كتبت صحيفة "إيل موندو" الإسبانية عقب تبرئة الرئيس البرازيلي الأسبق من تهم الفساد: يحاول كل من إيفو موراليس (بوليفيا) ولولا داسيلفا (البرازيل) ورفائيل كورّيا (الإكوادور) إعادة إحياء فكرة أميركا اللاتينية من خلال تعزيز صفوفهم خلال السنة الحالية التي ستشهد مواعيد انتخابية عدة.
"إنها فرحة عظمى للأمة الكبيرة"، هكذا صرخ إيفو موراليس بعد أن علم بخبر تبرئة الرئيس البرازيلي السابق لولا داسيلفا من تهم الفساد من طرف المحكمة العليا البرازيلية، وعودته إلى النزال الانتخابي في البلاد. وقال الرئيس البوليفي السابق:"أخيراً قالت العدالة كلمتها في حق الأخ لولا، الذي كان ضحية مؤامرة حاقدة من طرف اليمين ذات أهداف سياسية. لقد ألغت المحكمة العليا للبرازيل جميع التهم التي نسبت إليه، وبذلك أرجعت إليه حقوقه السياسية".
وقالت الصحيفة إن "الإثنين، موراليس وداسيلفا، تعرضا للمؤامرة في بلادهما، الأول من خلال الفساد الانتخابي الذي أطاح به، والثاني من خلال اتهامه بالفساد الاقتصادي لتجريده من حقوقه السياسية".
وأضافت الجريدة إن "الإثنين معاً، ومعهما الرئيس السابق للإكوادور رفائيل كورّيا، سوف يعملون على إحياء الجبهة القارية لأميركا اللاتينية، الممثلة حالياً في "جماعة الشعب". فالثلاثة، وهم جميعاً شعبويون وثوريون ويساريون، واثقون من أن رفائيل كورّيا سيربح الرهان خلال شهر من الآن في الانتخابات التي ستشهدها البلاد، والتي تقول استطلاعات الرأي إن حليف الرئيس السابق، اليساري أندريس أراوز، هو المؤهل للفوز بها".
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الكوربي ميغيل دياز كانيل قوله:"إننا نحتفل بالبراءة التي جاءت لتفضح ما يحاك صد اليسار في أميركا اللاتينية. وأضافت: لقد برأت "جماعة الشعب" ــ التي يتزعمها الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز ويشغل عضويتها الرئيس الإسباني الأسبق خوصي لويس رودريغيز زباثيرو ــ ذمة داسيلفا من الفساد قبل مدة طويلة، وهو كان دائماً عضواً فاعلاً فيها ومشاركا في ندواتها عبر تقنية الفيديو عن بعد.
وبحسب المحلل السياسي ماريان دي ألبا، في تصريح للصحيفة، فإن "قرار تبرئة لولا داسيلفا من التهم المنسوبة إليه يطلق من الآن بشكل غير رسمي الحملة الانتخابية للانتخابات التي ستجرى عام 2022. فحكومة بولسونارو الحالية تعاني من مشكلات بسبب سوء تدبير جائحة كورونا، ولولا داسيلفا ما يزال يتمتع بشعبية واسعة رغم أنه بلغ 75 عاماً من العمر".
وبحسب ماريا بويرتا، الأكاديمية في جامعة فلوريدا، فإن "قرار القضاء البرازيلي يبين بأن داسيلفا سيكون الرابح في أي انتخابات، إذا حصل وقدم ترشيحه".
وتواصل الصحيفة قائلة: "في كاراكاس تم استقبال خبر تبرئة ساحة داسيلفا بحالة من الابتهاج، ذلك أن داسيلفا حليف ثابت وجار قوي. وفي العام المقبل ستشهد كل من كولومبيا والبرازيل انتخابات رئاسية، وهما معا رهانان أساسيان بالنسبة لنيكولا مادورو الذي يبحث عن حلفاء".