تتناول ورقة تقدير الموقف استمرار حكومة الاحتلال باستغلال الوضع الناشئ بعد السابع من أكتوبر 2023 لمحاولة فرض واقع جيو-سياسيّ وديمـغـرافيّ جديد في الضفّة الغربيّة، بالتوازي مع حرب الإبادة على قِطاع غزّة.
فقد عمل الاحتلال منذ بداية الحرب على غزّة على زيادة وتيرة الاقتحامات العسكريّة لبلدات ومخيّمات الضفّة الغربيّة، وتدمير أجزاء من المخيّمات الفلسطينيّة شماليّ الضفّة الغربيّة، وزيادة الاستيطان وتقطيع أوصال الضفّة الغربيّة. ولعلّ الأخطر ضمن سلسلة قرارات حكومة الاحتلال كان نهاية آب 2025 إقرار خطّة البناء في منطقة "E1"، بحجّة الردّ على قرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطينيّة. فقد صدّقت اللجنة الفرعيّة للاستيطان في الإدارة المدنيّة في 20 آب 2025 على المضيّ قُدُمًا في مشروع البناء في منطقة "E1" بين شرق القدس ومعاليه أدوميم، ويشمل نحو 3,400 وحدة استيطانية جديدة.
وسيؤدّي البناء في هذه المنطقة إلى تقسيم الضفّة الغربيّة، ويَحُول دون التواصل الجغرافيّ بين جنوب الضفّة الغربيّة وشمالها، ويحوّل المناطق الفلسطينيّة ذات الكثافة السكّانيّة العالية إلى "بندستونات" محاطة بمستوطَنات صهيونية.