نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية مقالاً يتحدث عن الوعود التي أطلقها الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن تجاه علاقته مع السعودية عندما كان مرشحاً، وتساءلت عن طبيعة العلاقة التي ستجمع السعودية والولايات المتحدة الأميركية في ظل عهد بايدن الذي سبق أن وصفها في إحدى خطاباته الانتخابية بـ"المنبوذة".
الصحيفة قالت إن بايدن كمرشح لم يدع مجالاً للشك في رأيه حول كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع السعودية. وقال إن خطته هي بجعل السعوديين "يدفعون الثمن وجعلهم في الواقع منبوذين كما هم". كان بايدن صريحاً بالقدر نفسه بشأن العائلة المالكة السعودية. وقال إن "الإصلاحات الاجتماعية قليلة للغاية في الحكومة السعودية الحالية".
وأضافت أنه "الآن كرئيس يجب على بايدن التعامل مع تلك الحكومة سواء كانت إصلاحية أم لا. ويجب عليه الإبحار في سلسلة من الوعود الانتخابية بقطع شحنات الأسلحة، وإعلان تقرير الاستخبارات حول دور محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والقائد الفعلي للبلاد في مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي".
وأكدت "نيويورك تايمز" أنه من المرجح أن تبدأ هذه العملية هذا الأسبوع من خلال محادثة بايدن الأولى مع الملك سلمان. وبينما ستكون المكالمة مليئة بالمجاملات الدبلوماسية، يقول المسؤولون إن الهدف الحقيقي هو تحذيره من أن تقرير الاستخبارات سيتم نشره.
الصحيفة تابعت قولها إنه قبل ثلاثة أسابيع، طلب بايدن وقف مبيعات الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للسعوديين في حرب اليمن التي وصفها بأنها "كارثة إنسانية واستراتيجية"، ولفتت إلى أنه "ستستمر الأسلحة الدفاعية الأميركية في التدفق إلى حد كبير للحماية من الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية، لكن بايدن كان يفي بوعد حملته بإنهاء ممارسة حقبة ترامب المتمثلة في التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان السعودية من أجل الحفاظ على الوظائف في الأسلحة الأميركية".
وأضافت أنه بالنسبة للإدارة الأميركية التي تلاحق ابن سلمان مباشرة، فإن ابن الملك المدمن على العمل الذي لا يرحم، يمثل مشكلة من نوع مختلف تماماً. محتوى التقييم، الذي كتبته بشكل رئيسي وكالة المخابرات المركزية ليس لغزاً، في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "مسؤولي الاستخبارات توصلوا إلى أن ولي العهد أمر بقتل السيد خاشقجي، الذي تم تخديره وتقطيع أوصاله في السعودية. في القنصلية باسطنبول".
كما أشارت الصحيفة إلى أن الوكالة دعمت النتيجة بمجموعتين من الاتصالات: اعتراض مكالمات ولي العهد في الأيام التي سبقت القتل، ومكالمات من فريق القتل إلى أحد كبار مساعدي ولي العهد.
وذكرت أن إدارة ترامب أصدرت يومذاك عقوبات ضد 17 سعودياً متورطين في قتل خاشقجي، لكن الإدارة لم ترفع السرية عن النتائج مطلقاً وتجنبت طرح الأسئلة حول ابن سلمان. وأكدت أن كبار مسؤولي ترامب كانوا يغضبون عندما يُسألون عن التزامهم باتباع الأدلة. وفي أغلب الأحيان كان ردهم في المقابل ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تتخلى عن تحالف كبير بسبب وفاة منشق وصحفي واحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن وجهة نظر بايدن كانت عكس ذلك، وأضافت أن المسؤولين السعوديين يحاولون الآن معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد يسعى إلى عزل الحاكم السعودي المستقبلي، وسيحاول منعه من أن يصبح ملك السعودية من خلال فرض عقوبات عليه وتركه عرضة للملاحقة الجنائية.
"نيويورك تايمز" قالت إنه بعد الضغط على المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بشأن توصيف بايدن للسعودية على أنها دولة "منبوذة" أجابت: "لن أقول بالتأكيد مخاوفه أو آرائه قد تغيرت". ومع ذلك، يبدو من غير المحتمل استخدام هذا المصطلح في البيان الدبلوماسي الذي ستقدمه الإدارة بعد المكالمة.
السؤال الأهم بالنسبة لصحيفة "نيويورك تايمز"، "ما هو الإجراء الذي سيتخذه بايدن ضد ولي العهد؟".
سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لمنظمة "الديمقراطية في العالم العربي الآن" التي أسسها خاشقجي قالت: "آمل أن تكون رسالة بايدن هي أنه يتعين علينا معاقبة محمد بن سلمان" مضيفة "أي شيء أقل من حظر السفر وتجميد الأصول سيجعلنا نبدو وكأننا نمنحه معاملة خاصة ونقوض العقوبات التي فرضناها".
وأضافت: "حتى إدارة ترامب وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ إجراء" ضد الـ17 الآخرين. ويجب أن تكون الرسالة للسعوديين هي التخلص من هذا الرجل".