلقها، والقول: نتمنى أن تسمحوا بمزيد من المساعدات وقتل عددا أقل من المدنيين، وتستمر الدورة".

وقال المستشار السابق في وزارة الخارجية ومنسق المفاوضات العربية الإسرائيلية آرون ديفيد ميلر: "سأشعر بالذهول إذا قدموا الاعتراف القانوني" أو الفعلي بدولة فلسطين كجزء مبكر من خطة اليوم التالي". ووافق ميلر مع الرأي القائل إن أي تعهد بإقامة دولة فلسطينية سيكون عديم الفائدة من دون اتخاذ خطوات ملموسة وفق جدول زمني محدد". لكنه تساءل عما إذا كانت قيادة إسرائيل أو الفلسطينيين الحالية قادرة، أو مهتمة بـ"أي حل تحويلي".

ويقول ممثلو الدول في مجموعة التخطيط إنهم يدركون الصعوبات التي تواجه التوصل إلى اتفاق على أي من الجانبين، وقد قسموا العمل، حيث تتفاوض الولايات المتحدة مع إسرائيل والعرب مع الفلسطينيين. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح التي تعد أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية توفيق الطيراوي: "يعتقد الأميركيون أن في إمكانهم القدوم إلى هنا واللعب معنا مثل بناء الليغو.. إذا أردنا تجديد قيادتنا، فالبحت هذا قرارنا".

أعرب المسؤولون العرب عن تفاؤلهم بشأن جمع الجماعات الفلسطينية معًا لتشكيل حكومة من التكنوقراط بدلًا من السياسيين، وتركز على تنشيط الاقتصاد الفلسطيني، وتحسين السيطرة على الأمن، وإعادة بناء غزة، تليها الانتخابات. وقال العديد منهم إن عباس وافق من حيث المبدأ، وربما يحتفظ بمنصبه كرئيس للدولة في دور مماثل لدور الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ. ويطرح المشاركون في المحادثات مرشحيهم المفضلين للعمل في مناصب حكومية عليا أخرى ويناقشون ما إذا كان للقيادة السياسية لحماس أي دور في غزة ما بعد الحرب.

وقال مسؤول عربي إنه ينبغي إشراك جناح حماس السياسي في المحادثات إن لم يكن في الحكومة المستقبلية. وقال المسؤول: "نحن بحاجة إلى شخص يمثلهم للتأكد من أنهم موافقون على هذا الأمر.. وإذا لم يكن الأمر كذلك، وولم يكونوا راضين عن ذلك، فسيكون لدينا فتح وحماس مرة أخرى"، في إشارة إلى المواجهات السابقة التي أدت في النهاية إلى انتخاب حماس كسلطة حاكمة في غزة. ولكن إذا تمكنوا من تحقيق عامين من الاستقرار والازدهار في ظل حكومة متجددة "فلن يختار أحد حماس" في صناديق الاقتراع كما قال المسؤول.

وردًا على تقرير صحيفة واشنطن بوست، رفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الخطة ونشر على حسابه موقع X مع رابط تقرير الخطة الناشئة: “لن نوافق أبدًا تحت أي ظرف من الظروف على هذه الخطة التي تقول إن الفلسطينيين يستحقون جائزة على المذبحة الرهيبة التي ارتكبوها ضدنا: دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".

ونقل موقع واينت الإخباري عن نتنياهو قوله: "إن نية الولايات المتحدة، مع الدول العربية إقامة دولة إرهابية إلى جانب دولة إسرائيل وهم وجزء من المفهوم المضلل بأن هناك شريك للسلام على الجانب الآخر".