قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية إن "نتنياهو لم يعد منذ مدة زعيماً رصيناً ومتزناً، بل عميل فوضى. كان بإمكانه ان يمنع بسهولة الهبّة وسط عرب إسرائيل، لكنه فضّل الوقوف جانبًا في الوقت الذي تنتشر فيه ألسنة اللهب". وفيما يلي نص المقال المترجم:
نتنياهو مُصرٌّ على تخريب ما تبقى من العلاقات مع الحزب الديمقراطي الأميركي. وكذلك من الجدير السؤال ما إذا كان إصراره على إطالة أمد العملية في غزة يرتبط بأغراضه الائتلافية..
في 6 أيار/ مايو نقل عضو الكنيست إيتامار بن غافير مكتبه إلى حي الشيخ جراح. في 8 أيار/ مايو خرج منه. هذان اليومان أسهما، أكثر من كل شيءٍ آخرَ تقريباً، في تأجيج الأجواء عموماً، ووسط عرب إسرائيل بوجهٍ خاص. نتنياهو بالكاد حرّك ساكناً كي يمنع هذا. أمكنه منعه بسهولة نسبية، لكنه ببساطة فضّل ألا يفعل. هذا الفرق بين نتنياهو الأصلي، المسؤول، الذي ينفر من المغامرات، ويبتعد عن الاضطرابات، وبين نتنياهو الحالي. الصحيح إلى اليوم أن نتنياهو هو عميل فوضى ممتاز. لم يهزم حماس. والثمن، كالعادة، رماه علينا.
قبل ثلاثة أشهرٍ، على هذه الصفحات، كتب رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت النبوءة الآتية: "موجةُ إرهابٍ هي ما يحتاجه نتنياهو كي يُنتج مظهر حالة طوارئ متطرفة، تفرض إقامة حكومة وطنية برئاسته مع كل جهات اليمين، ونفتالي بينيت هو جزء منها. نتنياهو لا يُشعل عود الثقاب، هذا سيفعله رجال لاهفا. إنه يعطيهم إياه. إنه يريد أزمة. الأفضل في القدس، لأنها المكان الذي سيكون بالإمكان تركيز تضامن وتوافق حوله وسط اليمين والمعسكر القومي. وفي ظل غياب شرطة حازمة، سينجحون في إشعال نار. طبعاً نتنياهو سيتفاجأ، لكنه سيسارع للعمل على توحيد المعسكر القومي، وقد ينضم إليه نفتالي بينيت. وإذا لم تندلع النيران في القدس، فسوف يشعلها نتنياهو على الحدود الشمالية، أو في صِدام مع حماس في الجنوب".
منذ زمن لم تُكتب نبوءة تتحقق بهذه السرعة.
تسفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن سابقاً، غرّد في هذا الأسبوع بأن "إنهاء هذه الجولة من دون تغيير قواعد اللعبة حيال حماس، هو على ما يبدو تنازل عن الفرصة الأخيرة لمعالجة أوضاع غزة بمعزلٍ عن تحديات الساحات الأخرى". هاوزر، الضليع بالمواد (المعلومات)، كان مطّلعًا على أسرار الدولة إلى ما قبل عدة أسابيع. وهو يعرف جيداً أنه في الجولة القادمة، من الممكن أن تكون حماس وحزب الله معاً، ومن الواضح أن حماس سيكون بإمكانها ضرب تل أبيب بالقوة التي دكّت فيها هذا الأسبوع عسقلان، وأنه سيكون لديها وسائل كاسرة للتوازن ومغيّرة للواقع كالتي لدى حزب الله. حينها ستكون إسرائيل مكبّلة بميزانَي رعبٍ متوازيين، الأول في الشمال (البعيد نسبياً) والثاني في الجنوب (القريب جداً). برعاية "مستر أمن"، نتنياهو.