• اخر تحديث : 2024-09-16 16:04
news-details
إصدارات الأعضاء

مجموعة البريكس ودول الجنوب العالمي ؟


يشهد العالم تغيرات جيوسياسية كبيرة تترك تداعياتها الاقتصادية على الساحة العالمية ، وتجسدّ هذا عمليًا سنة 2024 بتوجه الكتل العالمية الاقتصادية لبناء أوثق العلاقات مع دول الجنوب ، ويقصد بدول الجنوب حسب مدير مركز "فريدريك باردي" لدراسة المستقبل في جامعة بوسطن السيد جورجي هاين هي تلك الدول التي كان يطلق عليها اسم  البلدان النامية أو الأقل نموًا ، وتتواجد بشكل أساسي  في  أسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وأغلبها يقع في نصف الكرة الجنوبي ، وهي تختلف عن الدول الأخرى  الغنية وهي دول الأطلسي ذات متوسط الدخل المرتفع. وزاد استخدام هذا المصطلح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سنة 1991؛ حاليًا ومع توسع دول مجموعة البريكس، وزيادة عددها من خمس دول إلى 11 دولة من تاريخ 1/1/2024: الصين – روسيا- الهند- البرازيل – ايران -  جنوب أفريقيا – السعودية – الامارات – مصر - اثيوبيا – الارجنتين ـ   والباب مفتوح أمام انضمام المزيد من دول العالم، خاصة دول الجنوب العالمي، وستتوسع مستقبلًا؛ فقد صرح السيد  سيرغي لافروف بأنه يوجد 30 دولة  ستقدم طلبات انضمام إلى البريكس.

ونتيجة توسع المجموعة افقيًا وتكاملها عموديا بدأت معالم الخلاف،  بل الصراع على زيادة التواجد بين البريكس ومجموعة الدول السبع الصناعية، وهي :الولايات المتحدة- كندا- فرنسا-  ألمانيا- إيطاليا- اليابان- والمملكة المتحدة؛ ولأول مرة تسجل دول البريكس تفوقًا على السبع الصناعية سنة 2023، إذ ساهمت البريكس بنسبة  31،5في المئة من الاقتصاد العالمي مقابل 30،7في المئة  للسبع الصناعية ،ومستقبلًا ستزداد الصراعات الجيوسياسية مع نظام الغرب الاستعماري ، خاصة أن البريكس بعدد سكانها البالغ 3،2 مليار نسمة تشكل نسبة 46في المئة من سكان العالم مقابل 800 مليون نسمة للسبع الصناعية ، وتستحوذ على حوالي 40في المئة من قيمة الناتج الإجمالي العالمي، وتمتلك أكثر من 60في المئة من الثروات الباطنية، خاصة حوامل الطاقة، ولاسيما الوقود الاحفوري من الغاز والنفط والفحم،  وأكثر من 45في المئة من التجارة العالمية، وأكبر حصة دولية من الاحتياطيات النقدية العالمية التي  يمكن مبادلتها مع عملات الدول الأخرى، وتحديدًا في التعاملات البينية التجارية والتبادلات الاقتصادية.
  وتسعى البريكس لتشكيل منظمات دولية خاصة بها، وقد صرح الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا  بأنه يمكن لمؤسسات البريكس أن تكون  بديلًا عن صندوق النقد الدولي ، وترافق هذا مع تصريح السيد أنطونيو غوتريش  في قمة البريكس الماضية في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا سنة 2023 بأن النظام الاقتصادي والمالي بحاجة إلى تغيير  ليكون العالم أفضل.
 ومع زيادة الصراعات الجيوسياسية نسأل : هل ستستطيع البريكس التحول نحو نظام عالمي جديد  بقيادة  روسيا والصين  من دفع مسيرة المجموعة نحو الامام، ومواجهة التحديات الماثلة أمامها؟،  ومنها نذكر: مواجهة التدخلات الغربية في الشؤون الداخلية لمجموعة البريكس، والضغط على دولها كما حصل مثلا مع الأرجنتين  بعد استلام الرئيس الحالي خافيير ميلي الذي رفض الاستجابة لطلب المجموعة بمواصلة العمل لتفعيلها؛ وقال: "إن تحالفنا الجيوسياسي هو مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ولن نتحالف مع الشيوعيين"، وهل ستستطيع المجموعة إيجاد منظماتها المالية الخاصة بها على غرار منظمات بريتون وودز سنة 1944 بعد الحرب العالمية الثانية التي ولدت  في حضن الولايات المتحدة مثل صندوق النقد والبنك الدولي  الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظومة  سويفت المالية Swift  ...الخ )، وعندها ستكون بديلًا عن الغرب ومنظماته،  وفيزا وماستر كارد أيضًا؟ ..الخ، وهل تضع حدًا لهيمنة الدولار واليورو من خلال تفعيل نظام التسويات والتجارة  الدولية؟.
كل هذا يتوقف في رأينا على مدى قدرة الدول الشرقية ( الصين وروسيا ) ومعها منظمات ( بريكس وشنغهاي والاتحاد الاوراسي ) وغيرها على زيادة التواجد على الساحة العالمية، نقول هذا ونحن نترقب وننتظر انضمام سورية إلى البريكس.