أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكلّ وضوح مخطّطه لاقتلاع أهل غزّة، والضغط على مصر والأردن لاستقبال مليون ونصف فلسطيني، ويريد بذلك أن يحقّق بالإكراه السياسي والاقتصادي ما عجزت آلة الحرب الصهيوـ أميركية عن تحقيقه طيلة ال 471 يومًا من الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني على مدى ستة وستين يومًا: فما هي الأبعاد الجيوسياسية الاستراتيجية لخطط ترامب وتداعياتها على لبنان وفلسطين والمنطقة عمومًا، لاسيما اليمن وإيران، وحتى العراق؟، وما هي أهداف ترامب السياسية والاقتصادية من هذه السياسات التدميرية؟.
وكيف سيكون الردّ على مخططات ترامب للمنطقة، خاصة رد المقاومة في غزة والضفة الغربية؟، وهل إن المنطقة تنحو نحو المزيد من الحروب؟
هذه الأسئلة وغيرها تناولتها حلقة نقاش نظمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين بعنوان: "خطط ترامب للبنان وغزّة وإيران واليمن: أي أبعاد جيوسياسية وتداعيات؟".
أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:
الزمان |
نهار الأربعاء 12\2\2025 |
المكان |
Zoom Meeting |
المشاركون |
|
1 |
رئيس الرابطة د. محسن صالح |
2 |
عضو الرابطة الأستاذ ناصر قنديل (لبنان) |
3 |
عضو الرابطة د. عباس الموسوي (العراق) |
4 |
عضو الرابطة د. حسن لافي (فلسطين) |
5 |
عضو الرابطة الأستاذ طالب الحسني (اليمن) |
6 |
عضو الرابطة د. عبد الملك سكرية (لبنان) |
7 |
عضو الرابطة الأستاذ عبد العزيز ابو طالب(اليمن) |
8 |
أمينة سر الرابطة د. وفاء حطيط |
د. محسن صالح:
بداية رحّب رئيس الرّابطة د. محسن صالح بالمشاركين؛ ثم قدّم مداخلة جاء فيها:
هناك تطورات يوميًا بحيث نكاد لا نستطيع اللحاق بها لسببين: الأول أن التغول الاميركي والصهيوني البربري والضعف العربي يضع محور المقاومة بكل اطيافه، وفي أي بلد من البلدان أمام صعوبات جديدة، ولكن بعقل جديد لا نعلم كيف سينعكس على غزة بعد خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وعلى لبنان في ظل حكومة جديدة لا نستطيع الحكم عليها الآن، لكن التوجهات ـ خاصة كلام وزير الخارجية ـ لا تشير الى تفاؤل، وفي سوريا والتسليم للاحتلال الصهيوني، فوصوله إلى الشام لا مشكلة فيه، ووصول التركي الى الشام من الناحية الثانية لا مشكلة فيه اذا كان يريد أن يتصدى للاحتلال الصهيوني.
تقف الفصائل والشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية مع هذا العناد والشجاعة في غزة وتقول: لقد أوقفنا صفقة التبادل لان الصهيوني يفعل كذا وكذا، هذه شجاعة نادرة، وشجاعة المقاومة في لبنان أمر يرفع الرأس.
يجب ان نراهن على هذا الميل الى تدبير الشجاعة بما يضمن استمرار المقاومة، صحيح أننا تضايقنا في فلسطين ولبنان لاسباب أهمها الشهداء العظام الذين كانوا يتمنون هذه الشهادة، ولكن بالنسبة لنا خسارتهم تاريخية، وأثرت جدًا جدًا.
من المهم اعطاء مقترحات لإمكانيات عملية: تظاهرات شعبية في البلدان العربية، وتجمعات، وبيانات، ومواقف، ومطالبة السلطات، لان المرحلة فعليًا في منتهى الصعوبة والخطورة، ونحن على اعتاب سايكس بيكو ووعد بلفور واغتصاب فلسطين جديد على غرار العام 1948، وبالتالي هبوط عربي مريع ولم نر عند الانظمة العربية حتى المهددة منها موقفًا بالشجاعة المطلوبة بالرد كما رد رئيس كولومبيا، أو غرينلاند.
لو كانت هذه الانظمة التي تتلقى الضربات اليوم دعمت المقاومة، ولو لم تكن جزءًا من السياسات الاميركية لكانت دعمت المقاومة على الاقل، وهل عمرهم الآن يصلح لقرن جديد؟، أم يجب أن يحصل بطريقة ما التغيير؟، هذه الفوضى التي يريدها الأميركي، خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية ليست ذريعة بل استثمار سياسي وتاريخي وثقافي، فكيف تتم الاجابة بعقل جديد ومصطلحات جديدة ومفاهيم جديدة في محور المقاومة؟، هذا يحتاج الى دراسة وافية حول طبيعة الأنظمة وطبيعة التغول الاميركي الحالي.
