يقول الكاتب سيفر بلوتسكر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إن انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، حتى لو كان مبرراً أيديولوجياً، لم يحقق أهدافه العملية، رغم عقوبات جديدة قاسية، ورغم جائحة كورونا وتداعياتها، فالنظام الإسلامي الإيراني لم ينكسر ولم يستجب لمطالب الرئيس ترامب. وفيما يلي نص المقال المترجم:
مواقف طهران الرسمية تحديداً تصلّبت، إنها تنتج الآن أكثر بكثير يورانيوم مخصباً، بنوعية قريبة من العسكرية، وتتقدم في تحسين دقة تشكيلتها الصاروخية، وتحاول دون كلل إقامة قواعد ورؤوس جسور على الأراضي السورية، وتسليح حزب الله في لبنان. كما لم تنجح إدارة ترامب في كبح الطموحات الإمبريالية لحرس الثورة.
من جهة أخرى، لولا الانسحاب لما نشأت فرصة لتصحيح عيوب اتفاق 2015 الكثيرة.
قبل دخوله إلى البيت الأبيض، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن الحاجة إلى التوصل إلى اتفاقٍ نووي منقّح مع إيران، وتعهد بمنعها مرة واحدة وإلى الأبد من حيازة قدرات نووية عسكرية، ووقف سباق التسلح الصاروخي وإحباط نواياها للتمركز على الأراضي السورية. ردود فعل إيران كانت استفزازية وتضمنت وضع شروط لاستئناف الاتصالات، رفع كل العقوبات الجديدة.
بايدن بدأ بجهدٍ دبلوماسي مهم لجلب الإيرانيين إلى طاولة المباحثات من دون الاستجابة لشروطهم المسبقة. حصل على دعم سياسيين أوروبيين ودعم صامت من روسيا، بل وقام بلفتة دبلوماسية صغيرة لمسؤولي النظام الإيراني، المفترض أن تسهّل عليهم اتخاذ قرار العودة إلى مفاوضات. الصحيح لغاية كتابة هذه السطور، المبادرة اصطدمت بجدار صمت.
جسّ النبض من الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكن لم يُلحق لغاية الآن ضرراً بالمصالح الاستراتيجية الحقيقة لـ"إسرائيل" – ولأن المفاوضات المستقبلية مع إيران، عندما تبدأ، تتصل بنفس وجودنا، يجب على "إسرائيل" أن تكون حاضرة بطريقةٍ ما إلى جانب طاولة المباحثات.
هذا ممكن إذا أحسنت الحكومة التحدث ومواءمة التوقعات مع إدارة بايدن، والتوصل معها إلى مخطط جديد متفق عليه، رغم دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفضائحي للحزب الجمهوري ومرشّحه دونالد ترامب. ورغم أنه استغرق وقته في الاتصال بنتنياهو، بايدن سبق وأثبت أن ليس لديه حقداً سياسياً، إنه صديق حقيقي لـ"إسرائيل" ومدرك لحاجاتها ومخاوفها، وليس بحاجة لصرخات واغوثاه من القدس. هو وإدارته بحاجة لمبررات قائمة على حقائق ومعلومات، وأوراق موقف مفصّلة وحلول عملية يمكن أن يأتي بها خبراء من "إسرائيل".
اتفاق ضد – نووي ودولي جديد مع قيادة إيران، اتفاق طويل الأمد، شامل، يسمح بإنفاذٍ دولي شفاف، ويستند إلى مبادئ حملة وخطابات بايدن، هو مهم ومحبّذ بالنسبة لـ"إسرائيل".