• اخر تحديث : 2025-08-13 15:45
news-details
مقالات عربية

سايد فرنجية: ردًا على مقدمة البيان الوزاري الذي أصدرته الحكومة في 5 أب عام 2025


ردًا على مقدمة البيان الوزاري الذي أصدرته الحكومة في 5 أب عام 2025، ويتضمن البنود المجتزأة من الدستور واتفاق الطائف والبيانات الوزارية . والمخالفة لمواقف عربية والمنتهكة لميثاق الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العامة. أجدد نشر 3 مقالات كنت قد كتبتها و نشرتها في 25 و 26 و 27 ايار عام 2025 تحت عنوان: 
 
مقاومة ودولة واحتلال حسب:
 -ميثاق الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العامة.
 -والدستور اللبناني والبيانات الوزارية. 
-ونماذج المقاومات ضد الاحتلال في لبنان و دول العالم. 
 
 بما أن خلاص الوطن فوق كل اعتبار فقد نصت المادة الثانية من الدستور اللبناني على أنه: " لا يجوز التخلي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانية أو التنازل عنه " ؛ وجاء في المادة 66 من الدستور " حق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن أوطانها واستقلالها وسيادتها بكل الوسائل المتاحة بما فيها المقاومة الشعبية حتى تحرير كامل الأرض".
 
  بعد قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين حتى اليوم لم تًقم الدولة في لبنان بأي جهد ولم تضع خطة لتسليح الجيش بقدرات فعلية للدفاع عن اللبنانيين وحماية الحدود والمطالبة الجدية بتحرير القرى اللبنانية السبع ولا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي أحتلتها اسرائيل بل أطلقت شعار :  " قوة لبنان في ضعفه".
 
 بعد نشؤ الكيان الصهيوني شنت الميلشيات الصهيونية شترن والهاغانا عمليات عسكرية على قرى في الجنوب اللبناني واحتلت القرى السبع اللبنانية و ضمتها للكيان وارتكبت المجازر في القرى الجنوبية بينها مجزرة حولا . وفي معظم الحالات لم يستطيع الجيش النظامي منفرداً الدفاع عن الوطن دون مساعدة من الشعب ؛ ففي ظروف المعارك  التي خاضها الجيش في المالكية ضد قوات الاحتلال فأصدرت كل من وزارة الدفاع و قيادة الجيش قراراً بأن يتم تسليح أهالي القرى الأمامية في الجنوب لمساندة الجيش والدفاع عن النفس و قراهم من اعتداءات العدو.
 
 وفي العام 1969 أصدرت قيادة الجيش مذكرة  الخدمة تحت رقم س3 عام 1969 موضوعها تسليح قرى الحدود الأمامية في الجنوب لمواجهة خطر احتلال قوات العدو الإسرائيلي . " اعتراف بعجزه عن المواجهة وتأكيد دور المقاومة الشعبية".
 
 عام 1968 قصف الطيران الصهيوني مطار بيروت و دمر 8 طائرات مدنية لبنانية بدون مقاومة الجيش.
 
 عام 1972 اجتاحت قوات العدو عدداً من القرى الجنوبية .بدون مقاومة الجيش.
 
 عام 1973 نفذت مجموعة الموساد الصهيونية عملية اغتيال للقادة الفلسطينيين الثلاثة  في شارع فردان في بيروت لا مواجهة و كادت تطيح بحكومة صائب سلام.
 
 في 13 نيسان عام 1975 نفذت  مجموعة من حزب الكتائب مجزرة بوسطة عين الرمانة و قتلت اكثر من 30 فلسطينيًا وعلى أثرها انفجرت الحرب الأهلية في لبنان و كان لإسرائيل الدور الأساسي في هذه الحرب.
 
في أذار عام 1978 اجتاحت إسرائيل معظم القرى الأمامية في الجنوب، و أحتلتها وفرضت دويلة الشريط الحدودي ونصبت عليها العميل سعد حداد الضابط في الجيش اللبناني وخلفه العميل انطوان لحد  العميد في الجيش اللبناني بدعم من حزبي الكتائب و الأحرار . لكن قيادة الجيش لم تصدر اي قرار أدانة او عزل او احالة هؤلاء الضباط العملاء إلى القضاء، بل استمرت بدفع رواتبهم .بالمقابل تشكلت مقاومة شعبية من أحزاب وطنية.
 
 استمر الاحتلال حوالي 20 عاماً لم تتحرك الدولة و لا الحكومات المتعاقبة للضغط على أميركا والاتحاد الأوروبي والدول العربية والصديقة والأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها خاصة قرار  مجلس الامن الدولي الرقم 425 لاجبار قوات الاحتلال على الانسحاب من اراضي لبنان المحتلة.
 