هناك تدرج في السياسة الصهيونية نحو الهدف وهو محو القضية الفلسطينية، والان الفكرة الاساسية عند اسرائيل الكبرى او العظمى هي الاساس ولكن من يقود هذا المشروع مرتبك نتيجة لوجود المقاومة في غزة ولبنان والثورة الإسلامية في إيران.
لغاية الان منذ 1917 بعد وعد بلفور اوجدوا مناخ البيئة التي يسميها بن غوريون البيئة الامنة، ومن أفلت هو الثورة الاسلامية في إيران، وشكلوا بعدها ما يسمى حلف بغداد لإيجاد بيئة قابلة لهذا الكيان، وإزالة القضية الفلسطينية عن الوجود يتم من خلال مشروع ترامب، وهناك تدرج في المسألة الفكرية حول قبول الكيان وفي المسألة الاقتصادية حول الدعم الدائم له. لا ارى ان نتنياهو خارج عن الارادة الأميركية، وليس شريكًا، بل هو ذيل ينفذ المخطط.
مداخلة الأستاذ ناصر قنديل:
علينا ان نقرأ المشهد الاستراتيجي الكبير، وحجم الخسائر وضخامتها، والاثر الذي تركته يعقد فرصة القراءة بعقل بارد، لان قول انتصرنا أو خسرنا لا يتماشيان معًا، ولكن اذا قرأنا في مسار الصراع فهناك نقاط:
الأولى: توفرت للكيان الصهيوني في هذه الحرب ظروف غير قابلة للتكرار من أجل أن تخرج بنصر بائن، ولن يتكرر بالنسبة للكيان الاجماع الداخلي الذي كان عشية 8 اكتوبر 2023 في حالة الغضب وروح الانتقام والروح القتالية للجيش، والدعم غير المسبوق واصطفاف الغرب بالكامل الاعمى، والتسليح، والتمويل، والحماية القانونية والديبلوماسية طول الحرب 16 شهر من القتال، وفي الحصيلة هذه الشروط إذا قرأناها فلا امكانية لإعادة انتاجها الآن. هناك ثلاثة أشياء هي جوهر الصراع يدور حولها الفشل في انجازها: الاحتلال، والتهجير، والقضاء على المقاومة، فهو وقع اتفاقًا في لبنان وفلسطين ينص على الانسحاب وعلى عودة النازحين، وفي جوهر التسليم السياسي يسلم بأنه غير قادر على البقاء لا في لبنان ولا في غزة. وبالتالي فإن الحرب الاسرائيلية لحل قضية فلسطين بالقوة العسكرية سقط استراتيجيًا، ولم يعد هناك امكانية للحديث عن حل عسكري للقضية الفلسطينية، ومع سقوط الحل العسكري للقضية الفلسطينية سقطت اسرائيل الكبرى.
الثانية: ضعف الكيان الصهيوني الناتج عن هذا السقوط رافقه اصطفاف اميركي اعمى في السياسة، لأنه لم يعد هناك امكانية لتحمل الكيان وهو في حالة الضعف الاستراتيجي؛ أما التمايز فله وظيفة في السياسة الاميركية، فأميركا لم توقف الدعم يومًا عن الاستيطان ولا التسليح ولا التسامح مع اي قرار ادانة الكيان في مجلس الامن؛ لكنها تسمح لنفسها بخطاب يقول انها ترفض الاستيطان والتغييرات الاحادية على وضع القدس لان اسرائيل تحمل وقوية، أما اليوم فالكيان لم يعد يتحمل حتى هذا، ما يفتح الباب للقول في لحظة سقوط الخيار العسكري أن البديل هو الحل السياسي، أي اخذ مصالح وحقوق الفلسطينيين في الاعتبار، وبالتالي يحتاج الكيان إلى التماهي مع اميركا والقول بالتهجير، وأن القضية الفلسطينية انتهت، وهذا الموقف الاميركي هو حاجة اسرائيلية من موقع الضعف وليس من موقع القوة، وهناك عجز اميركي اسرائيلي مشترك عن تحويله الى خطط قابلة للتنفيذ.
الثالثة: هذا سينتج تعديلًا جوهريًا في الاصطفاف العربي والإسلامي، وسقطت الهوامش التي كانت يتعايش عليها الخطاب العربي: هامش التفاوض والحل السلمي والوصول الى دولة فلسطينية وحل الدولتين كله سقط، والخطاب الاميركي الاسرائيلي لم يترك مجالًا لمد الجسور والعقلانية والحكمة، وان قوى المقاومة هي المتهورة والعكس هو السائد. فهناك اصطفاف سيفتح الفرصة لتلاقي مصري – سعودي – تركي - ايراني تحت عنوان جبهة اسلامية تتمسك بالحقوق الفلسطينية ، وتضع اوراق قوة في خدمة فرض هذه الحقوق، ولكن نحن في حالة استعصاء طويلة، لان التراجع الاسرائيلي نحو قبول دولة فلسطينية يعني حربًا اهلية، ولذلك ممنوع ان يكون هذا الكلام في التداول حتى اميركيًا، ولكن هذا الاستعصاء بين الموقفين العربي والاميركي – الاسرائيلي سيخلق وضعًا جديدًا على مستوى المنطقة، وسيعطي قوى المقاومة فرصًا جديدة، وستصبح غزة القوية والضفة المقاومة مطلبًا عربيًا، لان العرب ليسوا في وضع قبل 1973 للذهاب الى الحرب، وبالتالي البديل هو تعزيز الوضع الفلسطيني وتوحيد الساحة الفلسطينية، وبالتالي لا مكان في المنطقة الا خيار الاشتباك.
