• اخر تحديث : 2024-11-29 08:55
news-details
إصدارات الأعضاء

في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية


لا تحضرني سوى صورة واحدة من المحتلة فرنسا، مع صور من تاريخ شعبنا السوري البطل.

الأولى للجنرال الفرنسي بتان الذي كان تحت امرته في عام ١٩٤١ اكثر من ثلاثة ملايين جندي وعدد لا يحصى من الآليات والمعدات العسكرية، وخط دفاعي في وجه المانيا النازية يدعى خط (ماجينو )، ومهمته كانت الدفاع عن فرنسا وعاصمتها باريس.

وصورة أخرى للبطل يوسف العظمة مع حوالي ٣٠٠٠ جندي سوري بمعدات بسيطة واجهوا الجنرال الفرنسي ماريانو غوابيه الذي كان يملك دبابات وطائرات ومهمتهم ايضا الدفاع عن سورية وعن عاصمتها دمشق. 

في الصورة الأولى لم يكن بتان ولا جنوده يملكون اي ارادة قتال واي عقيدة يتمسكون بها، وفي الصورة الثانية يوسف العظمة يملك ٣٠٠٠ جندي باسلحة بسيطة ولكن يملكون ارادة قتال لا تقهر وايمان كبير بوطن له الاحقية في العيش، وهم متوجهون لملاقات اضخم آلة عسكرية في ذلك الوقت، ولكنهم آثروا ان يسطروا بدمائهم رمزاً يستمر مع العصور. 

في الصورة الأولى استسلم بتان وسلم باريس بدون قتال ودخل هتلر باريس منتصرا ورفع علمه فوق برج ايفيل، بينما في الصورة الثانية استشهد يوسف العظمة ورفاقه، ولم يسمحوا للفرنسيين بدخول دمشق دون قتال. 

في الصورة الأولى استدعى تحرير فرنسا كل قوى العالم مجتمعة، امريكا وبريطانيا وكندا وفلول الفرنسيين، بينما ثوار شعبنا حرروا دمشق وطردوا الفرنسيين بالصبر والقتال والصمود.

ذات العدو نفسه يوجه حرابه الآن الى صدور السوريين، ولكن بطريقة أخرى، عبر الجماعات الارهابية والتآمر على سورية في المحافل الدولية، واعتقد العدو، ان السوريين قد نسوا افعال وبطولات اجدادهم، واعتقدوا لوهلة ان الوهن قد اصابنا وان يوسف العظمة لن يتكرر في تاريخنا مرة أخرى، فدفعوا بمئات آلاف الارهابيين المدربين نحو دمشق مرة أخرى.

ولكن كَتب التاريخ مرة أخرى، أن السوريين لم ينسوا، بل على العكس. كان هنا آلاف من أحفاد يوسف العظمة، والشيخ صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش، والبطل حسن الخراط، وابراهيم هنانو.

كان هناك بشار الأسد الملهم، الذي يملك جيشاً عقائدياً يأبى الذل والهوان والانكسار والانهزام ولو تكالبت علينا امم الدنيا. فمع حلفائنا، غيرنا خرائط العالم السياسية والنفوذية، وأظهرنا الوجه الحقيقي لامريكا وبريطانيا وفرنسا، وكشفنا سياستهم الإستعمارية القديمة الجديدة، للسيطرة على الشعوب وسلبها حقوقها ومقدراتها، تحت راية حقوق الانسان.

حاول الفرنسيون نسيان الصورة الأولى ولكن هذا لم ينجح ابدا، فمازال تاريخ فرنسا يحمل على عاتقه، ثقل الاستسلام والهزيمة، ولا اذكر سوى ترامب الرئيس الأمريكي، موجها كلامه للرئيس الفرنسي ماكرون، حيث قال له، لولانا لكنتم تتحدثون الألمانية الآن.

بينما قادت العالم يتوجهون لسورية، الى الرئيس الأسد، (سراً وعلانيةً) ليسألوه عن اسرار الصمود، ولكي يتعلموا منه الصبر والكفاح، والإيمان بالشعب الحر الأبي. ستبقى دمشق دائما وأبداً عريناً للعروبة وبيت كرام، على كل الغزاة.

وكل عام وأنتم وشعبنا وقائدنا بألف خير.