كتبت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقول إن "روسيا تحلم بنظام أمن للشرق الأوسط وفق مبادئ عملية هلسنكي للامن في اوروبا، على أمل أن يكون الحوار في هذه المنطقة بناءً أكثر مما هو عليه في القارة العجوز.
هذا ما صرّح به يوم الأربعاء الماضي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث أمام المشاركين في مؤتمر حول الشرق الاوسط في إطار منتدى فالداي.
لأول مرة منذ فترة طويلة، حاول لافروف علناً، صياغة الاتجاهات الرئيسية لسياسة روسيا في الشرق الأوسط. مشيراً بوضوح إلى أنه يعتبر الأشكال المتعددة الأطراف، هي الطريقة الأكثر فعالية لحل المشاكل الدولية.
وفي نهاية حديثه سُئِلَ لافروف: ما الذي تبحث عنه موسكو في الشرق الأوسط؟ لكن الوزير تهرب من الاجابة بشكلٍ مباشر عن السؤال".
الصحيفة نقلت عن الوزير قوله، إنه "نظراً للأهمية الاستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط والخليج، ليس لدي أي شك في أن اللاعبين الكبار سيظلون مهتمين بهذه المنطقة. لكن، لسوء الحظ، في هذه المرحلة، لا يؤدي هذا الاهتمام دائماً إلى التنافس بواسطة الأساليب الدبلوماسية ".
وفقاً لرئيس الدبلوماسية الروسية، فإن موسكو مستعدة لأن تكون طرفاً يوفق بين مصالح جميع الجهات. مضيفا أن هذه الفكرة هي جزء لا يتجزأ من المفهوم الروسي المحدث للأمن في منطقة الخليج، والذي كشف عنه في صيف العام 2019، ويمكن ان يعمم على نطاق جغرافي أوسع.
تضيف الصحيفة ان موسكو تريد أن ترى "جميع البلدان-الأطراف الفاعلة" في الشرق الأوسط وجميع الأطراف الخارجية المهتمة، جالسة على طاولة واحدة، من أجل البدء بعملية مماثلة لتلك التي بدأت خلال الحرب الباردة في هلسنكي.
يذكر أنه في العام 1975، في العاصمة الفنلندية، وقع 32 بلداً أوروبيا والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وكندا، على الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا. وهي وثيقة واسعة النطاق، تحدد المبادئ الرامية إلى ضمان السلام والأمن في المنطقة.
وكما قال لافروف، تتابع الصحيفة، فانه ينبغي أن "نحاول أن نفعل شيئا مماثلا في الشرق الأوسط، على أمل ان يتحقق شيء بناء أكبر، على عكس عملية هلسنكي الأوروبية".
مشاكل الشرق الاوسط تعود الى الى حد كبير الى انعدام الثقة بين روسيا والغرب
ترى الصحيفة انه تم اختصار الحديث اللاحق للوزير إلى الفكرة التالية: روسيا تؤيد حل جميع مشاكل الشرق الأوسط، استنادا إلى إجماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وكذلك الدول التي انضمت إلى هذا الحشد.
مع ذلك، وكما جاء في نفس الخطاب، قد لا يحل هذا المستقبل المشرق قريباً. وإلى حد كبير ليس بسبب المشاكل بين دول المنطقة، والتي لم يلغها أحد، ولكن بسبب انعدام الثقة التام بين روسيا والغرب.
لذلك، اشتكى الوزير بالفعل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يرفض ممثلوه مناقشة تدابير بناء الثقة العسكرية مع نظرائهم الروس، ما يختصر الحوار بين الطرفين حصرياً، على ملف إوكرانيا.