الاردن كساحة خلفية للضفة او استقبال مهجري الضفة، ولا يوجد لديه حل ثالث، عندما قال الاسرائيليين إن هذه الحرب وجودية هناك عرب لم يفهموا ما معنى الحرب الوجودية، والان هي حرب وجودية بالنسبة للعرب، وليس حرب فلسطين الوجودية، بل حرب العرب الوجودية.
يجب التفكير بحراك شعبي عام كبير على مساحة الوطن العربي في مواجهة اطروحات ترامب، وهذا يستدعي تجميع اكبر عدد من القوى بمختلف تلاوينها الاسلامية والقومية واليسارية تحت عنوان اسقاط مخطط ترامب لتصفية القضية الفلسطينية. كما أننا بحاجة الى تقييم بعيد عن الشعارات والأيديولوجية: هل لايزال لدى المشروع الاستعماري الغربي والقاعدة المتقدة له التي يمثلها الكيان القدرة على خوض الحروب وفق نتائج هذه الحرب التي قالت ثلاثة أمور:
1. الانتصار في الحروب البرية فوق طاقة الجيوش الغربية، وفي طليعتها الجيش الاسرائيلي.
2. القبة الحديدة ثبت أنها غير صالحة لتحمي الكيان، أي حماية الجبهة الداخلية والتماسك السياسي وراء خيار الحرب، يعني نقل تداعيات خيار الحرب على المستوى السياسي للضغط باتجاه وقفها.
3. على الرغم من الرهان على تدمير المعنويات من خلال الطاقة النارية المفرطة والمتوحشة والمجرمة في تدمير ارادة الشعوب، فقد ثبت أن الحالة الشعبية لم تتزحزح عن خياراتها الكبرى، ولديها القدرة على تحمل التضحيات والاستعداد للثبات والصمود وراء خيارات المقاومة.
وهذا يضعنا أمام تحول تاريخي قوامه أن المشروع الاستعماري الغربي فاقد للقدرة على خوض الحروب العسكرية، والكيان لم يعد كائنًا صالحًا لربح الحروب العسكرية، فإذا فقد القوة العسكرية بماذا يخيف الاخرين؟، وصورة اسرائيل سقطت في 7 اكتوبر وفي كل محطات الحرب على الرغم من أن كل الاسلحة غير المتاحة للجيش الاميركي كانت متاحة كلها للجيش الاسرائيلي، وبالتالي سقط التطبيع والمشروع الابراهيمي الذي بني أصلا على القوة الإسرائيلية، وما لا تستطيع القوة الاسرائيلية تحقيقه لا يمكن ان تحققه قوة في العالم. فضلًا عن تراجع القدرة العسكرية الاسرائيلية كثيرًا الى درجة أن قدوم اميركا لاحتلال غزة يعني ان الكيان لم يعد قوة صالحة لتحقيق المهمة.
اليمن فاز في منازلة البحر الاحمر ضد الولايات المتحدة، واستطاع خلال 11 شهر وأكثر من المواجهة على الرغم من كل الوسائل لإخضاعه وكسر ارادته فقد تمكن من أن يقفل البحر الاحمر بنسبة 100%، وهذا الموضوع لم يعطَ حقه وحجمه في القراءة بسبب تسارع الاحداث، وحجم المعارك الكبرى التي دارت دفعة واحدة وفي ايام متلاحقة، وكل استراتيجية اميركا العسكرية والوثيقة السنوية التي تصدر عن البنتاغون تحت عنوان استراتيجية الامن القومي الاميركي فصلت عن البحر الأحمر، لأنها تقول ان السيطرة على الممرات المائية والمضائق هي جوهر الامن القومي العالمي، والبحر الاحمر ضمنها، وبالتالي هذا البحر في اول اختبار جدي مع قوة من قوى المقاومة لم تستطع اميركا ان تحسمه بالقوة، وظهرت محدودية القدرة على استخدام القوة العسكرية.
نحن امام ثلاثة عناصر تحتاج الى اعادة فك وتركيب:
1.القدرة العسكرية الاميركية الاسرائيلية وحدودها.
