نشرت صحيفة "زمان إسرائيل" الصهيونية مقالاً يتحدث عن صاروخ ديمونا وتداعياته ورسائلها وواقع الكيان الإسرائيلي في ظل المتغيرات في المنطقة، والمقال هو للكاتب عيران عتسيون، دبلوماسي سابق عمل نائباً لرئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، ورئيس التخطيط الدبلوماسي في وزارة الخارجية. وفيما يلي نص المقال المترجم.
"إسرائيل" في منطقة غسق خطيرة، لا يوجد مجلس وزاري مصغر، لا توجد حكومة فاعلة، الكنيست مشلولة، لا توجد لجنة خارجية وأمن، ماندلبلت لوح ملح في سدوم، والمحكمة العليا تميل مثل برج بيزا في سيرٍ سريع.
وفي الوقت نفسه، من فعل الشيطان، الساحة الإقليمية والدولية تغلي. إيران تسعى إلى انتقام، الولايات المتحدة مصممة على العودة إلى الاتفاق النووي، لبنان ينهار، الفلسطينيون يتأرجحون بين انتخاباتٍ تاريخية وبين استمرار الوجهة في ظل نظام أبو مازن من جهة وديكتاتورية حماس من جهة أخرى، الإجراءات في المحكمة الدولية في لاهاي مستمرة، وروسيا تحرّك قوات إلى [الحدود مع] أوكرانيا.
الصاروخ الذي سقط أمس قرب ديمونا هو جرس إنذار. "إسرائيل" الرسمية سارعت إلى تسميته "صاروخاً طائشاً" قام – تمسّكوا جيداً – بـ"اختراقٍ" بريء، غير مقصود، لسماء "إسرائيل" وأراضيها، لكن في منطقة الغسق التشريعية – السياسية – القضائية – الأمنية – الدبلوماسية التي يوجد فيها الجمهور الإسرائيلي، لم يعد بالإمكان معرفة شيء على حقيقته. من نستطيع ان نصدّق؟ رئيس حكومة انتقالية عقيدته الكذب؟ وزير أمن يبدو منفكاً عن الواقع؟ "وزير خارجية" ليس هناك أي مزدوجين سميكين بما يكفي لوصف غيابه عن المعركة؟ ربما رئيس الموساد الأكثر سياسي أبداً منذ "أيسر هرئِل"؟ أو رئيس الشاباك الذي حصل على عدّة أمتار من حبل نتنياهو، فقط لعدم وجود خيار؟ أو رئيس الأركان الذي لم تُمدد ولايته بعد في ظروفٍ مجهولة؟
لا يوجد اليوم أي صاحب منصب يمكنه ان ينظر إلى الكاميرات مباشرةً ويقول: "الصاروخ الذي سقط في ديمونا هو خطأ ناري، اختراق بريء ليس من ورائه أي نية لاستهداف المفاعل النووي الإسرائيلي"، ويستطيع الجمهور تصديقه باطمئنان. عهد كذب نتنياهو قضى على كل شيءٍ جيد.
ذات مرة كنا نستهزئ بـ"صوت الرعد من القاهرة" لأعدائنا ومستوى المصداقية التي يمكن نسبتها لأخبارهم الأمنية. حينها كان الجمهور الإسرائيلي يستحق معرفة الحقيقة (وليس خزعبلات):
ما الذي سبب الانفجار الهائل في مصنع "تومِر"؟
ما الذي أُطلق بالضبط نحو ديمونا وكيف حصل الاختراق؟
هل نحن "من الآن" في حربٍ مع إيران وأذرعها؟
في مناطق الغسق الخطيرة هذه مطلوب ببساطة، كليشيه "الراشد المسؤول". نستحق حكومة فاعلة، كنيست يقظة وفاعلة، مجريات اتخاذ قرارات ناجعة، كل ما سلبه ويسلبه منّا نتنياهو ومعاونيه منذ سنتين. لكن في هذا المقام، ثمن المقامرة الذي يأخذه نتنياهو على حساب خزينتنا كلنا يرتفع ويرتفع كل يوم. يثير القشعريرة تصوّر أي قرارات متسيّبة يمكن أن يتخذها هذا الرجل تحت نيران محاكمته الجنائية وضغط انحلال إمساكه بقرون بلفور [بأزمة السلطة].
السياسيون، الذين يواصلون السكوت كيلا يخاطروا، ينتظرون "رؤية إلى أين سيمضي هذا"، نقول لهم بصوتٍ واضح: نحن نراكم. الجبن خدمكم لغاية الآن؟ ربما. لكن حانت اللحظة. من لا يستجمع نفسه ويقول "كفى"، سيخسر عالمه.
يجب أن ينزل نتنياهو عن المسرح وإخلاء بلفور. هذا في صميمنا. أنتم، من انتخبكم الشعب من الليكود، "يمينا"، وأيضاً من "ديغل هاتورا"(عن "شاس" خسارة كتابة أحرف) عليكم ان تقفوا وتنفضوا أيديكم، من أجل الدولة. لا يجوز لكم ان تخسروا المزيد من الوقت، ولا يجوز لكم تركه يزيد الرهان أكثر فأكثر، وإخراج "إسرائيل" من منطقة الغسق، والبدء بترميم أنظمة حياتنا. إذا اخترتم ألا تكونوا جزءاً من الإصلاح، أنتم جزء من الإفساد وستدفعون الثمن.