• اخر تحديث : 2024-04-29 01:16
news-details
مقالات مترجمة

هل يعرقل ترامب انتقال السلطة بشكل سلمي إلى بايدن؟


يبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أبعد ما يكون عن استيعاب حقيقة خسارته الانتخابات، وذلك قبل أسبوعين فقط من موعد تسليم السلطة لجو بايدن، والشواهد تبدو مقلقة للكثيرين في واشنطن، فما القصة؟

مكالمة تكشف يأس ترامب

تلك المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع سكرتير عام ولاية جورجيا براد رافنسبرجر وتم تسريبها لوساائل الإعلام الأميركية وانتشرت حول العالم أمس الإثنين 4 يناير/كانون الثاني، أي قبل يومين فقط من الاجتماع المنتظر للكونغرس للتصديق على فوز بايدن بالرئاسة رسمياً، لم تكن المؤشر الوحيد على تصاعد القلق مما قد يقدم عليه ترامب في الأسبوعين المقبلين.

وبدا ترامب خلال المكالمة مع رافنسبرغر وهو جمهوري مثل الرئيس المهزوم في الانتخابات، أقرب لشخص فاقد للسيطرة بالكلية، فمرة يتوسل وأخرى يتوعد وقال نصاً في سياق المكالمة التي استمرت نحو ساعة كاملة وحضرها مسؤولون آخرون في إدارة ترامب "أريد فقط 1170 صوتاً".

وبحسب تحليل لشبكة CNN الأميركية، بدا ترامب أثناء المكالمة أقرب لديكتاتور منه لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، حيث استخدم نفس أساليب بعض رجال الأعمال الفاسدين الذين يريدون إتمام صفقة غير قانونية بأي ثمن.

صحيح أن ترامب لم يعترف قط بهزيمته في الانتخابات التي أجريت قبل شهرين، ويكرر باستمرار أنه الفائز في تلك الانتخابات وأنها سُرقت منه لصالح جو بايدن، وصحيح أيضاً أن كثيراً من الجمهوريين سواء كانوا المنتخبين في الكونغرس أو القاعدة الانتخابية للحزب يرددون نفس النظرية، لكن جميع الدعاوى القضائية التي رفعها فريق ترامب القانوني تم رفضها في المحاكم بدرجاتها المختلفة.

ومع فشل ترامب وفريقه في الحصول على أي دليل يدعم مزاعم التزوير في الانتخابات، وصولاً إلى المحكمة الدستورية العليا التي يتمتع فيها الجمهوريون بأغلبية 6 قضاة مقابل 3، ثم تصديق المجمع الانتخابي على النتائج بشكل رسمي يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي بفوز بايدن بـ306 أصوات مقابل 232 فقط لترامب، أصبحت الأمور محسومة تماماً وينتظر الجميع يوم 20 يناير/كانون الثاني لتنصيب بايدن رسمياً.

 ماذا يعني بيان وزراء الدفاع؟

لكن يبدو أن ترامب وبعضاً من مستشاريه وكثيراً من أنصاره لا يزالون مصرين على تحدي نتيجة الانتخابات والسعي لقلبها لصالحهم بأي وسيلة كانت، والواضح أن الأمر بدأ يسبب قلقاً واسعاً في دوائر السياسة الأميركية للدرجة التي دفعت 10 وزراء دفاع سابقين لا يزالون على قيد الحياة أن يصدروا بياناً يتعلق بالتسليم السلمي للسلطة.

آخر 10 وزراء دفاع ما زالوا على قيد الحياة أصدروا بياناً نشرته وسائل الإعلام الأميركية الأحد 3 يناير/كانون الثاني أعلنوا فيه معارضتهم أي انخراط للقوات المسلحة في عملية الانتقال السياسي الجارية، بدون أن يذكروا على وجه التحديد السبب الذي دفعهم إلى التدخل بهذا الشكل العلني غير المسبوق.

الرسالة وجهها أشتون كارتر وليون بانيتا وويليام بيري وديك تشيني وويليام كوهين ودونالد رامسفيلد وروبرت غيتس وتشاك هاغل وجيمس ماتيس ومارك إسبر، في شكل دعوة مباشرة إلى البنتاغون من أجل الالتزام بانتقال سلمي للسلطة.

وماتيس وإسبر هما آخر وزيري دفاع وكلاهما عينه ترامب نفسه، وتضمن البيان أن "الجهود لجعل القوات المسلحة الأميركية تنخرط في حل النزاعات الانتخابية ستقودنا إلى مكان خطير وغير قانوني وغير دستوري"، معتبرين أن المسؤولين الذين سعوا للقيام بذلك قد يواجهون عواقب مهنية وقضائية خطرة.

بيان وزراء الدفاع السابقون الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية سجلت في الماضي رقماً قياسياً من التحولات السلمية، مضيفين أن "هذه السنة يجب ألا تكون استثناء"، يعكس قلق الطبقة السياسية في واشنطن في الآونة الأخيرة مما قد يقدم عليه ترامب.

وعلى وجه الخصوص تسببت تقارير وردت في وسائل الإعلام بشأن إمكانية فرض الأحكام العرفية وكيف أن الاحتمال قد أُثير خلال اجتماع في البيت الأبيض، في إزعاج كبير وربما يكون بيان وزراء الدفاع السابقين مرتبطاً بتلك التقارير تحديداً رغم نفي ترامب لها.

 أسبوعان يمكن أن يشهدا أي قرار ترامبي

أثبتت السنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب في البيت الأبيض أنه رئيس غير تقليدي بالمرة سواء على المستوى الشخصي من حيث اتباع البروتوكولات الرئاسية مع زعماء العالم الذين يستضيفهم أو يحل ضيفاً عليهم، أو من حيث إدارة ملفات السياسة الخارجية أو التعامل مع مسؤولي إدارته أو منافسيه الديمقراطيين في الكونغرس.

ولا ينسى أحد رفضه مصافحة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أثناء إلقائه لخطاب الاتحاد وردها بتمزيق نسختها من خطابه أمام الكاميرات، كمثال بسيط على كيف كانت سنواته الأربع في البيت الأبيض، لكن الرجل تبقى له أسبوعان كاملان حتى تنتهي رئاسته رسمياً ظهر يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وبالتالي فإن كل شيء وارد مع شخص ترامب غير المتوقع.

وغدا الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني يفترض أن تكون آخر فرصة للرئيس المنتهية ولايته لتقديم الطعن الأخير على نتائج الانتخابات من خلال اعتراض مشرعين في الكونغرس على نتائج بعض الولايات ومحاولة إقناع الأغلبية بالاستجابة لتلك الاعتراضات ومن ثم قلب النتيجة لصالح ترامب.

هذه الحيلة الأخيرة في جعبة ترامب لا يبدو أنها قد تسفر عن أي شيء، باستثناء تأخير تصديق الكونغرس على فوز بايدن رسمياً لمدة قد تمتد لساعات، مما يطرح التساؤل بشأن ما قد يقدم عليه ترامب بعد أن يصدق الكونغرس رسمياً على أن جو بايدن هو الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأميركية؟