نشر موقع "نقابة الأخبار اليهودية" مقالاً يتناول فيه وضع "إسرائيل" إزاء التغييرات المؤثرة في المنطقة وتحديداً نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأدناه الترجمة الحرفية الكاملة للمقال:
3 أحداث دبلوماسية حصلت الأسبوع الماضي، شكلت معاً مفترق الطرق الذي تقف عنده "إسرائيل" بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. فقد أعلنت السلطة الفلسطينية، إعادة تنسيقها الأمني مع الجيش الإسرائيلي بعد تعليقه قبل 6 أشهر.
من الواضح أن رغبة السلطة الفلسطينية المفاجئة في تجديد التنسيق الأمني وقبول الأموال من "إسرائيل"، هي بادرة حسن نية موجهة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. فخلال الأسبوعين الماضيين، أوضح أعضاء فريق بايدن في جلساتهم المفتوحة والمغلقة، أنهم يعتزمون إستعادة سياسات إدارة أوباما المتعلقة بالشرق الأوسط وبالفلسطينيين.
وأوضح مسؤول فلسطيني في وقت سابق أنه "تلقينا العديد من الرسائل الإيجابية من فريق بايدن في الأيام القليلة الماضية. ونتطلع إلى فتح صفحة جديدة مع الإدارة الجديدة، بعد الأضرار التي سببتها إدارة ترامب".
وفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن فريق بايدن يعتزم إعادة المفاوضات بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية، على أساس اتفاقات "أوسلو" الطويلة الأمد.
بايدن سيستعين بخدمات وسيط "أوسلو" دينيس روس، الذي كتب نائبه "آرون ديفيد ميللر"، مقالة رأي في صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية هذا الأسبوع، اعتبر فيها أن الرئيس "ترامب كان سيئاً لإسرائيل وجيداً لنتنياهو".
يذكر أيضاً، أن "مارتن إنديك"، رئيس فريق المفاوضات الذي يمثل وزارة الخارجية الأميركية، التي كانت بعهدة "جون كيري" آنذاك، بذل كل ما في وسعه لإجبار "إسرائيل" على وضع الغالبية العظمى من "يهودا" و"السامرة" تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية. وكان يهدف إلى تقسيم القدس. ثم ألقى اللوم بمرارة على "إسرائيل" عندما باءت جهوده بالفشل.
ونشر إنديك مقالاً الأسبوع الماضي على موقع "أن بي سي" يوضح فيه كيف يجب على بايدن، الشروع في إعادة سياسات أوباما في الشرق الأوسط. ورأى إنديك أن بايدن يحتاج إلى إجبار "إسرائيل" على قبول خطة كيري كأساس للمفاوضات، وحظر جميع أعمال البناء اليهودية الإسرائيلية في القدس و"يهودا" و"السامرة". وإجبار "إسرائيل" على منح الأراضي في "يهودا" و"السامرة" لمنظمة التحرير الفلسطينية. إنديك دعا أيضاً، الدول العربية التي تقيم علاقات سلمية مع "إسرائيل" إلى الاشتراط عليها بأن التنازلات في التطبيع مرتبط بالتنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين.
نصيحة إنديك، جديرة بالملاحظة في سياق الحدثين الآخرين اللذين وقعا الأسبوع الماضي. الأول تمثل في زيارة وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، إلى "إسرائيل" الذي خلال اجتماعاته في القدس، طلب رسمياً فتح سفارة بحرينية في "إسرائيل" والتزم بتعزيز العلاقات بين المنامة والقدس.
والثاني كان بقبول ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، دعوة الرئيس رؤوفين ريفلين للقيام بزيارة رسمية إلى "إسرائيل".
وتشير زيارة الزياني، مثل إعلان بن زايد، إلى أن شركاء "إسرائيل" في "اتفاقات إبراهام" لا يعتزمون اتباع نصيحة إنديك، وإخضاع مصالحهم الوطنية لأهواء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.