 في 6 حزيران عام 1982 شنت قوات العدو الصهيوني عدواناً واسعاً على لبنان و أحتلت مناطق منه بما فيها العاصمة بيروت بدل قرار المواجهة شكلت السلطة اللبنانية مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب غطاءً سياسياً للعدوان . ولم يتصد الجيش اللبناني لقوات العدو المحتل، بل عمدت قيادته على التنسيق و التعاون مع قوات الاحتلال.
 
 في سياق الاحتلال نشط فيليب حبيب المبعوث الأميركي للأشراف على ظروف الاحتلال الصهيوني للبنان، وادارة التسوية بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية  والعدو الإسرائيلي،  وعقد اتفاقاً بين الأطراف يتضمن ضمانة أميركية لعدم دخول القوات الإسرائيلية لبيروت وحماية المخيمات الفلسطينية بعدها تغادر القوات الفلسطينية لبنان.
 
 بعد مغادرة القوات الفلسطينية بيروت دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيروت وارتكبت مع عناصر من القوات اللبنانية مجازر صبرا و شاتيلا في بيروت . كما عينت قوات الاحتلال في " انتخاب شكلي " الكتائبي بشير الجميل رئيساً للجمهورية وبعد ايام أغتلي  بشير و عينت قوات الاحتلال شقيقه أمين الجميل رئيساً.
 
 تلبية لواقع وطني وسيادي نظمت قوى وطنية و احزاب يسارية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لمقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ وقد نظمت جبهة المقاومة عمليات  ضد قوات العدو و أجبرته على ترك بيروت . بعد أشهر تشكل حزب الله وأنضم لمقاومة العدو المحتل لأراضٍ لبنانية.
 
منذ عام 1989 ودعماً لدور المقاومة و شرعيتها في مقاومة الاحتلال الصهيوني أصدرت 19 حكومة لبنانية 19 بياناً وزارياً/ وكل بيان يتضمن بنداً عن دور المقاومة الشعبية في الدفاع عن لبنان ضد الاحتلال الصهيوني . و كان المجلس النيابي يصدق البيانات بمنحه الثقة للحكومات على ضوء بياناتها الوزارية. 
 
عام 1993 شنت إسرائيل حرباً على لبنان .الجيش لم يتدخل دفاعاً.
 
 عام 1996 شنت إسرائيل حرب عناقيد الغضب على لبنان وارتكبت المجازر، خاصة مجزرة قانا .الجيش لم يتدخل دفاعاً.
 
 في 25 أيار عام 2000 حررت المقاومة قرى الجنوب من الاحتلال الصهيوني، وأجبرت قواته وعملائه اللبنانيين على الانسحاب من أراضي لبنان.
 
 عام 2006 شنت إسرائيل عدوان تموز على لبنان و دمرت بعض القرى الجنوبية والجسور ومحطات الكهرباء في كل مناطق لبنان، وأجبرت المقاومة قوات العدو بعد هزيمتها الانسحاب من أراضي لبنان.
 
 بعد ان هزمت المقاومة قوات العدو الصهيوني في عدوانها فرضت المقاومة معادلة توازن الرعب على الكيان وعاش لبنان 17 عاماً من السيادة بدون اعتداء إسرائيلي على أراضي لبنان.
 
 بعد 7 اكتوبر عام 2023 دخلت المقاومة في الحرب ضد الكيان الإسرائيلي دعماً لغزة و أهلها و التي تحولت إلى حرب شاملة . منعت المقاومة خلال قتال قوات العدو من القيام باجتياح منطقة جنوب الليطاني. لقد دفعت المقاومة ولبنان الكثير من الشهداء والتدمير كما أوقعت للعدو العدد الكبير من القتلى والاف الدبابات والأليات العسكرية والمنازل والأبنية.
 
  في 27 تشرين الثاني عام 2024 كان موعد اتفاق وقف أطلاق النار بضمانة اميركا و فرنسا . منذ الساعات الأولى للاتفاق لم تتقيد به إسرائيل، ولم تلتزم بنوده بل كرست احتلالها، واستمرت بالاعتداءات والارتكابات وخرق السيادة والقصف والتدمير والقتل واغتيال اللبنانيين، خاصة عناصر حزب الله بدعم أميركي وفرنسي وصمت الشرعية اللبنانية .بينما حزب الله لم يطلق رصاصة واحدة، وانسحبت قواته من جنوب الليطاني، وسلم سلاحه المتواجد في الجنوب إلى الجيش اللبناني الذي أمره الأميركي بعدم الاحتفاظ به بل بتدميره.
 
في ظروف الحرب والمتغيرات ضغطت اميركا وإسرائيل تطالب بأنهاء المقاومة و نزع سلاحها فارتفعت أصوات مسؤولي بعض القوى و الأحزاب في الداخل اللبناني ترفع شعار نزع سلاح المقاومة.