2. النظام العربي وقدرته على احتمال هذا الاجتياح الذي لا يقيم مجالًا لمكان وسط، كم هي قدرته؟، والاشتباك مع الاميركي الى اين يصل؟
3.خسارة سوريا لها مترتبات تحتاج الى تقييم.
نحن بحاجة الى اعادة صياغة نص سياسي يأخذ في الاعتبار حجم التحول الذي يمثله موقع حركة حماس الذي لم يعد موضع نقاش، وهو في صدارة المواجهة، وقد ورث معظمنا شيئًا من الازمة السورية في مرحلة الانقسام مع حماس، وبحاجة لإعادة ترميمه في الثقافة، فمهما كابرنا لا مواطنة في العالم العربي، ولانزال طوائف وقبائل ومذاهب، وبالتالي نحتاج الى استنهاض، خاصة أنه لدينا خللين كبيرين بحاجة الى علاج: الاول هو اللاتوازن بين جسم المقاومة العسكري ووزنها السياسي، والخلل الثاني هو اللاتوازن بين وزن المقاومة في الطائفة الشيعية ووزنها في الطائفة السنية، واذا استطعنا ان نرممهما فسنكون في مكان متقدم جدًا. وهناك أيضًا تناقض عميق صعب الحل بين قدرة اسرائيل على اداء المهمة المطلوبة غربيا وتساكنها والاعتراف بشرعيتها عربيا والذي بوابته حل سياسي للقضية الفلسطينية.
مداخلة د. حسن لافي:
لا بد من ان نستفيد مما حدث في حرب غزة ما بعد طوفان الاقصى، أولًا لا بد أن ندرك أننا لا نقاتل إسرائيل، بل نقاتل مشروعًا استعماريًا غربيًا بقيادة الولايات المتحدة، ورأس حربته اسرائيل، لذلك من أراد أن يواجه اسرائيل لا يفكر بالمطلق أن اسرائيل متروكة وحدها، بل وراءها مشروع كامل كبير جدًا، لذا لا بد أن تكون اميركا هي العنوان للقتال، وأطهر المشهد ما بعد 7 اكتوبر أن المشروع الغربي كله أتى كي يحمي هذا الكيان. واعتقد أننا كمحور للمقاومة وكمنظرين له لا بد أن تكون عقولنا الان باردة جدًا عندما نتكلم عما حدث وعن ما سيحدث، وتقييمنا ليس جلداً للذات، بل اعادة صنع طريق اكثر موضوعية بشكل اساسي.
لا بد أن ندرك ماذا تريد اميركا من المنطقة: أولًا اعادة صياغة المنطقة بما يتناسب مع مصالحها الكثيرة جدًا، وثانيًا اعادة ترتيب التموضع الاسرائيلي في المنطقة كعضو حقيقي وكجزء من نسيج المنطقة، فقد اكتشفت اميركا في السنوات العشر الماضية ان هناك اعادة حقيقية لأهمية المنطقة بعدما كانت قد تراجعت في فترة ما. يعني اميركا تريد تحقيق مشاريعها في الشرق الاوسط وان تكون اسرائيل مركز الاقتصاد والمال في الشرق الاوسط لضمانة هذه المشاريع.
لقد أبرزت غزة عام 2021 خلال معركة سيف القدس أهمية المنطقة الجغرافية والجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية، وأنها هاجمت مصافي الغاز لإسرائيل وعطلت مشروعًا بمليارات الدولارات بين السعودية والامارات واسرائيل وصولًا الى ما يسمى بإعادة اعمار النفط ووصل البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط عن طريق النفط، واستطاعت صواريخ غزة تدمير المشروع وتوقيفه، وبالتالي بعد هذا الحديث هل يكون هناك تغيير جغرافي وتغيير ديمغرافي في غزة لإعادة المشروع الكبير؟
نحن امام مشهد يحتاج منا كمحور مقاومة التفكير في المواجهة بعيدًا عن التفصيلات الكثيرة. فالمعركة الآن ما هي الا حلقة من سلسلة طويلة من الصراع وليس نهاية اسرائيل، وستستمر مستقبلًا بيننا واسرائيل، والملاحظ ما بعد المعركة ان اسرائيل تريد الان حسم الصراع من خلال تصفية القضية الفلسطينية، وتدمير قوتين مركزيتين تشكلان قوة محور المقاومة الهجومية وهما غزة وحزب الله كونهما يستطيعان ضرب العمق الاسرائيلي بقوة.
