• اخر تحديث : 2024-04-30 13:50
news-details
إصدارات الأعضاء

بعد (ليلة المسيرات والصواريخ) الايرانية على الكيان المؤقت.. هل يقوى الكيان على الرد؟


بعد الصدمة التي تلقاها العدو الصهيوني في الـ 14 من الشهر الجاري نتيجة الهجوم الايراني على الاراضي الفلسطينية المحتلة تتوالى اجتماعات القيادات العسكرية والسياسية الصهيونية من اجل ايجاد صيغة (للرد) تضمن فيه سلسلة المعادلات المعقدة ومواجهة التحديات الاتية:

1-ان مساحة إيران (1,648,195) كم2 ومساحة الارض المحتلة (20) كم2 اي ان مساحة ايران تفوق مساحة (إسرائيل) بـ (اكثر من 82) مرة مما يصعب التأثير وحجمه لأي هجوم (اسرائيلي) مفترض وكيف سيكون الرد الايراني وهل تتحمله مساحة اسرائيل (الصغيرة) والمستطيلة (الضيقة)؟

2-على افتراض ان اسرائيل خططت لاستهداف (مفاعل نووي) ايراني، وأنها نجحت بالهجوم.. فان المفاعلات الايرانية مصممة لمواجهة اي هجوم سواء بالموقع الجغرافي المعقد التضاريس او بالبنى التحتية الرصينة، وحجما سيكون تأثيره بسيط لكن الرد الايراني و(بالمثل) سيهدد الوجود الصهيوني بأكمله حيث ان المفاعل الاسرائيلي بالنقب - وهو الاهم - فقد بات متهالكا ويتسرب منه الاشعاع والحكومة الصهيونية توزع الحبوب على سكان المناطق القريبة لتحمل الاشعاع اما اذا هوجم (وايران قادرة على ذلك) بعد ان مرت الصواريخ المجنحة فوقه اثناء استهدافها لموقع (نفتاليم)، فوفقا واعتمادا على تقرير لوكالة الطاقة الذرية الأميركية، يقدر المحلل العسكري الإسرائيلي جروس، أنه بحال تعرض مفاعل ديمونة إلى هجوم فسوف ينثر الماء الثقيل داخل المفاعل، ويحدث انفجارات وحرائق تشتمل على مكونات وقود نووي، وتنبعث منها مواد إشعاعية، قبل أن تتحول المواد إلى سحابة طائرة مع الريح بعيدا عن ديمونة. وأضاف: "أن أي حادث أو تسريب أو تفجير بمفاعل ديمونة من شأنه أن يصل حجم ودائرة الأضرار من النقب حتى تل أبيب، وهي منطقة يقطنها نحو 5 ملايين إسرائيلي، بالإضافة إلى الضفة الغربية ومن شأنه الإشعاعات أن تصل حتى مشارف قبرص والأردن كذلك".

3-اعترفت القيادات الاسرائيلية بأجمعها ان الكيان غير قادر الدفاع عن نفسه امام الهجوم الايراني (الاول) لولا التعاون من خمس دول كبرى بالإضافة الى الاردن، مع ان إيران ابلغت العالم بموعد الهجوم ونوع الاسلحة ودام الانتظار لساعات طويلة وبذا فإنها عاجزة عن اي رد لهجوم ايراني (مباغت) ودون الاعتماد على الاخرين الذين اجمعوا بضرورة (عدم الرد) لأسباب عديدة.

4-شهدت مرحلة ما بعد الهجوم الايراني خلافا سياسيا حادا بين قادة "إسرائيل" حيث اكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية - بعد الهجوم بيومين - ان قادة مجلس الحرب الاسرائيلي الثلاث (نتنياهو وغالات وغانتس) لا يثقون ببعضهم وتحكم علاقاتهم (الضغائن والخلافات) مما يؤثر على قضايا الحرب الرئيسية، وخاصة (الرد على الهجوم الايراني) وتداعيات ما بعد الهجوم، ونعتقد وفقا لهذه الخلافات لا يمكنهم (الرد) او هو (تورط).!

5-اميركا هي البلد الاكثر اعلانا في دعم الكيان الصهيوني في الحرب وغيره لكنها ابلغت اسرائيل بضرورة الالتزام وعدم تحويل الحرب بغزة الى (حرب اقليمية)، وبذا فان (معادلات) الحرب تغيرت فالرد الايراني على الهجوم على القنصلية يؤكد ان إيران منفتحة على الاحتمالات في الحرب وان هجومها (الاول) كان مجرد (انذار) والقادم أخطر.!

