• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"فورين أفيرز": الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب أكثر من اتفاق مع إيران


كتبت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس" أن الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب أكثر من اتفاق مع إيران.

وذكرت سانام فاكيل في مقالها بمجلة "فورين أفيرز" الاميركية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترث مجموعة من القضايا المتعلقة بإيران، على رأسها برنامجها النووي الذي يشكل أول هذه المخاوف والأكثر إلحاحا على الإدارة الجديدة لمعالجته.

وأشارت إلى ما أوضحه بايدن عن إمكانية عودة بلاده إلى الاتفاق النووي والامتثال لشروطه، طالما أن إيران تفعل الشيء نفسه، وأعلنت طهران أنها مستعدة للعودة إلى التزاماتها وفق البرنامج في حال رفعت الولايات المتحدة العقوبات.

وترى فاكيل أن الأمر لن يكون بهذه البساطة، وأنه لكي يكون الاتفاق النووي مستداما يجب أن يكون معزولا عن الانتكاسات السياسية المستقبلية، ويتطلب ضمان هذه الاستمرارية من الموقعين معالجة نقاط الضعف في الاتفاق التي تشمل طول الجداول الزمنية وشروط عودة العقوبات، وكذلك المشاكل الخارجة عن النطاق الحالي للاتفاقية، مثل برنامج الصواريخ الإيراني والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار.

مسارات متوازية

وأضافت الكاتبة أنه من دون خطة إقليمية ستظل أجندة بايدن المتعلقة بإيران والشرق الأوسط عرضة لمعارضة الخصوم الحزبيين في واشنطن وشركاء الولايات المتحدة في الشرق المنطقة.

وتساءلت كيف يمكن للولايات المتحدة معالجة التوترات الإقليمية المتعلقة بإيران على أفضل وجه؟

وذكرت أن الإجابة على هذا السؤال تطلبت قيام فريق معهد "تشاتام هاوس" بإجراء مقابلات مع 210 من صناع القرار والخبراء السابقين والحاليين في 15 دولة، منها الدول الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني، فضلا عن دول متورطة في أزمات نشطة في الشرق الأوسط.

وخلص المعهد إلى أن المذكورين لم يتوصلوا لكيفية معالجة القضايا الإقليمية بشكل شامل في حوار مباشر واحد مع إيران، ولم يتوقع غالبيتهم أن تتنازل طهران عن دعمها لوكلائها الإقليميين أو تحد من برنامج الصواريخ البالستية.

ورأى معظمهم أن عزل إيران يأتي بنتائج عكسية، مقارنة بإضفاء الطابع الإقليمي على حلول المشاكل المشتركة. ولمعالجة السلوك الإقليمي لطهران أوصوا بمعالجة كل صراع إقليمي على حدة، ومن خلال مناقشات متعددة الأطراف بين الجهات الفاعلة ذات الصلة.

وبسؤالهم عن أول خطوة يمكن أن تساعد في استقرار المنطقة فضل 46% من الخبراء عودة واشنطن إلى اتفاق النووي المبرم في 2015، وجادلوا بأن العودة إليه ستساعد في استعادة أسس التعاون ووقف برنامج إيران النووي وبناء الثقة بين طهران وواشنطن. كما أن إحياء الاتفاق من شأنه أن يقلل التوترات في دول مثل العراق التي وقعت بين أقصى ضغط من واشنطن ومقاومة طهران القصوى.

خطة عمل

ومع ذلك، كما تقول الكاتبة، شدد معظم الخبراء على أن الولايات المتحدة يجب أن تدخل الاتفاق مرة أخرى مسلحة بخطة عمل واضحة لمعالجة أوجه القصور فيه. وشددوا على الحاجة إلى مخطط لحل النزاعات الإقليمية بعد ذلك.

ومع إبقاء هذه العملية مستمرة قدر الإمكان يمكن للإدارة الأميركية تهدئة مخاوف المعارضين في الكونغرس وكذلك المعارضين الإقليميين، طالما أن إدارة بايدن تتشاور وتنسق مع الشركاء الإقليميين بشأن خططها.

وأوصى أكثر من 50% من الخبراء بأن يكون المسار الموازي هو المسار الذي يجمع كل الأطراف المشاركة في الحرب في اليمن، بما في ذلك إيران. ومسار آخر يجب أن يدعم حوارا بين دول الخليج لتعزيز الثقة والتعاون وتثبيت آليات حل النزاعات.

ومن المهم بشكل خاص للحد من النفوذ الإيراني أن يكون هناك مسار لإحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ومسار يعالج الصراع في سوريا.

واختتمت الكاتبة مقالها بأن النتائج التي توصل إليها "تشاتام هاوس" تشير إلى أن إدارة بايدن لديها فرصة لقلب الصفحة الخاصة بسنوات الرئيس السابق دونالد ترامب الأربع فيما يخص قضايا الشرق الأوسط، مضيفة أن عصر بايدن يمكن أن يمثل حقبة لمشاركة متعددة الأطراف، ويمكن لمثل هذه العملية أن ترسي في نهاية المطاف الأساس للانفراج والحوار الإقليمي الأوسع.