يجب ان ننطلق من أننا يجب الحفاظ على بقاء السلاح في هذه المرحلة، ومنع اسرائيل من حسم الصراع، لان قضية التهجير فيه حسم للصراع. وقد اكتشفت اسرائيل بعد مواجهة محور المقاومة خاصة في لبنان وغزة امرين هما: أن قوة المقاومة مبنية على ركيزتين أساسيتين: الاولى هي القاعدة الشعبية التي انطلقت منها المقاومة، والثانية هي البعد العسكري. واذا كانت اسرائيل استطاعت ان تتعاطى مع قوتنا العسكرية وتلقينا ضربات موجعة ومؤلمة جدًا على المستوى العسكري، لكنها على المستوى الشعبي تفاجأت بأنها إذا ارادت القضاء على حزب الله، أو فصائل المقاومة في فلسطين فعليها أن تقضي على الشعب، وهذا أمر مستحيل، ولذلك تدخل الاميركي وقال للإسرائيلي : القوة العسكرية لا تنفع، ولنفكر مرة اخرى بالأمور السياسية.
لذا نحن أمام لحظة علينا التركيز على الاهتمام بقاعدتنا الشعبية وتعزيزها، الى جانب العمل كما عملت اسرائيل بعد هزيمة 2006 على بناء قوتها العسكرية مرة اخرى بما يتناسب مع دروسها ومستخلصاتها، واستخدمت استراتيجية المعركة بين الحروب وهي لم تذهب الى حروب، وأرادت من هذه الاستراتيجية الحفاظ على الحد الادنى من قواعد الاشتباك المهمة لها، ولكنها منحت نفسها وقتًا طويلًا لإعادة بنائها العسكري، ونحن المطلوب منا الان العمل القوي والشديد على الجانب السياسي والشعبي لنمنح انفسنا فرصة اخرى لبناء قوتنا العسكرية، فالصراع مستمر حتى تزول اسرائيل، ونحن نحتاج الى فعل شعبي وفعل ديبلوماسي وفعل سياسي وتحصين اقتصادي واجتماعي للحاضنات الشعبية دون الذهاب الى المواجهة العسكرية خلال هذه الفترة.
كما يحتاج محور المقاومة الى دراسة معمقة لتفاصيله وبعقل بارد لإعادة التقييم والاولويات مرة أخرى، والتفكير جيدًا بكيفية بناء وحدة الساحات بشكل جدي وحقيقي لا أن تكون سيفًا مسلطًا كشعار غير قابل للتنفيذ، بل يجب أن تتحول في فترة ما الى استراتيجية حقيقية متى أردنا ان نمارسها.
كما يجب ألا نشغل أنفسنا بكون أننا انتصرنا، أو انهزمنا؛ فإسرائيل باقية، وبالتالي لم نحقق الانتصار حتى الان؛ ونحن موجودون على الارض ولدينا حاضنة شعبية تعوض كل فقدنا لذلك نحن لم ننكسر وموجودون وسنبقى نقاوم.
في الموضوع العسكري فإننا قد بدأنا في الحجر ومن ثم أصبح لدينا بندقية وتكنولوجيا، حتى حزب الله بدأ عام 1982 ببعض الاسلحة الخفيفة، ومن ثم وصل الى ما يصنف من ضمن الجيوش القوية، اذن المقاومة ليس مرتبطة بالقدرة العسكرية، بل مرتبطة بقدرة الارادة للاستمرار في الفعل المقاوم.
نحن أمام فرصة تاريخية في الداخل الإسرائيلي، فإسرائيل خاضت حتى الان حروبًا على 7 جبهات و15 شهر ومعها كل الدعم الاميركي والغربي، ولكنها لا تمتلك مشروعًا، ما هو المشروع الاسرائيلي السياسي؟، وماذا تريد سياسيًا؟، ولفتني أن أي كلام عن حل الدولتين يعني حربًا اهلية داخل اسرائيل قد تطيح بالأخضر واليابس، والمدخل إلى أي تغيير في المنطقة ـ حتى حسب الرؤية الاميركية وليس رؤية ترامب فقط ـ أن يكون هناك شيء له علاقة بالفلسطيني، ولا يمكن للسعودية ولا الامارات، ولا أي دولة عربية الذهاب وضرب قضية فلسطين بعرض الحائط، لأنها بذلك تثير الشعوب ضدها، خاصة بعد طوفان الاقصى.
عندما عاد نتنياهو من واشنطن صرح ضد محمد بن سلمان بشكل مباشر وضد السعودية بطريقة فظة واستفزازية بشكل غير طبيعي، لأنه ادرك أن ترامب يريد التطبيع مع السعودية ولكن هذا سيضطره الى الحديث عن مفاوضات مع الفلسطيني وكلمة الفلسطيني تثير الرعب داخل اسرائيل وداخل شركاؤه، ولذلك وضع نتنياهو بخبثاته المعتادة من خلال هذا التصريح عراقيل أمام هذا الأمر وأجّله، وهو يريد كسب الوقت المتبقي لحكومته (سنة ونصف).
