• اخر تحديث : 2025-06-23 01:30
news-details
إصدارات الأعضاء

بلا مساحيق.. ما بعد الضربة الأميركية: إيران تُهدد والمنطقة في انتظار الرد


مقدمة:
في أولى رسائل القوة بعد عودته رسميًا إلى البيت الأبيض، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربة دقيقة لمراكز نووية حساسة داخل إيران. الضربة لم تكن إسرائيلية، بل أميركية صرفة، ما يعكس تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، ويعيد رسم معادلات الردع في المنطقة.
 
ما حدث؟
استهدفت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية بعملية دقيقة وموضعية، حملت بصمة سياسية واضحة مفادها: واشنطن لن تتسامح مع التسارع النووي الإيراني.
إيران قلّلت من حجم الضربة، وقالت إن المراكز كانت "مُفرغة"، في محاولة لامتصاص الأثر الميدان والسياسي.
 
تصريحات من طهران ألمحت إلى أن إغلاق مضيق هرمز مطروح، لكنه يحتاج قرارًا من "أعلى هيئة أمنية" — ما يعني أن التصعيد لا يزال خيارًا على الطاولة، وإن لم يُفعّل بعد.
 
رسائل الضربة الأميركية:
1. ترامب يقول ويفعل، ما وعد به في الحملة الانتخابية بدأ في تنفيذه – لا تسامح مع إيران نوويًا.
2. التفوق الأميركي في القرار العسكري: لم تكن الضربة بإذن أو تنسيق إسرائيلي، بل مبادرة أميركية مباشرة.
3. فتح ملف إيران بقوة منذ اليوم الأول، لا مرحلة جسّ نبض، بل انتقال سريع إلى الفعل الحاسم.
 
الرد الإيراني صمت محسوب، طهران تعمدت امتصاص الضربة دون رد مباشر، خشية الانجرار إلى مواجهة شاملة في توقيت داخلي وإقليمي حساس.
 
إبقاء ورقة "مضيق هرمز" في التداول يهدف للردع، لا للاستخدام العاجل – بانتظار تقديرات الربح والخسارة.
 
إلى أين تتجه الأمور؟
1. تصعيد محدود بالوكالة: من المتوقع أن يتحرك حلفاء  إيران (الحوثيون، الحشد، حزب الله) للرد بشكل غير مباشر، مع الحفاظ على مستوى التوتر تحت سقف الحرب الشاملة.
2. حوار مشروط – تأجيل المواجهة: قد تسعى طهران إلى فتح خطوط خلفية مع واشنطن أو شركاء دوليين لتخفيف التوتر مؤقتًا، دون تقديم تنازلات جوهرية.
3. انزلاق نحو مواجهة واسعة (سيناريو خطر): إذا تكررت الضربات الأميركية أو استُهدفت شخصيات وقيادات عليا، فقد تلجأ طهران لرد نوعي، ما يهدد بإشعال الإقليم، خصوصًا في الخليج ومضيق هرمز.

خاتمة:
المنطقة على صفيح ساخن، وترامب يعود إلى الحكم بنفس عقيدته الضغط الأقصى، والضربات الاستباقية، والرهان على الحسم.
إيران تترقب، وتتحرك بحذر، لكنها لن تبقى طويلاً في خانة التلقي.
 الأيام المقبلة ستكشف هل نحن أمام بداية حرب جديدة؟ أم جولة ردع تقود لتفاهمات مضطربة؟