• اخر تحديث : 2024-12-20 17:12
news-details
تقارير

"فايننشال تايمز": هذه الخيارات متاحة أمام إسرائيل لضرب إيران


كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، "من الهجمات السيبرانية ضد المواقع النووية إلى الانفجارات الغامضة في القواعد العسكرية، شنت إسرائيل العشرات من العمليات السرية ضد إيران خلال حرب الظل التي استمرت لعقود مع الجمهورية الإسلامية. وفي إحدى الحالات التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل، اغتيل عالم نووي بارز خارج طهران باستخدام مدفع رشاش يعمل عن بعد. لكن إسرائيل لم تضطر من قبل إلى الرد على حدث مثل الهجوم الإيراني ليلة السبت، والذي تم خلاله إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ مسلح على الدولة اليهودية، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها طهران البلاد مباشرة من أراضيها".

وبحسب الصحيفة، "لا تزال إسرائيل تدرس طريقة ونطاق وتوقيت ردها، لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن الرد شبه مؤكد، على الرغم من المناشدات الغربية لضبط النفس، والتأثير الذي يمكن أن يحدثه على الصراع في غزة، واحتمال أن يدفع أي رد انتقامي الشرق الأوسط إلى حرب شاملة. وقال مسؤول إسرائيلي يوم الثلاثاء إن "القصد هو إرسال رسالة مؤلمة إلى إيران"، مضيفا أن هناك حاجة إلى إعادة بناء الردع بعد هجوم طهران غير المسبوق".

مهاجمة الأهداف والوكلاء الإيرانيين "الخارجيين"

وبحسب الصحيفة، "استهدفت إسرائيل منذ سنوات الأصول العسكرية الإيرانية والمجموعات المتحالفة معها في سوريا ولبنان والعراق وخارجها. في الواقع، شنت إيران هجوم نهاية الأسبوع بعد أن أدت غارة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق هذا الشهر إلى مقتل العديد من كبار قادة الحرس الثوري، وهو هجوم وصفته بأنه انتهاك "لسيادتها". وقال محللون إن اختيار شن ضربات جوية مرة أخرى ضد أفراد إيرانيين ووكلاء خارج الجمهورية الإسلامية سيكون شكلاً من أشكال الانتقام الأقل خطورة، كما أن لها ميزة إعادة التأكيد على أن إسرائيل لن يتم ردعها عن اتخاذ إجراءات في المستقبل لحماية أمنها".

وتابعت الصحيفة، "قال محللون عسكريون إن الأهداف الإقليمية الإضافية المحتملة يمكن أن تشمل سفينة تجسس إيرانية مشتبه بها لا تزال موجودة على حافة البحر الأحمر، إلى جانب أفراد إيرانيين متواجدين مع المتمردين الحوثيين المتمركزين في اليمن. وهذا من شأنه أن يزيد من خطر قيام إيران، رداً على ذلك، بتفعيل وكلائها الإقليميين لزيادة هجماتهم على المصالح الإسرائيلية والغربية. لكن القلق الأكبر بالنسبة لصناع القرار الإسرائيليين قد يكون أن تصرفاتهم لن تعتبر ردا كافيا على حجم ووقاحة هجوم طهران في نهاية الأسبوع. وقال راز تسيمت، محلل استخباراتي إسرائيلي سابق بشأن إيران: "أعتقد أنه حتى الهجوم ضد أصول إيرانية أو الحرس الثوري في سوريا، على سبيل المثال، لن تعتبره إسرائيل في الوقت الحالي مناسبًا لما حدث يوم السبت".

الهجمات السيبرانية والاغتيالات - الخيار السري

بحسب الصحيفة، وقال تسيمت إنه "يكاد يكون من المستحيل" تصور سيناريو تمتنع فيه إسرائيل عن الانتقام المباشر ضد أهداف داخل إيران. ويبقى السؤال الرئيسي هو كيف. وقال نيسان رافاتي، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، إن هناك سوابق لمثل هذه المهمة، لكنه أشار إلى أن "هذه العمليات تم إجراؤها بشكل سري". وألقت إيران باللوم على إسرائيل في العديد من العمليات البارزة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية والعلماء والقواعد العسكرية والأفراد، والهجمات السيبرانية. وفي عام 2010، تم الكشف عن سلاح سيبراني يسمى ستوكسنت يُزعم أنه تسبب في أضرار كبيرة للبرنامج النووي الإيراني. وفي السنوات الأخيرة، تمكنت الهجمات السيبرانية من إضعاف العمليات في ميناء بندر عباس الإيراني، إلى جانب اضطرابات واسعة النطاق في محطات الوقود في كل أنحاء البلاد. وكانت هناك تكهنات لسنوات في دوائر الاستخبارات بأن إسرائيل لديها القدرة على التسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في كلأنحاء إيران. أما الهجوم الأكثر أهمية ولكنه لا يزال سريًا، فقد يتضمن عمليات اغتيال مستهدفة على الأراضي الإيرانية لشخصيات النظام، وهي العمليات التي ألقت إيران باللوم على إسرائيل منذ فترة طويلة في تنفيذها".

ضربات مباشرة ضد إيران

وبحسب الصحيفة، "قال غرانت روملي، مسؤول دفاع أميركي كبير سابق يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن على إسرائيل أن تدرس اعتبارين مهمين: ما إذا كان ينبغي عليها اختيار الرد التقليدي، وما إذا كان ينبغي عليها اختيار رد متناسب أم لا. وقال روملي إن الرد التقليدي والمتناسب لإسرائيل قد يكون على الأرجح هجومًا مباشرًا على أهداف عسكرية إيرانية. وهناك أيضًا خيار إضافي يتمثل في إرسال إسرائيل سربًا خاصًا بها من الطائرات المسيّرة الهجومية لاستهداف المنشآت العسكرية الإيرانية. ولدى إسرائيل أيضاً خيار نشر ترسانتها من صواريخ أريحا الباليستية البعيدة المدى وغيرها من الصواريخ التي تطلق من الغواصات".

وتابعت الصحيفة، "في حين أن مثل هذا الخيار من شأنه أن يجنب الإيرانيين التعقيدات اللوجستية والخطر على أطقم الغارة الجوية الضخمة، فإنه ينطوي على خطر الكشف للإيرانيين عن الكثير حول ترسانة إسرائيل الاستراتيجية. وحذرت إيران من أنها سترد بشدة على أي هجوم إسرائيلي مباشر، سواء عبر الطائرات المقاتلة أو الصواريخ أو المسيّرات، بغض النظر عن حجمه. وعلى عكس إسرائيل، فإن الجمهورية الإسلامية ليست مجهزة بأنظمة دفاع جوي متقدمة، ولا تتمتع بالحماية الإضافية التي يوفرها التحالف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الذي ساعد الدولة اليهودية في إسقاط الصواريخ القادمة".

ورأت الصحيفة أن "الخطر الدائم يبقى أن يقوم حزب الله بالتصعيد من لبنان. وقال رافاتي إنه في نهاية المطاف، فإن طريقة الرد الإسرائيلي، إذا تحققت، ستكون أقل أهمية من الأهداف المختارة، والتي تتراوح بين "الرمزية والمدمرة". إذاً، مع تصميم كلا الجانبين على استعادة قوة الردع الإقليمية، فإن ما تعتبره إسرائيل رداً "نوعياً" متناسباً أو تقليدياً قد لا تنظر إليه طهران على هذا النحو. وهذا يجعل خطر سوء التقدير، والمزيد من التصعيد، مرتفعا للغاية".