المطلوب من محور المقاومة وأهله أن نعارض ونمانع التوجه الاميركي والإسرائيلي، والاستفادة من كل الهوامش بشكل اساسي وأن ندق كل الأبواب. كما أدعو إلى عقد مؤتمر علمي بحثي حقيقي، ونقاش سياسي عميق وموضوعي لاستخلاص العبر والدروس المستفادة، وتشكيل استراتيجية جديدة للمقاومة بعد هذه التحررية العميقة التي ستنتهي بتمكين حواضنا الشعبية وتمكين قادتنا في استمرار المقاومة، وأن يكون المؤتمر في اليمن.
مداخلة الأستاذ طالب الحسني:
لقد استخدم في هذه المعركة كل شيء، ولكن كل استخدام وصل الى نتائج ضعيفة قياسًا بما استخدم، فقد استخدم العدو الصهيوني القوة الغاشمة الى درجة الابادة الجماعية ولم يبقي شيء من سلاحه دون ان يستخدمه، ولكنه انتهى الى نتيجة ضعيفة مقارنة بهذه القوة الاجرامية والبطشة التي استخدمها، ورأينا مشهد عملية تبادل الاسرى وظهور حماس والجهاد الاسلامي والمقاومة في غزة يبدد كل ما يمكن أن يدعيه العدو الصهيوني بالقدرة على استخدام هذه القوة بكل ما لديه من فضاء دولي اقليمي مفتوح ومساعد.
كما استخدم الكيان الصهيوني الحلفاء التقليديين، بل إن الولايات المتحدة هي التي كانت على رأس القوة وليس العدو الاسرائيلي، وتحديدًا بريطانيا واميركا كحلفاء تقليديين تم استخدامهم بشكل غير مسبوق وواضح لا يمكن أن يكون مجرد مساعدة عسكرية، بل تبنٍ عسكري للمعركة بالكامل، وراينا التحرك في اليمن والتحالف الذي شكلته اميركا وبريطانيا في اليمن. فضلًا عن أننا لم نكن نتوقع أن تسقط الدولة السورية في لحظة حرجة وفي توقيت كنا نحتاج فيه أن لا تسقط هذه الورقة.
استخدم العدو الاسرائيلي ومعه الاميركي ما يمكن استخدامه في مسألة الضغط على أركان محور المقاومة من الداخل، وهذا المشهد تكرر بدءًا من فلسطين، حيث استخدم السلطة الفلسطينية التي خاضت وتخوض معركة متوازية مع العدو الاسرائيلي في الضفة الغربية، والان يستخدم الضغط على الحلفاء مصر – الاردن – والسعودية في مشروع تهجير الشعب الفلسطيني، وهو مشهد سوريالي حيث العالم مصدوم من تصريحات ترامب والافكار التي يطرحها، وبالتالي في المستقبل لم يعد العدو الاسرائيلي ولا اميركا على استخدام الحلفاء الأوروبي في المضي معهم الى هذا المستوى من الفضيحة بالنسبة لتحقيق اهداف العدو الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، واعتبار انه انتصر، والتوسع في منطقة الشرق الاوسط ،واحراز تغيير كبير في المنطقة، فما يثبت أنه لا يستطيع مع هذه الانسحابات والانحسار وعاجز عن العودة الى الحرب.
وما نتوقعه، وما يجب أن نتوقعه أن العدو الاسرائيلي والولايات المتحدة لا يتعاطون بتفكير استراتيجي دائم وطويل الامد مع اليمن ربطًا بما يريدون أن يحصل في المعركة الاخيرة بالنسبة لفلسطين، ولكنهم يضعون اليمن على طاولة اخرى للاستهداف المستقبلي، وسيستهدف اليمن بغض النظر عن عودة الحرب الى غزة او عدمها.
السعودية والامارات لا ترغبان بالعودة الى الحرب ولكن يريدون وضع اليمن في قائمة الاستهداف الطويل الامد تحت ذريعة "تقليل قوة الحوثيين" وضرب القادة العسكريين، ويستهدفون اليمن والجيش اليمني وانضار الله فقط. أما ما خص التفكير الدائم باستخدام الادوات المحلية الداخلية الت لم تستخدم حتى الآن، ليس لانهما لا يريدان استخدامها، بل لانهما لا يثقان بقدرتها العسكرية، وتحتاج الى تحرك اقليمي تقوده السعودية على الاقل لعودة الحرب على ما كانت عليه قبل تجميدها ولم يتم انهائها عام 2022، ولكن هناك تردد سعودي واماراتي لانهما يخافان من ردة الفعل والاستهداف، وان لا تصل المعركة الى حسم كامل، ولذلك ستعود الولايات المتحدة لتحريك الادوات مرة اخرى، وفي المرحلة الحالية ولربما العام او عامين سيحاولون ومعهم السعودية ابقاء اليمن في حالة الحرب واللاسلم، بحيث لا يخرج من الحرب بشكل نهائي ولا تدخل الحرب بشكل كلي، فيبقى الحصار والضربات التي ترتب لها الولايات المتحدة وحلفائها والاستهداف المتكرر لليمن، واعادة تدريب الادوات المحلية واعادة ابقاء جنوب اليمن ومنطقة شرق اليمن لا تدخل ضمن سيطرة الدولة اليمنية.
