ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية في افتتاحيتها إن يوم الأربعاء المقبل، سيؤدي جو بايدن اليمين كرئيس للولايات المتحدة في ظل ما يبدو أنه يوم سيتحول إلى قدر غير مسبوق من الأمن. وفيما يلي نص المقال المترجم:
تم تطويق مبنى الكابيتول الأميركي، بعد الخرق العنيف في 6 كانون الثاني/يناير، بأسوار غير قابلة للتسلق، وتم إغلاق الطرق، فيما يقيم رجال الحرس الوطني في قاعات الكونغرس ومباني المكاتب القريبة.
دفعت تصريحات عديدة من بينها تصريح لدونالد ترامب عن أعمال عنف محتملة في جميع أنحاء الولايات الخمسين إلى نشر شريط فيديو يوم الخميس في 7 كانون الأول/يناير يدعو إلى الهدوء.
بصفتها حليفاً وثيقاً، فإن مصلحة "إسرائيل" هي أن ترى انتقالاً سلمياً للسلطة من دون عنف يمكن أن يقوض ويضعف مكانة أميركا على المسرح العالمي.
ما حدث في الكابيتول الأميركي قوض تلك صورة الأخلاق والديموقراطية في أميركا. ويأمل بايدن في تفعيل عملية الشفاء من خلال تنحية الخطاب العنيف جانباً، والتأكد من أن ترامب وقاعدته قد اعترفا أخيراً بحقائق انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
مصلحة "إسرائيل" هي أن ترى أميركا مستقرة سياسياً وقوية ويمكنها مرة أخرى إظهار قيمها وقوتها حول العالم. عندما تكون أميركا قوية، تكون "إسرائيل" قوية، وعندما تردع أميركا الأعداء تساعد "إسرائيل" على ردع الأعداء.
هذا هو الحال بغض النظر عن هوية الرئيس أو الحزب الذي يسيطر على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ. لطالما افتخرت "إسرائيل" بكونها حليفة للإدارات الجمهورية والديموقراطية.
"إسرائيل" تلقى دائماً الدعم من الجهتين. حتى في أوقات الخلافات التي أدت إلى علاقة أكثر برودة أو توتراً، كان لدى "إسرائيل" دائماً من تتكئ عليه في العاصمة واشنطن.
تحتاج استراتيجية "إسرائيل" الآن إلى إيجاد طرق للعمل مع الإدارة الجديدة. ليس سراً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أراد أن يفوز دونالد ترامب بإعادة انتخابه، وكان يأمل في تأمين المزيد من الفوائد من إدارة ترامب على مدى السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
فيما ستضم إدارة بايدن العديد من الوجوه المألوفة من إدارة الرئيس باراك أوباما بما في ذلك المسؤولين الذين لا يتذكرون نتنياهو باعتزاز. وهذا يشمل وزير الخارجية المقبل أنتوني بلينكين، ونائبه القادم ويندي شيرمان، ومستشار الأمن القومي المقبل جيك سوليفان، وبالطبع جون كيري.
في الوقت الحالي، تنبئ جميع المؤشرات أن "إسرائيل" تحاول العمل مع الإدارة الجديدة وتجنب الخلافات العامة مثل تلك التي كانت مع أوباما.
كان رئيس الموساد يوسي كوهِن في واشنطن الأسبوع الماضي، وبحسب ما ورد أنه أجرى محادثات مع بعض مسؤولي بايدن الجدد.
يجب على "إسرائيل"، رغم مطالبتها دائماً بوضع احتياجات أمنها القومي أولاً، أن تكون حساسة تجاه التغيير في أميركا. لن تكون احتياجاتها على رأس قائمة أولويات إدارة بايدن التي سيهيمن عليها استمرار وباء الكورونا، وطرح اللقاح البطيء والأزمة الاقتصادية التي لا تزال تعكر صفو البلاد.
ما يعقّد الموقف أكثر هو الرغبة العامة بين الديموقراطيين لقلب سياسات ترامب. على "إسرائيل" أن تأمل في ألا تشمل الجهود تخفيف العلاقات مع الدولة اليهودية.
بالنسبة لـ"إسرائيل"، هذا يعني عدم استفزاز الإدارة الجديدة والمضي بحذر عندما يتعلق الأمر ببناء المستوطنات، ومحاولة العمل أولاً مع الإدارة على وضع سياسة بشأن إيران وفهم احتياجات بايدن.
لسوء الحظ، سيحدث كل هذا في وقت تمر فيه "إسرائيل" بعدم الاستقرار السياسي وتتجه إلى انتخابات رابعة خلال عامين، في 23 أذار/مارس.
هذا يخلق احتمالية أن يتخذ الليكود بقيادة نتنياهو خطوات ويستخدم خطاباً يهدف إلى مساعدة نفسه سياسياً قبل الانتخابات لكسب الأصوات، لكن هذا قد يضر بإقامة روابط قوية مع الإدارة الأميركية القادمة وكبار مسؤوليها.
هذا وقت حساس بالنسبة لأميركا. على "إسرائيل" أن تكون حذرة وتراقب الهدف الأساسي - الحفاظ على علاقات قوية مع الإدارة الأميركية الجديدة.