في مقال لصحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، ذكرت أنه "في حين أنه من الطبيعي أن يرغب بايدن في عكس العديد من سياسات ترامب، من الضروري أن تواصل الإدارة الأميركية الجديدة الضغط على إيران". وفيما يلي نص المقال المترجم.
في الأسبوع الماضي، بحسب الصحيفة، بعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برسالة واضحة إلى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مفادها أنه "سيعارض الجهود الأميركية للانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، الاتفاق النووي الإيراني".
وقال نتنياهو في حفل تأبين لأول رئيس وزراء لـ"إسرائيل"، دافيد بن غوريون: "لا تعودوا إلى الاتفاق النووي الإيراني السابق. يجب أن نلتزم بسياسة لا هوادة فيها لضمان عدم تطوير إيران أسلحة نووية".
كما لفتت الصحيفة إلى أن "بايدن وإيران تلقيا رسالة قوية يوم الجمعة. حيث استُهدف محسن فخري زاده، كبير علماء إيران النوويين، باغتيالٍ مُحكم بالقرب من طهران".
وعلى الرغم من عدم وجود أي معلومات رسمية حول المسؤول عن قتل فخري زاده، وقد يكون أكثر من دولة، فقد اتهمت إيران الموساد الإسرائيلي، وفقاً لما جاء في "جيروزاليم بوست".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بالتأكيد لم تذرف الدموع على فخري زاده في "إسرائيل" ولا في السعودية"، لافتةً إلى أن "توقيت العملية مهم، حيث يأتي قبل أقل من شهرين من إخلاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبيت الأبيض، ومن قام بها على الأرجح قد أخذ في الاعتبار أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة للعمل قبل دخول بايدن المكتب البيضاوي".
من الواضح أن تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة في قلب الجمهورية الإسلامية يحتاج إلى معلومات استخبارية دقيقة ووقت، وبحسب الصحيفة "لهذا السبب من المهم أن نتذكر أنه في عام 2018، عندما قدم نتنياهو النتائج الأولية للسرقة غير العادية للأرشيف النووي الإيراني من مستودع في طهران، فقد أشار إلى اسم العالم فيما يتعلق بالمشروع النووي السري لإيران قائلاً: تذكّروا هذا الاسم، فخري زاده".
ومن المحتمل أن الاسم ظهر أيضاً عندما التقى نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهِن ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الأسبوع الماضي.
ووفقاً للصحيفة، "يتكهن بعض الخبراء بأن إيران ستعلّق أو ستلطّف ردها على مقتل فخري زاده حتى لا تغضب إدارة بايدن القادمة".
وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل" عارضت بشدة خطة العمل الشاملة المشتركة بين دول 5 + 1 (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن في للأمم المتحدة وألمانيا) وإيران، مشيرةً إلى أن نتنياهو أغضب الرئيس آنذاك باراك أوباما وإدارته عندما تحدث ضد ذلك أمام مجلسي الكونغرس، وتخلي ترامب عنه في أيار/مايو 2018 لصالح نظام عقوبات "الضغط الأقصى".
بايدن سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، وقال إنه سينضم مرة أخرى إلى الاتفاق إذا استأنفت إيران الامتثال الصارم، "لكنه لم يحدد ما الذي سيفعله لتعزيز الاتفاق أو تقييد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو الحد من دعم طهران للإرهاب".
وقالت الصحيفة إن "الصفقة الأصلية لإيران أتاحت أن تعتقد أنها تستطيع أن تضيّع الوقت ثم تواصل برنامجها النووي، لكن من المهم ألا تعتقد أنها قادرة على أن تتجاوز بسلام السنوات القليلة لرئيس أميركي معين (أو رئيس وزراء إسرائيلي) ثم تتابع كما هو مخطط".
في حين اعتبرت "جيروزاليم بوست" أنه من الطبيعي أن يرغب بايدن في عكس العديد من سياسات ترامب، من الضروري أن تواصل الإدارة الأميركية الجديدة الضغط على إيران.
إن العيوب العديدة في خطة العمل الشاملة المشتركة صارخة، وفقاً للصحيفة، "وبدلاً من العودة إلى تلك الصفقة السيئة، يجب على بايدن أن ينتهز الفرصة لإدخال تحسينات كبيرة. عدم التوصل إلى صفقة سيكون أفضل من الاتفاق الذي مكّن إيران من الاستمرار في تهديد العالم كله ببرنامج أسلحتها النووية".