صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية تجري مقابلة مع نائب رئيس الموساد السابق (أ) بعيد تقاعده. وفيما يلي نص المقابلة المترجم:
بعد 34 عاماً في المناصب الأرفع مستوى في الموساد، وبعد أن قاد شعبة المقاتلين "قيساريا" وعمل رئيساً لمديرية العمليات خلال سرقة الأرشيف النووي من قلب طهران، (أ) تكلم، في مقابلة حصرية مع "يديعوت أحرونوت". نائب رئيس الموساد السابق، الذي تقاعد من المنظمة الشهر الماضي، إذ وجّه انتقادات لاذعة لسياسة "إسرائيل" فيما خص النووي الإيراني، وعلى وجه الخصوص قرار بنيامين نتنياهو العمل على تقويض الاتفاق النووي.
)أ) يتحدث عن عملية سرقة الأرشيف النووي، والتي يصفها بـ"عملية القرن" للمنظمة. ويقول إن على "إسرائيل" تغيير مقاربتها للتصدّي لإيران، ونقل "حرب الاستنزاف هذه إلى طهران"، واستخدام الحرب بواسطة وكيل ضد الإيرانيين.
كان (أ) أيضاً الشخص الذي ألقى رئيس الموساد يوسي كوهِن على عاتقه، تطوير خطة الموساد للتعامل مع كورونا، وهي خطة قدّمها كوهِن في نيسان/أبريل من العام الماضي لنتنياهو الذي وضعها في الدرج، ولا أحد يعلم لماذا. (أ) يرى وجود علاقة قوية بين مسلكية نتنياهو مع إيران وبين تعامله مع كورونا، فـ"الخلاصة كانت إدارة غير جيدة. لقد رأيتُ إدارة غير جيدة. قارن بين كورونا ومعالجة النووي الإيراني. عندما تنظر إلى ما جرى حينها، فقد دفعت "إسرائيل" إلى إلغاء الاتفاق النووي، وإلى كميات اليورانيوم التي راكمتها إيران منذ ذلك الوقت، وكذلك تمددها الإقليمي، هذا سيء. لكن كيف كانت العمليات التي نفّذناها في الطريق؟ كانت مدهشة. الأمر نفسه مع كورونا. عمّا قليل 6000 ضحية، لكن كيف كانت عملية التطعيم. كبيرة، أليس كذلك؟ هذا ليس نجاحاً".
(أ) يحذّر من أن استقلالية الموساد في خطر، أو على حد تعبيره: "لدي انتقاد بأن المؤسسة لا تحافظ بما يكفي في السنوات الأخيرة على رأيها المستقل"، وينبري بشدة ضد منحى نشر عمليات سرية. ويكشف أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، كان هدف عملية إسرائيلية علنية وسرية "نفّذ فيها الموساد تعليمات المستوى السياسي" واتخذ سلسلة من الإجراءات المختلفة من أجل تحقيقها.
"كيف نفككه؟" (الاتفاق النووي)، يسأل (أ) ويجيب: "من الواضح انه إذا نجحنا في إخراج الأميركيين من الاتفاق، سيسقط إلى أن ينتهي كلياً. استعددنا بما يتناسب، كنا بدأنا بخطوات، والأرشيف (النووي) كان أحدها". يتابع (أ) منقداً النتيجة بشدة، ويقول "إذا نظرتُ اليوم، ونحن في آذار/مارس 2021، نرى أنه لدينا تخصيب يورانيوم في فوردو، هناك عمل في كاشان، هناك عمل في نطنز، راكموا طنين ونصف من اليورانيوم المخصّب، والآن أجهزة الطرد المركزي المتقدّمة أيضاً. نحن مع إدارة ديمقراطية.. وضعنا اليوم أسوأ قياس لفترة الاتفاق النووي. لم يوقفوا للحظة تمددهم الإقليمي، إنهم يصنعون صواريخ.. الصفقة التي قمنا بها غير جيدة. عدنا إلى نفس المكان".
ويروي (أ) كيف وضع نتنياهو نفسه في صورة "صِدامي بالكامل" أمام إدارة أوباما، ما أضرّ بقدرة "إسرائيل" على تقليص ضرر الاتفاق النووي. ويرى أن المشكلة المركزية، هي أنه في حين أن التهديد النووي الإيراني هو تهديد وجودي، لا تتعامل الحكومة معه على أنه كذلك، بل تطلب إضافة موضوع صواريخ الأرض – أرض والتمدد الإقليمي والإرهاب، إلى أي مفاوضات مع إيران، ما يدفع الموضوع النووي إلى أسفل. ويقول "برأيي، فإن "إسرائيل" تساوم في السنتين الأخيرتين على النووي لأنك تريد تحقيق كل شيء، وفي هذه الغضون هم يجمعون مادة انشطارية".
(أ) تقاعد الشهر الماضي بعد اختيار (د) الرئيس المقبل للموساد، وهو قرار فاجأ جداً مسؤولي المنظمة على ضوء خبرة (أ) الكبيرة.