تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، الانعكاسات السلبية المحتملة لاستهداف السفينة الإيرانية في البحر الأحمر على المفوضات الأميركية الإيرانية في فيينا.
وقالت إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أكد أن السفينة الإيرانية "سافيز" تضررت في البحر الأحمر نتيجة انفجار مفتعل. وأضافت أن هذا الحادث وقع في وقت سيء للغاية بالنسبة لإيران والولايات المتحدة. ففي العاصمة النمساوية فيينا، تجري مفاوضات حول إحياء "الاتفاق النووي" ورفع العقوبات الأميركية عن إيران.
استشهدت "نيزافيسيمايا" بوسائل الإعلام الأميركية، التي أشارت إلى تورط "إسرائيل" في انفجار البحر الأحمر، لأنها غير معنية برفع الضغط الأميركي عن إيران.
لكنها اعتبرت أن الإعلام الأميركي "يختلف في عرضه لملابسات ما حدث للسفينة الإيرانية. لكن جميع المصادر تتفق على أن الهجوم على سافيز وقع يوم الثلاثاء الماضي. ووفقاً لخطيب زاده تسبب بتضررها قليلاً في انفجار في البحر الأحمر قبالة ساحل جيبوتي".
"نيزافيسيمايا" ركزت على رواية صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، التي بينت نقلاً عن مصادرها، أن "إسرائيل" كانت وراء الهجوم على سافيز، وزعمت أن السلطات الإسرائيلية أخطرت الولايات المتحدة بهذا الأمر، ووصفت أفعالها بأنها انتقامية.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه في نهاية آذار/ مارس الماضي، أصيبت سفينة حاويات بأضرار في بحر العرب، نتيجة هجوم صاروخي. وكانت تلك السفينة يملكها رجل أعمال إسرائيلي. وفي شباط/ فبراير الماضي، زعم أن سفينة MV Helios Ray التي تملكها شركة إسرائيلية، تضررت بسبب انفجار لغم بحري في خليج عمان. وقد حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولية الانفجار لإيران.
وبحسب الصحيفة فإن "الشيء الأكثر إثارة للاهتمام بشأن السفينة الإيرانية، هو توقيت الحادث. فقد بدأت إيران والولايات المتحدة بالفعل مفاوضات في فيينا، حول تطبيع العلاقات الثنائية. لكنها ليست مفاوضات مباشرة، وانما من خلال الوسطاء. ويقوم بهذه الوساطة المشاركون الآخرون في "الصفقة النووية"، روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والأمم المتحدة. وقد تم إنشاء لجنتين، واحدة تعنى بنزع السلاح النووي والاخرى برفع العقوبات، ويعد ذلك تقدما كبيرا بحد ذاته".
علاوة على ذلك، فإن ما أدلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، تعليقاً على المفاوضات في فيينا، يمكن اعتباره مهماً، وفق الصحيفة، "فقد أوضح برايس أن الولايات المتحدة، مستعدة لتخفيف العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي. صحيح أنه لم يحدد بالضبط الثمن الذي يريده الأميركيون مقابل تخفيف العقوبات، لكن البيت الأبيض لديه خيار جيد. فلأول مرة تتحدث واشنطن عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران منذ الثورة الإسلامية".
وتابعت "نيزافيسيمايا" قائلة إن "بيان برايس ليس ما تريده طهران، لكنه بلا شك اختراق في المفاوضات. ومع ذلك، لا يمكن إطلاق الحوار المباشر بين الولايات المتحدة وإيران في ظروف انعدام الثقة المتبادل. فالبيت الأبيض يصرّ على أن يتم التنازل أولاً من قبل الجانب الإيراني. ويطالب بوقف تخصيب اليورانيوم، الذي يتعارض مع شروط الاتفاق النووي، وبعد ذلك يمكن البدء في الحديث عن تخفيف العقوبات".
فيما رأت أن "الحد الأقصى للتنازلات، التي كانت إدارة جوزيف بايدن على استعداد لتقديمها، فهي التقدم بطلب للحصول على قرض للدولة الإيرانية من خلال صندوق النقد الدولي. في حين أن الإيرانيين يعتقدون أن كل شيء يجب أن يجري بالعكس: أولاً، تخفيف العقوبات، ثم تنازلات من الجانب الإيراني. أما تصريح برايس فيعني أن الأميركيين على استعداد للقيام بالخطوة الأولى".
في ظل هذه الظروف، لا يريد الإيرانيون المجازفة. وعلى هذا الأساس يمكن تفسير النبرة الحذرة للبيان الذي صدر عن خطيب زاده، وفق "نيزافيسيمايا"، مشيرة إلى أنه "إذا استمرت الهجمات على السفن الإيرانية، فلن يكون أمام طهران خيار سوى قطع المفاوضات، ومطالبة الولايات المتحدة أولاً بوضع حد للهجمات، التي تشتبه وسائل إعلام الحليف الأميركي لـ"إسرائيل"، بأن تل أبيب وراءها".