كتب الصحافي الصهيوني أنشيل بفيفر مقالة في صحيفة "التايمز" البريطانية قال فيها إنه قبل أربعة أسابيع، أجرى الجيش الإسرائيلي تمرين "السهم القاتل"، وهو أكبر مناورة له منذ أكثر من عام. ومن السيناريوهات العديدة التي استعدت الوحدات لمواجهتها خلال التمرين، إطلاق صواريخ باليستية إيرانية الصنع على مدن إسرائيلية. لم يكن أي من آلاف الجنود المشاركين على علم بأنه في الوقت نفسه، كانت الاستعدادات جارية لنوع آخر من الهجوم، في عمق إيران، في إشارة من الكاتب الصهيوني إلى مسؤولية "إسرائيل" عن عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة.
وأضاف الكاتب، الذي يعمل مراسلاً لصحيفة "هآرتس" الصهيونية، أنه "بعد اغتيال محسن فخري زادة، قائد البرنامج النووي الإيراني، يوم الجمعة، في كمين نُسب إلى وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، تبدو السيناريوهات في التدريبات فجأة أكثر صلة بالموضوع. فقد تعهد القادة الإيرانيون بالانتقام من قاتلي الدكتور فخري زاده، ويمكن استخدام الصواريخ التي نصبوها على منصات إطلاق متقدمة في لبنان وسوريا والعراق واليمن للانتقام منهم".
وتابع بفيفر: "لقد أبقى الجيش الإسرائيلي بعض بطاريات الدفاع الصاروخي في حالة تأهب قصوى، تحسباً لذلك. ومع ذلك، شدد كبار الضباط خلال عطلة نهاية الأسبوع على أنهم ليسوا في حالة حرب ويعتقدون أن هناك فقط "احتمالاً ضئيلاً" بحدوث تصعيد عسكري سريع. ليس من المتوقع أن تستخدم إيران ترسانتها الصاروخية حول "إسرائيل" للانتقام لمقتل رجل واحد، مهما كان مهماً".
وقال الكاتب إن "إسرائيل" تتوقع أن يتم تنفيذ أي انتقام على المدى القصير من قبل حليف لإيران، على الأرجح حزب الله اللبناني. وقد يأخذ ذلك شكل هجمات على الدوريات أو المواقع الاستيطانية الإسرائيلية على الحدود السورية أو اللبنانية. وأضاف: لكن إذا كانت التجربة تعلمك شيئاً، فسيكون الهجوم على هدف إسرائيلي في الخارج. في عام 2012، بعد موجة قتل علماء نوويين إيرانيين، نفذ حزب الله نيابة عن إيران تفجيراً انتحارياً لحافلة مليئة بالسياح الإسرائيليين في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائق محلي. في عامي 1992 و1994 نفذ حزب الله تفجيرات في بوينس آيرس للسفارة الإسرائيلية ومركز للجالية اليهودية في بوينس آيرس قُتل فيها 115 شخصاً، بحسب زعم الكاتب.
وأشار المحلل الصهيوني إلى أنه بينما تم وضع السفارات الإسرائيلية في حالة تأهب، فإن الإجماع في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي هو أن الإيرانيين سيوقفون إطلاق النار، على الأقل حتى يتم تنصيب جو بايدن رئيساً، وذلك بسبب الخوف من الضربات الأميركية المحتملة بينما لا يزال الرئيس ترامب غير المتوقعة تصرفاته في منصبه وعلى أمل أنه بمجرد رحيله، ستتغير السياسة الأميركية تجاه إيران.
وقال الكاتب إنه قد تكون الفترة الانتقالية هذه في البيت الأبيض أحد أسباب اغتيال الدكتور فخري زادة الآن. ويبدو أن الاعتقاد بأن إيران من غير المرجح أن تنتقم، والتوقع بأنه اعتباراً من 20 كانون الثاني / يناير، عندما يتم تنصيب بايدن، قد يثبط الأميركيون الهجمات البارزة على إيران، كانا من العوامل الرئيسية في تحرك "الموساد" في هذا الوقت على ما يبدو لاغتيال العالم الإيراني.