اليمن يحتاج الى معالجة اقتصاده الداخلي من خلال عدم الاعتماد على النفط، وفي المقابل منع الجيش اليمني وصنعاء الطرف الاخر من بيع النفط وبالتالي ادخلته في ضيق اقتصادي كبير.
اليمن يستعد للعودة الى المواجهة مع العدو الاسرائيلي إذا عادت الحرب في غزة، والمركز الرئيس في اليمن يستعد لمواجهة طويلة الامد مع الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك العدو الاسرائيلي، ومواجهة الحصار والاستهداف بالحرب الناعمة والاستهداف السياسي الداخلي وما شابه للوصول الى ما يعتقدونه ثورة.
لدى الاميركي هدف حقيقي في المنطقة، ولكن اسرائيل بالنسخة الجديدة الصهيونية الدينية المتطرفة لا يمكنها ان تقدم شيئًا لأميركا، ونتنياهو لا يمكنه أن يغضب ناخبيه حتى مجرد التكلم عن وجود فلسطيني، أو تفاوض مع الفلسطينيين والا سيقتل، لذلك لا يستطيع نتنياهو ان يقول لترامب أنه مستعد للتطبيع، والسعودية لا تحتاج اسرائيل الان؛ بل تحتاج اميركا، واسرائيل هي التي تحتاج السعودية، وبالتالي وكي تفاوض اسرائيل السعودية لا بد على الاقل أن تقدم ورقة توت للتفاوض مع السعودية ولكن اسرائيل لا تستطيع أن تعطي السعودية حتى ورقة التوت هذه.
هناك بدأ بروز تيار فكري في اسرائيل يقول أنه عندما ننتصر في الحروب لا بد أن نعاقب المهزوم باستيلاب ارضه واقتطاع اجزاء من ارضه، وهذا لا يتعلق بلبنان وغزة فقط، بل الدول العربية أيضًا، فهم اليوم يعتقدون أنهم أزالوا التهديد الايراني ومحور المقاومة، وأن اسرائيل قاتلت عن العالم الحر ولا بد أن يأتي العرب خاضعين أذلاء، وأن يدفعوا التكاليف ويقبّلوا اليد الاسرائيلية. واختم بأن الانفتاح الايراني على دول الخليج لا بد أن يعزز، والانفتاح الروسي والصيني بوساطة ايرانية لا بد أن يعزز.
مداخلة د. عباس الموسوي:
هناك مشروع للمنطقة، وهناك كما تحدثنا كثيرًا سايكس بيكو 2 ومشروع انبوب الغاز القطري الذي كان يجب ان يمر من دمشق، والان موضوع غزة وقناة بن غوريون، ومعركة الادارة الاميركية الحالية هي معركة البحار وتحديد الولاءات على من يملك هذه البحار والمسارات البحرية، لان جزءًا كبيرًا من هذه المشاريع هو مشاريع اقتصادية.
لقد نجح الاسرائيلي خلال المرحلة الماضية في تحييد أمتنا الاسلامية من خلال التحريض الطائفي وزرع في اذهانهم بأن محور المقاومة هو محور ايراني أو شيعي، لذلك كنا نرى الحراك داخل الشارع الاوروبي أقوى بكثير من الحراك داخل الرأي العام الاسلامي. لذا علينا بذل قصارى جهدنا لننفتح على الامة والرأي العام العربي والاسلامي، ونحن بحاجة الى الانفتاح على الشارع المصري، والاستفادة من وضع القمة العربية، وحشد الشارع المصري في هذا الموضوع والاردني والعراقي حتى نستفيد من هذه النقطة، والان ليست مرحلة نعيد تصفية الحسابات، بل أن نستفيد من هذا الموضوع، وأن نكون جزءًا من الشارع المصري في المظاهرات وجزءًا من الشارع الاردني والعربي حتى نضع الجماهير أمام المشروع الاميركي.
على مستوى العراق أرسل الأميركي رسائل أنه يريد البقاء في العراق بشروط: على الحكومة العراقية تحمل تكاليف بقاء الجيش الأميركي، ودفع 3 تريليون دولار تكاليف الحرب التي جاؤوا فيها الى العراق، ودفع تعويضات للجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق، فترامب يأتي الى المنطقة وهو يرفع السقف عاليًا جدًا، وهذه السقوف العالية لا يمكن الوقوف في وجهها الا من خلال جماهيرنا وامتنا وخطابنا الواعي. كما علينا أن نفكر برؤية واستراتيجية، وتحييد الشارع السوري عن الخطاب الطائفي، عدا عن وضع استراتيجية إعلامية، وتحريك الرّأي العام العربي للوقوف في وجه المشروع القادم، فمشروع ترامب هو مشروع سايكس بيكو 2.
هناك فهم واقعي للمشروع، ولكن نحتاج الى وضع خطوات عملية والاستفادة من الخطابات والشعارات التي ستكون في تشييع السيد حسن نصرالله لحشد وحث الامة وتحذيرها من المشروع الاميركي القادم. فنحن أمام مشروع خطر جدًا وهو مشروع التحالف التركي الصهيوني، وخلق منطقة عازلة للكيان الصهيوني في المشروع التركي، وقد انتصر المشروع التركي الصهيوني في سوريا، وستكون الرسائل الى الاردن ومصر في حال رفضهم وتخلي شعوبهم عنهم سيأتي المشروع السلفي ويكون حامي إسرائيل.
يجب ان يكون هناك اصرار باي طريقة من الطرق على اعادة اعمار الجنوب في لبنان، وعدم تركه حتى لا يتحول الى منطقة فارغة ليأتي التغيير الديمغرافي في لبنان، وخلال سنوات نرى أن الكيان الصهيوني ومن يحميه هذا التحالف السني، وبالتالي فموضوع الاعمار مهم جدًا.
مداخلة د. عبد الملك سكرية:
ترامب يريد المنطقة كلها أن تكون في قبضة الولايات المتحدة لتنفيذ المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة. ولا اراهن على أن الأنظمة العربية أصبحت في موقع الصدام مع الولايات المتحدة؛ فهي كما يعلم الجميع صناعة اميركية وبقاؤها في السلطة رهن رضا اميركا عليها، وفي اي لحظة تدخل هذه الأنظمة في حالة تمرد، أو رفض لقرار البيت الابيض فإنها تستبدل بين ليل وضحاها، وهذه الأنظمة تدرك هذا، لذلك لا تذهب في المعركة الى النهاية.
لقد رفع ترامب السقف عاليًا جدًا، ولكنه طلب المستحيل كي يحصل على الممكن، وهو توسيع ما يسمى الاتفاقيات الابراهيمية بين كل العرب والكيان الصهيوني لصالح الكيان وانشاء اسرائيل العظمى الدولة القاعدة الرائدة التي تتحكم بالمنطقة كلها ماليًا واقتصاديًا وامنيًا وتكنولوجيًا وتكون الدول العربية تابعة وملحقة بها.
كما يسعى المشروع الاميركي الصهيوني الى نشر الفوضى، واضعاف العرب عبر الفتن والحروب الأهلية والطائفية ونكون في غاية الضعف فيما تبقى اسرائيل الاقوى والمهيمنة، والأداة ورأس الحربة للمشروع الاستعماري الاميركي في المنطقة، كما تريد أميركا التفرغ للتحدي الكبير جدًا المتمثل بالصين .
مداخلة الاستاذ عبد العزيز ابو طالب:
أود التحدث عن ما يحاك لليمن باعتباره أحد اضلاع المقاومة في المنطقة الذي يتم التهديد بإسقاطه كما تم ضرب حركات المقاومة السابقة، في الأمس كنا على موعد مع كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اجلاء الاميركيين في 11 فبراير بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر وخروج المارينز من صنعاء حيث كان لديهم قواعد ثابتة واماكن استخباراتية وكان المسيطر والحاكم الفعلي لليمن، لكن ثورة 21 سبتمبر أزالت الاميركي وقطعت اياديه، ووجوده بشكل كلي، لذلك يريد الاميركي أن يعود مرة أخرى، وأن يسقط هذا النظام الحر الذي لا ينساق مع توجهاته ولا مشروعه في المنطقة، خاصة بعد انخراطه في المساندة التي اثبت فيها أنه أصبح رقمًا صعبًا في المنطقة، والمستوى الإقليمي، وليس على مستوى اليمن فقط .
وركز السيد القائد على مسألة الثبات والاستمرار في المساندة في حال تجدد العدوان على غزة ولبنان، وبذلك يقدم رسالة للأميركي والغربي والصهيوني بأن ما توهمتموه من كسر اضلاع المحور هو مجرد وهم، فقد ثبتت قوة حزب الله بعد اغتيال قادة الصف الاول والثاني، وقوة الفصائل الفلسطينية التي خرجت منتصرة على الرغم من الخسائر الكبيرة، والنصر الاستراتيجي ليس النصر العسكري، بل كونهم أصحاب الحق والارض.
يجب رفض التهجير، لأن العدو الآن يريد أن ينقلنا من مسألة الرفض المبدئي للتهجير الى مناقشة كيف يكون وماذا يكون ردة فعل هذه الدولة، ومن يملك حق تقرير المصير هو الشعب الفلسطيني؛ لذلك فكل ما يشاع حاليًا عن اتفاقات بين الولايات المتحدة وبعض الدول لا يجب أن يكون له أي وزن، ويجب علينا أن نكون في مواجهة الرفض المبدئي من خلال المظاهرات والحملات الإعلامية بمختلف مستوياتها.