تناقش الورقة التحوّل النوعي الذي شهدته المستوطنات الإسرائيلية منذ سنة 1967، حيث لم تعد تجمعات سكانية متفرقة، بل تطوّرت تدريجياً لتصبح كياناً متكاملاً يمتلك مؤسسات اقتصادية وأمنية ومجالس تمثّل مصالح سياسية، ويعمل بصورة شبه مستقلة (فيما يظهر) عن سلطة “الدولة الإسرائيلية” داخل الضفة الغربية، ولكن مع حصوله على دعم مباشر من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وبيّنت الورقة أنّ هذا التحوّل لم يعد مجرد تحدٍّ للفلسطينيين في إطار صراعهم على الأرض والهوية، بل أصبح تهديداً مباشراً لأي إمكانية لتحقيق تسوية سياسية عادلة، إذ تعمل “دولة المستوطنين” على فرض وقائع ميدانية دائمة تقوّض فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة.