قال خبراء لشبكة "سي إن بي سي" (CNBC) إن من غير المرجح أن يتراجع الرئيس المنتخب جو بايدن عن تشريعات الرئيس دونالد ترامب بخصوص صناعة التكنولوجيا والشركات في الصين، لكن نهج بايدن قد يكون أكثر استهدافًا للحلفاء وتعاونًا معهم.
وسعى ترامب أثناء رئاسته إلى تحدي صناعة التكنولوجيا في الصين بممارسة العقوبات والأوامر التنفيذية والإجراءات الأخرى، ومن المرجح أن يواصل بايدن مثل هذه السياسة.
وقال أبيشور براكاش، المتخصص الجيوسياسي في مركز ابتكار المستقبل (CIF)، وهو شركة استشارية مقرها تورونتو، لشبكة "سي إن بي سي" عبر البريد الإلكتروني "الرصاصة غادرت الغرفة"، وأضاف "لقد عطل ترامب تمامًا الوضع الراهن الذي كان قائمًا بين الولايات المتحدة والصين عقودا من الزمن".
واتخذت إدارة ترامب عددًا من الإجراءات ضد شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى، ومن الأمثلة على ذلك شركة هواوي (Huawei) التي وضعت العام الماضي على قائمة سوداء بالولايات المتحدة تُعرف باسم "قائمة الكيانات".
وأدّى ذلك إلى تقييد، وفي بعض الحالات قطع، وصولها إلى التكنولوجيا الأميركية مثل نظام تشغيل "أندرويد" (Android) للجوال من "غوغل" (Google)، وهو برنامج تعتمد عليه هواتف هواوي الذكية.
وتأثرت نتيجة ذلك مبيعات الهواتف الذكية من هواوي كما تحركت الولايات المتحدة نحو قطع إمدادات أشباه الموصلات الرئيسة عن الشركة الصينية.
وكانت أشباه الموصلات هي المجال الذي ركّزت عليه إدارة ترامب بشدة، فقد أضافت وزارة التجارة الأميركية في منتصف ديسمبر/كانون الثاني الحالي شركة "إس إم آي سي" (SMIC) إلى القائمة السوداء، وهذه الشركة جوهرية في إسهامها في دفع الصين لتكون أكثر اعتمادًا على نفسها في مجال الرقائق.
التعاون مع الحلفاء
قال آدم سيغال، مدير برنامج السياسة الرقمية والفضاء الإلكتروني في مجلس الشؤون الخارجية، لسي إن بي سي في رسالة بريد إلكتروني "أعتقد أن الإدارة ستظل ترى التكنولوجيا مصدرا رئيسا للمنافسة، وستواصل بعض مناهج ترامب لقطع تدفق التكنولوجيا الحيوية إلى الصين".
وأضاف "الاختلاف هو أن العملية ستكون أكثر تعاونًا، مع كل من القطاع الخاص والحلفاء، وأكثر تركيزًا على مجموعة أضيق من التقنيات".
ووافق بول تريولو، رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات المتعلقة بالتكنولوجيا الجيولوجية، على أن إدارة بايدن ستعمل مع الحلفاء على إستراتيجيتها في ما يتعلق بالتكنولوجيا الصينية.
وقال تريولو -لشبكة سي إن بي سي- إن فريق بايدن "سيوضح ما ينبغي السيطرة عليه في مجالات التقنيات الناشئة والتأسيسية".
وستشمل بعض هذه المجالات الذكاء الاصطناعي وما يسمى بالحوسبة الكمومية، وهي الجيل التالي من الحوسبة التي تستخدم فيزياء الكم لحل المشكلات التي تستغرق أجهزة الحاسوب الحالية سنوات لحلها.
وقال تريولو في رسالة بالبريد الإلكتروني "هنا من المرجح أن يكون تفضيل فريق بايدن هو التحكم في عدد أقل من التقنيات، لكن بوضع جدران عالية حول تلك التي تعد ضرورية للحماية لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
وأضاف "أتوقع أن يكون تعريف التقنيات الحاسمة للتحكم لأسباب الأمن القومي أكثر وضوحًا في ظل إدارة بايدن مما كان عليه في عهد ترامب".
ويرى أبيشور براكاش أن بايدن سيواصل على الأرجح دفع ترامب لاستبعاد البائعين الصينيين من شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول حول العالم.
وكانت إدارة ترامب تضغط على الحلفاء لوقف معدات هواوي عن شبكاتها. وقامت أستراليا واليابان والمملكة المتحدة بخطوات فعالة بهذا الشأن.
وقال المتخصص الجيوسياسي إن بايدن قد "يعيد ضبط" القائمة السوداء للشركات الصينية أو بعض ضوابط التصدير، في حين يتطلع أيضًا إلى الابتكار من حيث نهجه في مجالات أخرى مثل قواعد البيانات لعمليات الاندماج والاستحواذ. هناك شيء واحد مؤكد، المعركة التقنية بين الولايات المتحدة والصين ستستمر في ظل رئاسة بايدن.
وأضاف براكاش "الولايات المتحدة ليس لديها كثير من الخيارات. إما أنها تسمح للصين بالسيطرة على العالم بالتكنولوجيا أو تتحدى ذلك".