سنحاول في هذه الورقة تحليل الآلية التي تعمل بها نظرية "الشعب المسلح" لحفظ الأمن الاجتماعي في عصر حروب الجيل الرابع (عصر عسكرة المعرفة)، وذلك من خلال منع الانقلابات العسكرية، وحفظ السيادة الوطنية، وضمان استقرار الأنظمة الثورية، محاولين تحليل الأطر الهيكلية والأيديولوجية للحزب الشيوعي الصيني، والقوات البوليفارية في فنزويلا (التشافيزية)، وحركة أنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان، إلى جانب تجارب التحرير التاريخية في فيتنام وفرنسا؛ لتفكيك المنطق الاستراتيجي لتوزيع القوة النارية. وساعين لتقديم نقد أكاديمي وفلسفي للاحتكار الفيبري للعنف، ضمن الإطار الفلسفي/الفقهي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
تتمحور الأطروحة المركزية للورقة حول اعتبار نموذج "الشعب المسلح" بمثابة "دولة عميقة" للمستضعفين، وآلية أمان تعمل عندما تتعطل المؤسسات الرسمية للدولة بفعل الغزو الخارجي أو الخيانة الداخلية (الانقلابات). وعلى عكس الدولة الفيبرية الجامدة، التي تتسم بالهشاشة وقابلية "قطع الرأس"، يخلق نموذج الشعب المسلح بنية أمنية شبكيةجذرية ومتشعبة ومرنة، وشاملة، ومرتبطة عضوياً بالبقاء الأيديولوجي للأمة.