تُعدّ المعونة الأمريكية لمصر إحدى أدوات السيطرة الناعمة على الجيش المصري، إذ تسهم العلاقات الثنائية بين المؤسستين العسكريتين الأمريكية والمصرية، وتمتين الروابط بينهما، وتقديم الإغراءات للضباط المصريين من خلال دورات التدريب وفتح قنوات الاتصال معهم، في إيجاد نوع من الارتهان والانحياز للموقف الأمريكي من قِبل الضباط المصريين، ومن خلفهم القيادة السياسية. ويزداد هذا الارتباط بعد تزويد الجيش المصري بالعتاد الأمريكي، الذي يضمن تناغمه مع المنظومات الغربية المعتمدة لدى الجيوش المتحالفة مع واشنطن، ما يسهل عليه إقامة التحالفات، وإجراء المناورات، وتوحيد المصطلحات والمفاهيم. وفي هذا السياق، وفضلاً عن التسهيلات التي تقدمها مصر للجيش الأمريكي، سواء لعبور قناة السويس أو لاستخدام المجال الجوي المصري، يتحقق قدر كبير من أهداف السياسات الأمريكية في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بحفظ مصالحها، وإيجاد الحلفاء والوكلاء.