• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"واشنطن بوست": ترامب قد يتلاشى بأسرع مما يعتقده الناس


نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تحليلا إخباريا للكاتب الصحفي هنري أولسن يرى فيه أنه على الرغم من أن الرئيس ترامب غادر البيت الأبيض أمس الأربعاء كقائد بلا منازع للحزب الجمهوري رغم أحداث الأسبوعين الماضيين، ورغم توقعات معظم المحليين السياسيين أن سيطرته على ناخبي الحزب الجمهوري ستستمر في المستقبل، فإن ذلك الرأي لا يمكن الرهان عليه.

وقال أولسن إن أنصار الرئيس المنصرف وخصومه لديهم الدافع نفسه للمبالغة بشأن استمرار قوته السياسية، بعد 5 سنوات من الغرق في تسونامي ترامب، ولكن ربما يكون الوقت قد حان لانحسار قوته.

 

ووفقا للكاتب فإن هناك عاملين مكنا لهيمنة ترامب، هما قدرته المذهلة على الهيمنة على الأخبار، ودفاعه عن قضايا ومخاوف أهملها غيره من القادة الجمهوريين.

وقد ساهم هذان العاملان في صعود ترامب السريع عام 2016، وبعد انتخابه رئيسا أصبح من المستحيل تجاهله، إذ كل ما يقوله الرئيس يستحق النشر، وقد وظف ترامب ذلك إلى أقصى حد. فعلى مدى 5 سنوات ونصف السنة، كانت كل النشرات الإخبارية السياسية تقريبا تبدأ بما قاله أو فعله ترامب، أو بما يجب فعله لإيقافه.

لكن ترامب سيُحرم من هذا المنبر عند خروجه من البيت الأبيض، ولن يكون على وسائل الإعلام والصحفيين تغطية كل ما يصدر عنه.

وفيما يتعلق بالعامل الثاني الذي مكّن لهيمنة ترامب، وهو دفاعه عن قضايا ومخاوف أهملها سياسيو حزبه، يقول الكاتب إن الجمهوريين أدركوا بُعد العديد من قادتهم عن قاعدتهم الانتخابية. وقد دأب الجمهوريون قبل ترامب على تجنب استخدام الكلمات الحادة بشأن الهجرة غير النظامية أو الإشارة إلى ترحيبهم بالمهاجرين أكثر من اهتمامهم بالسيطرة على المعابر الحدودية غير الشرعية، وفقا للكاتب.

كما تجاهلوا الدمار الذي ألحقته التجارة العالمية على مناطق كثيرة من الولايات المتحدة، وهو أمر شن ترامب حملة ضده بصوت عالٍ. وفشلوا في فهم مدى خوف العديد من المسيحيين الإنجيليين وغيرهم من العلمنة الزاحفة التي بدت في كثير من الأحيان وكأنها حرب على المسيحية التقليدية نفسها.

ويرى أولسن أن عقيدة الحزب الجمهوري قد تغيّرت بناء على هذا الإدراك، الأمر الذي يعني أن الناخبين الجمهوريين سيجدون على الأرجح قادة آخرين يمكنهم اتباعهم.

وهناك أيضا عامل آخر هو محاكمة ترامب بهدف عزله الوشيكة في مجلس الشيوخ.، والتي لا يتوقع أن يتنازل عنها الديمقراطيون لإدراكهم أن كراهية ترامب هي أفضل طريقة للحفاظ على وحدتهم ودق إسفين بين الجمهوريين.

ويخلص الكاتب إلى أن هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تؤدي إلى تراجع سريع لسيطرة ترامب على الحزب الجمهوري.