تحدث کورش أحمدي، الخبیر في الشؤون الدولیة، في مقابلة مع موقع "المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية "عن استراتيجية الولايات المتحدة إزاء الاتفاق النووي وقدم شرحاً مفصلاً عن البیان المشترك للدول الأربع، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بشأن إیران واعتبر أن الهدف هو من هذا البیان كما يبدو أن تكون إيران مستعدة للتفاوض بشأن قضايا مثل تمديد موعدٍ للقيود في الاتفاق النووي، وقبول التغييرات فيه، وكذلك بدء المفاوضات بشأن القضايا الإقليمية والصاروخية، الأمر الذي ترفصه إيران كاملًا.
ترجمة المقابلة
إنّ الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران يمكن وصفها بالثانوية والجزئية للغاية، فعلى الرغم من المزاعم الأولية، تميل إدارة بايدن إلى استخدام العقوبات التي فرضها ترامب على إيران كوسيلة ضغط.
يبدو أن الهدف هو أن تكون إيران مستعدة للتفاوض بشأن قضايا مثل تمديد موعد قيود في الاتفاق النووي، وقبول التغييرات في الاتفاق النووي، وكذلك بدء المفاوضات بشأن القضايا الإقليمية والصاروخية، الأمر الذي ترفصه إيران كاملة.
من جهة أخری، فإن البیان المشترك للدول الأربع، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، ليس سوى "خطة أمريكية" للعودة إلى الاتفاق النووي أو إحياءً له؛ حيث طالبت هذه الدول إيران العودة أولاً إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وفي هذه الحالة ستفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه.
بحسب البيان، ينبغي لإيران أن تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها لإبعاد نفسها عن تنفيذ الاتفاق النووي ومن ثم على الولايات المتحدة أن تعود إلى التزاماتها بموجب الاتفاق، وفي هذا السياق هناك نقاش حول من الذي سيتخذ الخطوة الأولى وبحسب البيان على إيران أن تتخذ الخطوة الأولى في هذا الشأن.
كما یشیر البیان إلی تعزيز الاتفاق وتوسيعه، الأمر الذي من المحتمل، في ضوء المناقشات غير الرسمية، أن يعمل على تغيير البنود الختامية للتوافق، أي إنهاء العقوبات ضد إيران علی صعید الصواريخ والقضایا النووية ومستوى التخصيب وما شابه ويضاف إلى برنامج إيران الصاروخي الأنشطة الإقليمية لإيران.
بالطبع ربما كانت هناك نقطة ضعف في بيان الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، وهي أن الولايات المتحدة وإيران سوف تعودان إلى الاتفاق، ومن ثم يعملان على أمر تطوير وتعزيز الاتفاق والتفاوض بشأن برنامج الصواريخ والأنشطة الإقليمية لإیران. في الواقع، إن النقطة الدقيقة في هذا البیان أنها فصلت بين الموضوعين. هذا يعني أنه بإمكاننا العودة إلى الإتفاق النووي أولاً، ثم التفاوض لتقويتها وزیادة مدتها، ومناقشة القضايا الإقليمية والصاروخية. إن الجزء التنفيذي والعملي من البيان كان الإعلان عن خطة، لإجراء محادثات غير رسمية.
فور صدور البيان، غرد "إنريكي مورا،" نائب جوزيف بوريل، على تويتر أنه ينوي دعوة جميع الأطراف في الاتفاق النووي لحضور اجتماع غير رسمي لمجموعة 4 + 1 إضافة إلی إيران والولايات المتحدة كضيوف او مراقبين، وذلك لمناقشة الخطوات الواجبة اتخاذها وتنسيق بعض الأمور. وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مباشرة بعد تصريحات المسؤول الأوروبي، أنه سيقبل عرض الاتحاد الأوروبي للتفاوض.
مشاركة إيران في الاجتماع التشاوري تعني قبول التفاوض
فیما وافقت إيران على المشاركة في الاجتماع الأوروبي المقترح، فإن ذلك سيعني قبول المفاوضات، وإن الصيغة التي اتخذت بعين الاعتبار لهذا الاجتماع، قد تم فیها ملاحظة اعتبارات ایران ووضعها بطریقة بحيث لا ترفضها الحكومة الإيرانية. هذا یعني ان شکل الصیغة هي متعددة الأطراف ولا توجد مفاوضات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة. بالطبع المشاركة الأمريكية في هذا الاجتماع لم تعنِ عودة أمیرکا إلى الاتفاق النووي، لأن عودتها إلى الاتفاق النووي لم تکن ممكنة إلا بعد رفع العقوبات المفروضة علی ایران أو تعليقها. ونتيجة لذلك، فالولايات المتحدة حاضرة كمراقب وضيف في اجتماع غير رسمي ومتعدد الأطراف.
