يكشف تحليل الركائز التي يستند إليها حزب "القوات اللبنانية" عن بنية معقدة تبدو متماسكة في ظاهرها، لكنها مثقلة بالتناقضات ومواطن الضعف البنيوي. فإرثه الدموي وتحالفاته مع العدو ينسفان أي ادعاء بشرعية وطنية، بينما تفضح ممارساته السياسية خواء خطابه الإصلاحي. كما أن استراتيجيته الإعلامية تعكس نزعة إقصائية محمّلة بخطاب الفتنة، فيما يضع ارتباطه بالخارج الحزب في موقع الأداة لخدمة صراعات تفوق المصلحة اللبنانية. وإذ يتماهى خطابه مع الخطاب الإسرائيلي، يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع جوهر السيادة الحقيقية ومفهوم المقاومة الوطنية. إن إدراك هذه المعطيات يشكل المدخل الضروري لأي قراءة نقدية لهذا الكيان السياسي المثير للجدل في تاريخ لبنان المعاصر.