6-إذا كانت اسرائيل قد وقفت الى جانبها دول في مواجهة الهجوم الايراني، فهل سيبقى (اصدقاء إيران) مجرد متفرجين؟ فالصين اعتبرت وعلى لسان وزير خارجيتها (ان هجوم إيران للدفاع عن النفس) ومثله الروسي، وبذا فان البلدين ملزمان للدفاع عن (الاصدقاء) وعدم ترك الغرب يتفرد بإيران لأنه (سيضعف) الكتلة المناهضة لأمريكا وتفردها بالعالم وهذا ما دفع روسيا ان تعمل على تقوية الدفاعات الجوية الايرانية بتكنلوجيا متقدمة ضد اي هجوم اسرائيلي محتمل وذلك في ضوء العلاقة الموطدة بين البلدين بأعقاب حرب اوكرانيا. كما تعهدت روسيا بتقديم الدعم الفني للأقمار الصناعية الايرانية وهناك انتاج مشترك للطائرات المسيرة ومكافحة التشويش، هذا وذكرت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية أن طهران وموسكو تتفاوضان حول تسليم الأخيرة لإيران مقاتلات "سوخوي-35" التي تعد من أقوى الطائرات الروسية، وحتما الصين ستقف امام اي عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.

7-ان واحدة من مصادر القلق لدى الغرب فيما إذا منعت إيران المفتشين الدوليين من زيارة المفاعلات النووية الايرانية خشية تطوير اسلحتها النووية، وإذا كانت اسرائيل تهدد بالهجوم والرد فحتما ان إيران ستمنع خبراء الامم المتحدة من التفتيش (لسلامتهم) وقد اغلقت إيران المفاعلات عندما هاجمت اسرائيل لذا عبرت وكالة الطاقة الذرية ازاء غلق إيران لمنشاتها النورية بالقلق فكيف إذا واصلت اسرائيل التهديد؟

8-إيران بلد واسع ومتنوع في الثروات والمناخ، واستطاعت خلال الـ (45) عاما من عمر الثورة ان تعتمد على خبرات شعبها وثروات البلد في الزراعة والصناعة والعلوم الاخرى، وجعلت شعبها يعيش دائما لمواجهة التحديات وهو عكس الكيان الصهيوني الذي عمر وجوده على ارض فلسطين مجرد (75) عاما وغير ثابت القدم على الارض ومهدد بالهجرة لذا فان دخول الصراع مع دولة بحجم إيران يسبب له قلقا دائما ومصيرا مجهولا وقد يكون سبباً مباشرا بزواله.

9-امريكا والغرب يعيشون قلقا دائما من الحرب الاوكرانية الروسية وهجوم اسرائيل على إيران سيشعل منطقة الشرق الاوسط ويؤثر على مصالحها ويغير معادلة الحرب في اوكرانيا لصالح روسيا.

10-الرد الاسرائيلي سيمنح إيران مساحة أكبر للتدخل في الحرب الدائرة بغزة باعتبار انها (مهددة) ولديها شرعية الدفاع عن نفسها.

11-الحكومات (المطبعة) باتت ترى حرجاً كبيرا امام شعبها الذي يرى في هجوم إيران على اسرائيل نصرا للقضية الفلسطينية وشعبها المظلوم فيما هذه الحكومات تعيش تخاذلا وقد يولد ضغط الشارع انهيارا لهذه الحكومات.

12-اسرائيل لا تستطيع ان تعيش حربا مفتوحة مع إيران لان ذلك سيقوي من عضد المقاومة ويزعزع الاستقرار داخلها ويربك واقع الدول المطبعة معها.

13-إيران لم تستخدم اسلحتها المتطورة في هجومها على اسرائيل ومازال لديها المتطور من الاسلحة، واسرائيل وحليفتها امريكا تدرك ذلك جيدا.

14-طول وتبادل الهجمات بين اسرائيل وإيران يشكل خطرا على التواجد العسكري بالمنطقة لان المقاومة ومعهم إيران يعتقدون - دائما - ان امريكا وراء الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

15-أحد الخيارات المطروحة بالنسبة لإسرائيل ان تهاجم إيران (الكترونيا) وهو (عجز) واضح فيما إيران تملك اوراقا اقوى في هذا المجال، واصدقاء إيران يحيطون خارطة الكيان.

16-لم تدخل قوى المقاومة كثيرا اثناء الهجوم الايراني على اسرائيل لكن حين تزداد حدة الهجوم والهجوم المعاكس بين إيران واسرائيل حتما سيكون لهم دور أكبر.

17-ان تتبادل اسرائيل الهجوم والهجوم المعاكس مع إيران اثناء معركة (طوفان الاقصى) فإنها ستجد نفسها تضيف محورا خطيرا على معادلة الردع لصالح حماس والمقاومة.

18-إيران حين هاجمت "إسرائيل" لم تستهدف المدنيين (قط) سوى طفل فلسطيني في النقب جرح، فيما أحد خيارات (الرد الصهيوني) استهداف المدنيين (لإثارة الفوضى) و (النقمة) على الحكومة الايرانية لكن الجميع حذرهم من ذلك، لان اهالي المدن الصهيونية سيعيشون الرعب.