نشر نادي "الصحفیین الشباب" مقالاً، يتحدث عن استعادة نهوض تنظیم داعش الإرهابي، في العراق في ظل تصريحات الرئیس الأمریكي جو بایدن بخصوص سیاساته الخارجیة باستعادة مکانة أمیرکا في العالم وإنهاء الخلافات والحروب والعیش بالسلام. وقد ذكر المقال العناصر الثلاثة الرئيسية لسياسة بايدن المتمثلة بالديمقراطية والدبلوماسية والتعددية. ویحاول بایدن على عكس ترامب، التراجع عن الهيمنة والاستبداد الصارخ في السنوات الأربع الماضية واستعادة الأعراف الديمقراطية. لكنه في الحقيقة يسعى هو للهيمنة وتعزیز مكانة أمريكا في العالم من خلال القوة الناعمة.
تكشف التفجيرات الأخيرة في العراق والتحركات الإرهابية الأخيرة في العراق، إلى جانب وصول بايدن إلى البيت الأبيض، تكهنات حول جولة جديدة من الدعم المغلق والمستور الامریكي لداعش.
يتفق رؤساء الولايات المتحدة، ديمقراطيون وجمهوريون، علی حد سواء، على القضايا المهمة لسياستهم الخارجية المعلنة. إذا نظرنا إلى سياسات بايدن في الشرق الأوسط، نرى أن أولوياته کالتالي: برنامج إيران النووي والأمن الصهيوني وتقديم عملیات السلام العربي الصهيوني، بالإضافة إلى ما يدعيه الرئيس الأمريكي الجديد بخصوص محاولته إنهاء الحرب في ليبيا واليمن، وأنه منشغل جداً بقضايا حقوق الإنسان!
مع تحول حکومة الدیمقراطیین إلی الجمهوریین عام 2016، تغیرت وتناقضت بشكل لافت نوع تحرکات داعش في العراق بسبب استراتيجية الجمهوريين، لاسيما في العراق ووضع انتشار القوات الأمريكية في العراق بذريعة الحرب ضد الإرهاب ما جعل إدارة ترامب تقدم نفسها کضامنةٍ لأمن لهذا البلد.
كانت التفجيرات الأخيرة في بغداد أيضًا فرصة جيدة لبايدن لإظهار دعمه للعراق. يعتقد بعض خبراء منطقة غرب آسيا، أن الوضع الحالي في العراق، خاصة بعد عودة ظهور داعش، قد أعطى الولايات المتحدة فرصة جيدة لتقديم دورها كقائدة ومنقذة عالمية. بالطبع، لا ينبغي أن ننسى أن بايدن نفسه، بصفته رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي، عام 2002، صوت على قرار الغزو الأمريكي للعراق بعد عام. كما شغل منصب نائب الرئيس في عهد أوباما ولعب دورًا رئيسيًا في سحب 150 ألف جندي أمريكي من العراق في عام 2011.
وعلى الرغم من أن الكثيرين أيدوا هذه المبادرة، إلا أنها خلقت فراغًا أمنيًا وسط فتنة داخلية في العراق، الأمر الذي مهد الطريق لنهوض داعش.
بحلول عام 2014، احتل تنظیم داعش الإرهابي مساحات شاسعة من الأراضي العراقية، مما دفع القوات الأمريكية إلى العودة إلى العراق كجزءٍ من تحالف دولي لمحاربة هذا التنظیم. أظهر تنظيم داعش الإرهابي اهتمامًا غير عادي ومثير للقلق بالانتخابات الأمريكية لعام 2020 ويبدو أنه يستعد لهجمات جديدة مع تولي الحكومة الجديدة السلطة. يشير وقوع التفجير الانتحاري في بغداد، بالتحديد قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي، إلى عودة التطرف والعنف في العراق مع وصول بايدن إلى السلطة.
صرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أن تهديدات داعش تستعيد قوتها مرة أخرى؛ وأن هناك عدو مشترك لداعش وبايدن في سوريا، والليبراليون الجدد في واشنطن مصممون على الإطاحة بنظام الأسد. لهذا السبب، یمکن أن تظهر داعش بقوة مرة أخرى في فترة حكومة بايدن، كما تشكلت في عهد أوباما.
من جانب آخر تحاول الحكومة السورية إقناع بايدن بالتوقف عن دعم قوات داعش، لكن يبدو أن بايدن ينوي مواصلة القتال حتى الإطاحة بالأسد.
بالنظر إلى السياسات الأمريكية لخفض عدد القوات في منطقة غرب آسيا، یعتقد المحللون السیاسیون أن هذه المبادرة قد تلحق الضرر بالعراق. فمع تقليص القوات الأمريكية في العراق، سيزداد انعدام الأمن والتحركات الإرهابية، مما سيدفع القوات الأمريكية إلى العودة إلى العراق بحجة محاربة داعش.
قال هشام الهاشمي، عضو مركز السياسة العالمية، إن داعش تمكنت من استغلال التطورات الأخيرة في العراق، مثل الاحتجاجات الشعبية وتغيير الحكومة الأمريكية وانسحاب القوات الأمريكية من العراق، كفرص عملياتية والعودة إلى الأساليب العنيفة.
وقال بايدن في مقابلة مؤخرا: "أمريكا عادت". ونحن لن نعود إلى الوراء، ويتسنی للعالم أن يتوقع من الولايات المتحدة أن تعاود الانخراط في السياسة الخارجية وأن تعمل لحل المشاكل المتعددة الأطراف.
إن تحقق الديمقراطية لا يكون بالصدفة وعلينا أن نناضل من أجلها" قالت رشا العقدي، المحللة البارزة في Newlines مضيفةً "خلال إدارة ترامب، كان العراق مجرد جبهة ضد إيران ويبدو أن إدارة بایدن في صدد تفعيل سياسات أوباما".
لقد تضاءل نهج واشنطن تجاه العراق تدريجياً في عهد أوباما كما اتجه نحو سياسات إيران أكثر في السنوات الأخيرة. في الواقع، العناصر الثلاثة الرئيسية لسياسة بايدن هي الديمقراطية والدبلوماسية والتعددية. ویحاول بایدن على عكس ترامب، التراجع عن الهيمنة والاستبداد الصارخ في السنوات الأربع الماضية واستعادة الأعراف الديمقراطية. لكنه في الحقيقة يسعى هو للهيمنة وتعزیز مكانة أمريكا في العالم من خلال القوة الناعمة.
قال وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو، إن "بايدن يستطيع، من خلال سياسته الخارجية، إعادة داعش مع الوقت الذي وسع فيه عملياته إلى مستوى بريطانيا".
في عهد ترامب، تمكن الکیان الصهيوني من تحقيق إنجازات استراتيجية مثل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الکیان الصهیوني على مرتفعات الجولان ونقل سفارتها المثير للجدل إلى القدس المحتلة.
يبدو أن التعاون سيستمر بين الولايات المتحدة والاحتلال الصهیوني مع بعض المفارقات خلال عهد بايدن. أي أن الولايات المتحدة ستستمر في إرسال المساعدة للكيان الصهيوني والسعي لتحسين العلاقات مع فلسطينیین. بالطبع، الفلسطينيون يشككون في هذا الأمر، لكنهم سيرحبون أيضًا بالتغيير فیما یخص بسياسات ترامب العدوانية. بعد مضي أسابيع، من مراسم تكليف الرئيس الأمريكي، من المتوقع أن يستمر تأثير سياسات ترامب في غرب آسيا لفترة طويلة.