كتب السيناتور عن ولاية نبراسكا بين ساسي مقالاً في صحيفة "ذا أتلانتيك" الأميركية، وهذا نص الترجمة:
واحد من قادة الغوغاء الذين اقتحموا الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير الفائت كان دوغلاس جنسن، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي استطاع تحديد هويته.
كان دوغلاس يرتدي قميصاً مطبوع عليه شعار نظرية المؤامرة "كيو آنون" (QAnon)، والتي يؤمن مؤيدوها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقودهم في مسعى لكشف سيطرة شبكة عالمية من المتحرشين بالأطفال: ليس فقط من فاعلي "الدولة العميقة"، لكن أيضاً من قبل رئيس المحكمة العليا جون روبرتس وعدد آخر من أعضاء مجلس الشيوخ بمن فيهم أنا. كذلك نائب ترامب يفترض أنه مشمول بها أيضاً. وفقاً لمكتب التحقيق الفيدرالي أراد جنسن أن يظهره قميصه بالفيديو كي "تنال النظرية الفضل".
6 كانون الثاني/ يناير هو يوم جديد بحروف حمراء في تاريخ الولايات المتحدة، ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يجري فيها اقتحام الكونغرس منذ عام 1812، لكن لأنه على ما يبدو كانت مجموعة فرعية من المهاجمين تنوي اقتحام اجتماعاً دستورياً في الكونغرس، واختطاف نائب الرئيس وإجباره على إعلان فوز ترامب في انتخابات خسرها.
لقد تسبب الغوغاء بإصابة عدد من عناصر إنفاذ القانون، وأدى الهجوم إلى مقتل شرطيين و4 أميركيين آخرين. لكن الحصيلة كانت لتكون أكبر: عثرت الشرطة على متفجرات أنبوبية في مقري لجني الحزب الديموقراطي والجمهوري. المحققون اكتشفوا سيارة محملة بالأسلحة وما وصفه المدعي العام بأنه "قنابل نبالم محلية الصنع".
العنف الذي شاهده الأميركيون – والذي قد يتكرر في الأيام المقبلة- ليس احتجاجاً انحرف أو بفعل "تفاحات قليلة فاسدة". إنه تفتّح زهرة بذرة فاسدة تقع جذورها في الحزب الجمهوري، وتم تغذيتها بالخيانة، وسوء الحكم السياسي، والجبن.
حين يغادر ترامب مكتبه، سيواجه حزبي خيارين: يمكننا إلزام أنفسنا للدفاع عن الدستور والحفاظ على أفضل المؤسسات والتقاليد الأميركية، أو أن نكون جزءاً من نظريات المؤامرة، وفانتازيا الأخبار التلفزيونية، والخراب الذي تجلبه. بإمكاننا أن نكون حزب أيزنهاور أو حزب مروّج المؤامرات أليكس جونس.
نظريات المؤامرة هي البديل. ادعم دونالد ترامب وحينها لن تكون مشاركاً في عملية سياسية عادية فقط – فهذا ممل- وإنما أن تشن حرباً على مؤامرة عالمية للإتجار بالجنس! نظرية المؤامرة تؤمن للمعتقدين بها طريقاً لإقحام أنفسهم في معركة كونية بين الخير والشر، وهذا ما يجعلها خطيرة وجذابة في عصر الاستهلاك والعزلة.
مهما فعل الحزب الجمهوري، فإنه يواجه معركةً بشعة. الانقسام الذي سعى العديد من السياسيين في اليمين أن يتجنبوه قد يحدث قريباً. وإن كان الحزب يأمل بلعب دور بنّاء لا هدام في جزء من مستقبل أميركا، عليه أن يفعل شيئين: يتوجب على الجمهوريين أن ينبذوا الهراء الذي أشعل النار في حزبنا. سيتطلب التخلص من لذلك شجاعة لا تقتصر على الشجاعة السياسية فقط.
كذلك يترتب على الحزب أن يعيد بناء نفسه، وأن يقدّم إجابات حول الإحباطات في العقد الماضي. بعيداً عن خيالات ترامب القائمة على صناعة أجهزة "الآيفون" في أميركا، لم يقدم الحزب الجمهوري حلولاً لمعالجة غضب الأميركيين بشأن تآكل المجتمع أو الاضطرابات الهائلة في القوى العاملة أو الدور غير المسبوق تاريخياً لشركات التكنولوجيا الكبرى في إدارة المجال العام.