• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
إصدارات الأعضاء

يبلغ عدد الدول في العالم 195 دولة من بينها 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وهناك دولتان مستقلتان معترف بهما: الفاتيكان وفلسطين، تتمتعان بالحكم الذاتي ولكن لا تتمتعان بوضع الدولة الكامل.

لقد قرر واضعو ميثاق الأمم المتحدة أن تقوم خمس دول بلعب الدور الفاصل في الحفاظ على السلام والأمن العالميين، وهذه الدول هي: الاتحاد السوفياتي حينها (روسيا حاليا) جمهورية الصين الشعبية، الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، فرنسا. ولذلك مُنحت هذه الدول الخمس الكبرى حق تصويت خاص، أو ما يسمى سلطة النقض "الفيتو".

بعد جائحة كورونا يبدو ان جائحة اخرى قد اجتاحت الولايات المتحدة وهي جائحة الصلف والجنون. وقد دأبت الإدارات الأميركية على استنباط خطط خارجة عن المألوف لتقويض الأمن والسلام العالميين وزعزعة استقرار الدول وهزّ بنيان العالم وتشكيلاته. ومن هذه الخطط المجنونة المثيرة برزت مؤخراً خطة مبيّتة خبيثة خرجت إلى العلن مع الكثير غيرها، ألا وهي ما يسمى بإعادة إصلاح مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. هو من دون شك هدف سامي لعمل إجرامي مخفي سيقود الأمم الى مزيد من الموت والتدمير. فقد ذكرت الناطقة الإعلامية باسم البيت الأبيض كارين جان بيار خلال إيجاز صحفي بثته صفحة الإدارة الأميركية على تويتر، إن الولايات المتحدة ترغب في استبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي وستعمل بقوة من أجل هذا الهدف!

الخطة التي وضعتها واشنطن للسيطرة الكاملة على مجلس الأمن والعالم تتضمن التالي:

- تغيير أعضاء مجلس الأمن وإعادة تركيبه على أساس المساهمة المالية للأعضاء، أي ان من يدفع أكثر يحصل على العضوية الدائمة في مجلس الأمن.

- اعتماد مستوى التطور الإقتصادي للدول كمقياس لإدخالها الى العضوية غير الدائمة لمجلس الامن.

- اعتماد عدد مشاركات الدول في عمليات السلام الدولية كمقياس لضمها الى الأعضاء غير الدائمين لمجلس الأمن.

باختصار تسعى واشنطن الى تفصيل مجلس الأمن على قياسها وقياس الدول الإستعمارية الحليفة لها وإبعاد كل دول الجنوب الفقيرة عن العضوية فيه، وذلك لفرض سيطرتها وهيمنتها الدائمة على العالم.

وكان عضوان من أعضاء الكونغرس هما: ستيف كوهين (ديمقراطي من ولاية تينيسي) وجو ويلسون (جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية) حثا الرئيس الأميركي جو بايدن على اتخاذ إجراءات لاستبعاد روسيا من مجلس الأمن التابع للمنظمة العالمية. وكما قالت جان بيار، سنحاول بأي طريقة إخراج روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأضافت المتحدثة: "ولهذا السبب تبذل واشنطن جهوداً لعزل روسيا في المنظمات الدولية وتقديمها للعدالة".

وحسب كوهين وويلسون فإن العملية العسكرية الروسية الخاصة "انتهكت مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة". وأفادا أنهما يطلبان من الإدارة الأميركية "خطوات تهدف إلى الحد من امتيازات روسيا في الأمم المتحدة".

لقد سهى عن بال مستعمري أراضي الولايات المتحدة ومن أباد ساكنيها الأصليين (حوالي 20 مليون هندي أحمر) ومن استولى على اراضٍ مكسيكية وضمها لولاياته، أن هناك مادة تحمل الرقم 23 من ميثاق الأمم المتحدة، تشير الى ان مجلس الأمن الدولي يتكون من 15 عضوا، من بينهم خمسة أعضاء دائمين، بما في ذلك روسيا، ومن المستحيل حرمان دولة من العضوية الدائمة دون تعديل الميثاق. ولعل تعبير الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في هذا الصدد كان الأفضل، عندما قالت بأن من سيبتكر الآلية التي ستسمح باستبعاد روسيا من عضوية مجلس الأمن الدولي يجب أن يحصل على جائزة نوبل. وتابعت متهكمة: "سأخبركم سرا: لن ندرك هذا السيناريو إذا كنا نتحدث عن القانون".

ان العقول التي تدير السياسة الأميركية لا تحمل الجينات الإجرامية وحسب، بل وأيضا صفة الإنكار الوقح. فالولايات المتحدة إذا تحدثنا عن انتهاكات فيمكن ان تغيير إسمها الرسمي لتسمى بالويلات المعتدية الأميركية. فهي تأسست على جماجم الهنود الحمر وأبادتهم شر إبادة، وادعت زورا أنها اكتشفت هذه البلاد ومنذ ذلك الحين وهي تشن الحروب الواحدة تلو الأخرى منتهكة كل القوانين والمواثيق والأخلاق والقيم والأعراف وكل ما يمكن أن يمتثل للحقوق والعدالة!!!!

فكيف يمكن للمعتدي الأول والأخير في العالم، أن يضع ما فيه بالأخرين ويطلق على البلدان التي تتعرض للعدوان أسم المعتدي ويحاول تجريدها من حقوقها وبالتالي من وجودها؟

الولايات المتحدة انت البادئة بكل الصراعات والحروب على هذا الكوكب!!!

أنت من فرض عملته على الجميع إحتيالا وسرق العالم كله معتبراً كل الدول مستعمراته!!!

أنت من غطى ويغطي على أعمال الإبادات الجماعية في العالم وأخرها غزه!!!

أنت من شجع ويشجع على القتل والاغتيال والتدمير وتصفية الحكام ونهب الدول وقتل شعوبها!!!

أنت من يشوه الحقائق ويدير الحملات المسيئة ضد الأخرين ويفرض العقوبات الجائرة ويخترع السموم والأمراض والجوائح!!!

انت من يشجع على الإنقلابات وتغيير الأنظمة والتصفيات ومن يستنبط الأفكار الإجرامية اللأخلاقية!!!

حكامك كاذبون عنصريون فاسدون، كل فتنة في الأرض لحكامك يد فيها!!!!

من حسن الحظ أن هيمنة الولايات المتحدة تقترب من نهايتها؛ ولم تعد البلدان ترغب في أن تكون تابعاً لمعتدي حقيقي، والأمم المتحدة أيضا لم تعد راغبة في الإنسياق وراءك، ولن يتحقق لك ما تريدين بالسيطرة المطلقة على قرارات الأمم.

نعم يتعين إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولكن إصلاحات حقيقية تجعل من هذه المنظمة قوية قادرة وأكثر عدالة لا تُتخذ القرارات فيها إرضاء للولايات المتحدة الأميركية على حساب العالم أجمع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقول واشنطن ان القرارات الدولية لا تطبق عليها وعلى أتباعها وإن ارتكبوا الآف الجرائم والإبادات!

نعم حان الوقت لوضع حد لهيمنة هذه الدولة المارقة التي تقتل ولا يرف لها جفن، حان الوقت لنظام أممي يحقق الأمن والأمان لشعوب العالم ويستطيع كبح إجرام إدارات دولة معتدية كالولايات المتحدة الأميركية.