وبعد انضمام "إسرائيل" إلى القيادة المركزية التي تضم 21 دولة من بينها مصر والأردن وسوريا والعراق ودول الخليج الـ6، اليمن وغيرها، فإن الإعلام الإسرائيلي لم يتجاهل الخطوة الأميركية هذه، ولكن يبدو أن أهميتها وأصداؤها تبددت داخل "الضجة" التي أحدثها الهجوم على الكابيتول والقلق الأمني ومراسم أداء اليمين.

إلى جانب الأهمية العسكرية للخطوة الأميركية، فإن لها أهمية رمزية لأنها تعيد "إسرائيل" إلى مكانها الطبيعي في الشرق الأوسط. متخذو القرار في "إسرائيل" بنحو عام لم يروها في الشرق الأوسط، وذلك بسبب قيود النزاع الإسرائيلي- العربي لكن أيضاً بسبب أولويات سياسية وثقافية.

 وأظهرت استطلاعات الرأي أن المجتمع الإسرائيلي منقسم حيال انتماء "إسرائيل"، إذ إن الإستطلاع الأخير عام 2020 أظهر أن 29% من الإسرائيليين يعتقدون أن "إسرائيل" تنتمي أكثر إلى الشرق الأوسط، 25% يعتقدون أن "إسرائيل" تنتمي أكثر الى حوض البحر المتوسط، 24% يعتقدون أنها تنتمي أكثر الى أوروبا و22% يعتقدون إما أنها لا تنتمي لأي من تلك المناطق أم أن ليس لديهم رأي في المسألة. إذاً في حال كنا نحن لا نستطيع التقرير، جاءت إدارة ترامب وساعدتنا على اتخاذ القرار.

ومن المرجح أن يغير الرئيس الجديد بايدن هذا القرار، كما غير أيضاً قرارات أخرى لترامب، لكن يبدو أن لهذا القرار منطق أكثر سواء من الناحية الجغرافية أو من ناحية التغييرات التي طرأت في الشرق الأوسط خلال الأشهر الـ6 الأخيرة في كل ما يتعلق باتفاقيات التطبيع.

وسيكون من المثير رؤية إذا ما كانت كل هذه التطورات ستؤدي إلى تغيير في المجتمع الإسرائيلي في كل ما يتعلق بمسألة مكانة "إسرائيل" وانتمائها.