واستبعد المتحدث باسم الحکومة الإیرانیة إمكانية التفاوض على مضمون الاتفاق النووي. ومع ذلك، فقد سبق للسيد ظريف أن عارض ضمنيًا اقتراح التفاوض في عدد من التغريدات، مشددًا على أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ أولاً خطوات لتكون قادرة على التفاوض.
بغض النظر عما يعتقده بايدن شخصيًا، فإن الموقف الأمريكي معلن في البيان واعتبارات السياسة الداخلية الأمريكية يجب أن تكون فعالة في هذه القضية، وعليه، فإن حكومة بايدن مجبرة علی الأخذ بعين الاعتبار الكونجرس واللوبيات والأطياف المتواجدة في أميركا وکذلك لفت نظر دول المنطقة مثل المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني. لقد قيل سابقاً إنهم يتشاورون مع دول المنطقة ويبدو أن لديهم تأثيرًا أيضًا.
كانت الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران ثانوية وصغيرة للغاية
المواقف الأخيرة للدول الأوروبية بشأن الاتفاق النووي كانت سلبية، وفي الأيام الأخيرة، وضعت الولايات المتحدة إجراءات على جدول أعمالها، بما في ذلك سحب طلب تفعيل آلية الزناد أو رفع القيود بما يخص الممثلية الإيرانية في نيويورك وطبعا هذه قضايا تعتبر ثانوية جدا. "في الواقع، كان التراجع عن" آلية الزناد "مشكلة الولايات المتحدة نفسها التي كان لابد من حلها؛ لأن الرأي الرسمي للحكومة الأمريكية، كان تفعيل آلية الزناد وإعادة قرارات الأمم المتحدة، لكن مجلس الأمن لم يقبل بها.
كان لا بد من توضيح المهمة، وكان أسهل الطرق وأكثرها منطقية بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بمصالحها وأنشطتها في الأمم المتحدة هو سحب الرسائل من الإدارة السابقة، وبالتالي التأكيد بشكل فعال على رفع حظر الأسلحة المفروضة على إیران.
إن قضية رفع القيود عن الدبلوماسيين في الممثلية الإیرانیة هي أيضًا قضية ثانوية ولم تکن امتيازًا، وکانت أهمية فتح الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية أقل بكثير مما كان متوقعًا، كما كتب بايدن في مقال في 13 سبتمبر في "سي ان. ان". أنه سيوفر التسهيلات حتى تتمكن إيران من الوصول إلى مواردها الخاصة لتزويد الناس بالصحة والغذاء للتعامل مع كورونا.
من الممكن أن يُسمح لإيران باستخدام حوالي مليار دولار من مواردها في كوريا الجنوبية، ليتم صبها في صندوق في سويسرا واستخدامها لشراء مواد طبية وغذائية"، وهذا الإجراء کان أقل بکثیر ممن کان متوقعاً.
يسعى بايدن للاستفادة من سیاسة ضغوط ترامب على إيران
یبدو أن الولايات المتحدة تريد استخدام العقوبات التي فرضها ترامب على إيران كوسيلة ضغط" حتی تکون إيران مستعدة للتفاوض حول قضايا مثل ما يسمى بتمديد المواعيد النهائية في الاتفاق النووي، ورسم التعديلات والتغييرات فيه، وكذلك القضايا الإقليمية والصاروخية واتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاق النووي. في الواقع، إنهم يريدون استخدام رافعة الضغوط التی أوجدها ترامب لممارسة الضغط.
وفيما يخص الإطار الزمني، "يبدو أن حكومة بايدن توصلت إلى نتیجة بأنها لا تهتم باقتراب موعد الانتخابات في إيران. على سبيل المثال، قال "روبرت مالي"، المبعوث الأمريكي إلى إيران، الذي كان من المتوقع أن يفعل المزيد ويقال إنه يتمتع بمواقف أكثر منطقية، في مقابلة مع موقع AXIOS إن الرئيس في إیران لم يتخذ القرار النهائي بشأن المحادثات وهذه القرارات تتخذها القیادة.
"بعد هذه التصريحات كرر عدد من المسؤولين الأمريكيين الموقف ذاته، وبشكل عام يبدو أن عامل تاريخ الانتخابات في إيران لا يعتبر عاملاً مهماً في اعتباراتهم".