• اخر تحديث : 2024-05-07 16:33
news-details
مقالات مترجمة

"رأي اليوم": احتمال وقوف الموساد وراء إغتيال لقمان سليم


أشارت صحيفة "رأي اليوم" البريطانية الى احتمال وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي وراء إغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم والذي قتل قبل يومين على يد مجهولين بجنوب لبنان.

وكتبت الصحيفة :

"في أوائل الثّمانينات من القرن الماضي استضافت الجزائر حِوارات مُصالحة بين فصائل المُقاومة الفِلسطينيّة في إطار مساعيها لترتيب البيت الفِلسطيني ، وإعادة توحيده ، وإزالة الخِلافات السياسيّة والفصائليّة التي أدّت إلى نسف الوحدة الوطنيّة ، وتَعاظُم ظاهرة الاغتِيالات السياسيّة سواءً على أرضِ لبنان أو أوروبا .

في إطار هذه المُصالحة جرى ترتيب لقاء بين المرحومين جهاد الوزير (أبو جهاد) عضو اللجنة المركزيّة لحركة فتح ومسؤول جِهازها العسكري ، وصبري البنا (أبو نضال) الذي كان يتزعّم فصيل المجلس الثوري المُنشق عن حركة فتح الشّهيد أبو جهاد ، وجّه سُؤالاً مُحَدَّداً لأبو نضال: لماذا قتلت 17 مُناضِلاً من خيرة سُفراء وشخصيات سياسيّة بارزة في حركة فتح ومنظّمة التحرير في أوروبا وأماكن أخرى؟ فأجابه : أنا لم أقتل إلا أربعة منهم فقط ، وسمّاهم اسماً اسماً .

فبادر أبو جهاد والدّهشة على وجهه : من قتلهم إذاً؟

فردّ أبو نضال: لا أعرف.

هذا الحِوار أكّده الشّهيد أبو جهاد في أحد العواصم الأوروبيّة الشرقيّة ، وقال بالحرف الواحد : إنّ الموساد استغلّ الخِلاف داخل حركة فتح وأقدم على تنفيذ هذه الاغتِيالات ، للإيحاء بأنّها من فِعلٍ فِلسطينيٍّ ، وإلصاق تُهمَة الإرهاب بالمنظّمة.

تذكّرنا هذه الرّواية ونحن نُتابع حالة الرّعب التي تجتاح لبنان حاليّاً بعد الكشف عن مقتل النّاشط والنّاشر الشّيعي اللّبناني لقمان سليم بخمس رصاصات ، أربعة منها في الرّأس ، وخامسة في الظّهر، عندما كان يقود سيّارته في طريقه لزيارة أقارب له في الجنوب اللبناني .

وتتابع الصحيفة : أنّ أصابع الاتّهام بالمسؤوليّة عن اغتِياله من قِبَل الكُثر توجّهت إلى حزب الله بعد دقائق من عمليّة الاغتِيال الإجراميّة والمُدانَة ، وقبل أن تبدأ التّحقيقات. موضحة:

أنّ خُطورة هذا الاغتِيال ، تُذكّرنا بمرحلةٍ مُماثلةٍ في أوائل السّبعينات من القرن الماضي، كانت حافلةً بالاغتِيالات المُماثلة ، ومهّدت للحرب الأهليّة التي استمرّت 15 عاماً وأدّت إلى ازهاق أرواح عشَرات الآلاف من الأبرياء وتدمير لبنان ، ونأمَل ألا نكون مُصيبين في تشاؤمنا نحن الذين نُحِبُّ لبنان ، ونُقَدِّر دور شعبه النّضالي ودماء شُهدائه خدمةً لقضايا الأُمّة.

دولة الاحتِلال الإسرائيلي تنتهك الأجواء اللبنانيّة بصفةٍ يوميّةٍ ، وارتكبت طائراتها المجازر في قانا والضاحية الجنوبيّة ومناطق أُخرى في لبنان ، ووقفت خلف مجزرة صبرا وشاتيلا ، وتُهَدِّد ليل نهار بتدمير لبنان مرّةً ثانية وثالثة ، وارتكبت العديد من عمليّات الاغتِيال لقادة المُقاومة اللبنانيّة والفِلسطينيّة ، فلماذا لا تكون هذه الدّولة المارقة ، وأجهزتها الأمنيّة هي من نفّذ عمليّة الاغتيال هذه لخلط الأوراق ، وإحياء الفتنة في البِلاد ، وربّما يقود ذلك إلى إشعال فتيل الحرب الأهليّة اللبنانيّة مُجَدَّدًا؟

وختمت الصحيفة : علينا أن نعود إلى الوراء قليلًا ، ونَسْتذكِر الاتّهامات التي صدرت بعد اغتيال الشّهيد الرئيس رفيق الحريري مُباشرةً، ونُقارنها بالأحكام التي صدرت عن المحكمة الدوليّة وفرق التّحقيق الأكثر خبرةً في العالم في هذا الإطار ، ففي هذه الأحكام الكثير من الدّروس والعِبَر ، وبِما يُحَتِّم التريّث، والتّحلّي بالحكمة، قبل اتّهام هذه الجهة أو تلك ، لأهدافٍ سياسيّةٍ محضة تَصُب في نِهاية المطاف في توتير الوضع في لبنان ، وخِدمَةً لمصلحة الأطراف التي تُريد زعزعة أمنه واستِقراره ، وبِما يُسَرِّع بانهِياره كُلِّيًّا.. واللُه أعلم.