• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
إصدارات الأعضاء

من سيكون رئيس سورية القادم؟


هذا السؤال شغل الكل خارج سورية، وجنّد للإجابة عليه الكثير من وسائل الإعلام والمحللين السياسيين. والكل بدأ يبني فرضيات، ودعموها بوثائق ليصبغوها صبغة واقعية، بناء على تصريحات اصدقاء سورية وأعدائها، ولكنهم لم يبنوا اي دراسة بناء على تاريخ سورية القديم والحديث.

سورية بلد يربط الشرق بالغرب، يصل الصين بأوروبا، ويصل الشمال بالجنوب. لذلك هذه البقعة من العالم كانت ومازالت محط مطامع كل الدول الكبرى.

فمن ايام الاسكندر المقدوني، ثم الدولة العثمانية، ثم الفرنسيين، والإسرائيليين، والأمريكيين. كلهم صبوا اهتمامهم على هذه البقعة من العالم، لموقعها الجغرافي الهام، وثرواتها الزراعية والباطنية الخصبة. ولكن كيف كانت ردة فعل السوريين أنفسهم عبر مر التاريخ.

السوريون اول من اخترع الكتابة، واول من اخترع الالوان، واول من اخترع السفن، واول من وقّعَ معاهدة سلام في العالم (بين الحثيين السوريين والفراعنة).

لذلك هكذا شعب عريق عميق بتاريخه، رفض كل احتلال، ولو طال الزمن، فتراهم يشكلون المقاومات، ويثابرون حتى ينتصرون، ولو طال الزمن.

يقاومون اي محتل، لان السوريون بجيناتهم يرفضون الهيمنة، ويمتعضون من مصادرة قرارهم، ولو اصابهم نوع من الوهن والضعف، لكن ذاكرتهم التاريخية حيّة. وممتدة لأجيال، تجعلهم ينتفضون ضد اي محتل، او مهيمن.

وما ان يحصلوا على شيء من القوة، مستعملين سلاح خطير يملكونه وحدهم دون الكثير من الشعوب وهو الصبر. ينتفضون وينتصرون، ليسجلوا في صفحات التاريخ، نصراً جديدا يحسب لهم. ليعودوا الى حياتهم العادية، المسالمة، المحبة للحياة، والمحبة للعدل.

ولم يكونوا عبر تاريخهم ابداً معتدين، ولكن ما ان يُعتدى عليهم بأي شكل من الاشكال. يتحول كل فرد فيهم الى مقاتل (حسب طريقته).

فمنهم من يحمل السلاح، ومنهم من يعد الطعام للمقاتلين، ومنه من يمدهم بالمعلومات، ومنهم من يطبب الجرحى، ومنهم من يواري الشهداء الثرى، ومنهم من يدفع من ماله الخاص ثمن السلاح.

والعدوان الأخير على سورية الذي بدأ في ٢١/٣/٢٠١١ خير دليل على ذلك، أكثر من ١٠١ دولة تكالبت على هذه البقعة من العالم، والهدف مصادرة قرار السوريين.

والنتيجة. انتصار ساحق على أعتى قوى الشر في العالم.

لذلك: من سيكون رئيس الدولة السورية القادم؟ وما هي صفاته؟

اولاً، يجب ان يكون من الشعب، فالسوريون لا يحبون الحكام الاجانب، او المرتبطين بأجندات خارجية.

ثانياً، يجب ان يكون مقاوم وحكيم. فالسوريون لا يحبون الخونة.

ثالثاً، يجب ان يكون مؤمن بهذا الشعب، ومؤمن بقضيته.

رابعاً، يجب ان يكون محباً للسوريين ويفديهم بنفسه.

خامساً، ان يكون قادراً على ادارة الدفة في بحر متلاطم الأمواج. اي يعرف كيف يستثمر قوة شعبه، ويوجهها نحو الطريق الصحيح.

سادساً، ان يكون مقاتلاً وقائد، ان يكون ميداني، ان يحمل الراية في مقدمتهم.

سابعاً، ان يطبب جراحهم في المساء.

ثامناً، ان يكون مؤمناً فالسوريون روحانيون جداً، فأرضهم مهد الديانات السماوية.

تاسعاً، ان يكون صابراً فالسوريون يجيدون فن الصبر الاستراتيجي.

عاشراً، أن يكون قارئاً للتاريخ، وقادراً على استنباط العبر منه لرسم مستقبل أفضل لهم.

وأن وأن وأن .....

اذن من سيكون؟ من تنطبق عليه هذه الصفات وأكثر؟ لأن السوريون يستحقون.

لن يكون سوى القائد الملهم بشار حافظ الأسد.