• اخر تحديث : 2024-07-04 10:16
news-details
مقالات مترجمة

"جيروزاليم بوست": تحقيق المحكمة الجنائية الدولية هو جرس إنذار لـ"إسرائيل"


نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية مقابلة مع نداف تامير المدير التنفيذي لـ"J Street Israel"، وعضو مجلس إدارة المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية، "Mitvim"، وعمل مستشاراً دبلوماسياً للرئيس بيريز، ودبلوماسياً في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وتولّى منصب القنصل العام في نيو إنغلاند في بوسطن. وهو أيضاً عضو في اللجنة التوجيهية "لمبادرة جنيف". في ما يلي المقابلة المنقولة إلى العربية:

نداف تامير قال إنه "لقد صُدمت مراراً وتكراراً من لامبالاة الجمهور الإسرائيلي بواقع الاحتلال، أخلاقياً ومن حيث تداعياته الاستراتيجية على مستقبل الصهيونية".

وذكرت الصحيفة أن قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يثير بأن لها ولاية قضائية على السياق الإسرائيلي - الفلسطيني مجموعة متنوعة من الأفكار والمشاعر المؤلمة، ولكن المتضاربة.

من ناحية ثانية، أضاف تامير أن "التفكير في أن ضباطاً إسرائيليين سيُمنعون من مغادرة حدود الدولة، أو لا سمح الله، سجنهم وحبسهم، يجعلني أشعر بالضيق. على الرغم من أنني ناشط سلام، إلا أنني لست من دعاة السلام. لدي تقدير كبير لدور الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن "إسرائيل"، وفي تعزيز قدرة "إسرائيل" على تعزيز السلام. لقد خدمت في منصب مهم في الجيش وأولادي خدموا ويخدمون أيضاً، مثلما تربّوا للقيام بذلك".

وتابع: "أخشى أن يدفع العسكريون في الماضي والحاضر ثمن الغطرسة والقيم المشوهة وغباء المستوى السياسي. بصفتي متخرجاً من حرب لبنان الأولى، شاهدت بنفسي الحماقة المأساوية للدخول إلى لبنان، والإقامة الطويلة وغير الضرورية في جنوب لبنان".

وأردف مستشار بيريز السابق "كنت أصغر من ذلك بكثير، لكنني ما زلت أتذكر حرب يوم الغفران المأساوية وغير الضرورية. لو لاقى قادتنا اليد الممدودة من الرئيس المصري قبل، بدلاً من بعد، الحرب الدموية لكنا تجنّبنا الكثير من المعاناة".

ولفت قائلاً إلى أن "بلدنا مليء بالقبور غير الضرورية وندوب أرواح وأجساد الإسرائيليين الذين اعتقدوا بإخلاص أنهم كانوا يحمون البلد. ومع ذلك، فقد تم إرسالهم في مهام لم تساهم في حمايتنا، وفي كثير من الحالات، في الواقع، أضرّوا بأمننا"، مشيراً إلى أنه "ليس من المستغرب أن يصبح معظم كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي وأعضاء الموساد والشاباك مؤيدين للسلام واستخدام الأدوات الدبلوماسية بعد تقاعدهم - فهم يفهمون الضرر الذي تسببه السياسات الحالية لكل من الحماية المادية للدولة ولقيمنا الأخلاقية".

لهذا السبب، من ناحية أخرى، تابع تامير "أنظر قُدُماً إلى تطورات ستشكل صرخة تنبيه لنا لإنهاء المأزق الذي نجد أنفسنا فيه. لقد صُدمت مراراً وتكراراً من لامبالاة الجمهور الإسرائيلي بواقع الاحتلال، أخلاقياً ومن حيث تداعياته الاستراتيجية على مستقبل الصهيونية".

وأكد القنصل السابق، ترحيب "بأي اعتراف دولي بالسيادة الفلسطينية وأي وصول فلسطيني إلى المنظمات الدولية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إقامة دولة فلسطينية فعلية إلى جانب "إسرائيل" ومنع الكارثة الثنائية القومية، التي يشير إليها الوضع الراهن السام".

وأضاف "في الآونة الأخيرة، ساء الوضع على الأرض، جزئياً بسبب دعم إدارة ترامب للسياسات الكارثية لحكومة نتنياهو. ويرجع ذلك أيضاً إلى محاولة حكومة نتنياهو تثبيت حقائق على الأرض قبل أن تنتهي إدارة بايدن من تعييناتها وتبدأ العمل بدوام كامل. كان هناك ارتفاع مقلق في الإجراءات المصممة لمنع إمكانية حل الدولتين للنزاع من خلال السماح بمستوطنات جديدة، فضلاً عن زيادة عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين تحت رعاية حماية المستوطنين وأرضهم بدلاً من محاربة الظلم الذي يرتكبونه. نادراً ما يتم نقل هذه الأحداث في وسائل الإعلام الإسرائيلية ولا تهم غالبية الجمهور".

نداف تامير تساءل "كيف يمكن للمرء أن يوفّق بين رعب فكرة اعتقال ضباط الجيش الإسرائيلي في الخارج، وبين الأمل بأن يتذكر الجمهور الإسرائيلي أننا ما زلنا نحتل شعباً آخر وأننا سندفع ثمنه في النهاية؟".

وأشار تامير إلى أنه "كنت أفضل بالتأكيد أن يأتي التذكير بالطبيعة الأخلاقية والاستراتيجية الإشكالية للاحتلال من مؤسسة أقل إشكالية، ولكن نظراً لأن هذا هو الوضع، فمن المهم المبادرة إلى النظر الجاد في قرار المحكمة الجنائية الدولية. لكن لا ينبغي أن نتفق مع الاتهامات الهستيرية لما يُسمى الدافع اللا-سامي للمحكمة الجنائية الدولية التي سمعناها في "ردة فعل بافلوفية"، ولا الدعوات لمقاطعة المحكمة الجنائية الدولية، التي تأسست كعبرة من مأساة الشعب اليهودي".

وتابع "يجب أن ندعو الجيش الإسرائيلي إلى التحقيق في أي مخالفات بطريقة كاملة وشفافة وضمان عدم تنفيذ أي أعمال مروعة تحت رعايته على الأرض، كما يحدث مؤخراً. ويجب أن نعمل بجد لإنهاء الاحتلال الذي يُفسد في النهاية حتى الأفراد الأخلاقيين. علينا أن نمنع قادتنا من الاستمرار في قيادتنا في الاتجاه الحالي، وهو طريق مسدود لمستقبلنا. وأتمنى ألا نحتاج إلى مثل هذه التذكيرات الإشكالية لحل مشاكلنا على الأرض".