صحيفة "إسرائيل ديفينس" الصهيونية تنشر مقالاً للكاتب عامي روحكس دومبا، يتحدث فيه عن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب البرنامج النووي الإيراني، ويقول إن "إسرائيل" قدّمت عرضاً كاذباً عن نجاحات الموساد في إيران. في ما يلي النص المنقول إلى العربية كاملاً:
التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب البرنامج النووي الإيراني، لم يترك مجالاً للشك- لقد قدموا لنا عرضاً كاذباً عن نجاحات الموساد في إيران. التحليل يرتكز على أفكار مركز أبحاث "Isis Online" المعروف في أنه يتعاون مع الموساد في نشر معطيات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفيما ينتشون في "إسرائيل" من انجازات الموساد المنسوبة إليه في إيران، عملياً، إيران قامت بقفزة مهمة نحو القنبلة في السنوات الماضية. خطيئة التعجرف تكمن في تقديم عرض كاذب للجمهور الإسرائيلي.
حتى أن الأمور أصعب على خلفية ذكرى نجاح "عملية أوبرا" التي دمر فيها المفاعل النووي العراقي مطلع سنوات الثمانينيات. يجري الحديث عن عملية معقدة نفذتها المؤسسة الأمنية بنجاح، لكن من المناسب الذكر، أنه ليس هناك شبه من ناحية الوضع في المفاعل العراقي أو في المفاعل السوري مع الوضع في إيران.
البرنامج النووي الإيراني موزّع. يتضمن مفاعل، موقعي تخصيب يورانيوم معروفين، مواقع سرية لتطوير مركبات القنبلة، مؤسسات أكاديمية مدنية، شركات مدنية وقواعد عسكرية وغيرها.
الإيرانيون تعلّموا من الحادث العراقي ومن برامج نووية أخرى في العالم وبنوا برنامجاً موزعاً. وفي غضون ذلك، فيما يبيعوننا نجاحات رائعة في إيران، الإيرانيون تقدّموا نحو القنبلة. الحقيقة؟ نحو عدة قنابل، إلى تشكيل نووي كامل هدفه إنتاج ترسانة من عشرات القنابل النووية على الأقل.
النشر الحالي يقود أي شخص إلى استنتاج واحد- لقد سخروا من الجمهور الإسرائيلي. فيما ينتشون في "إسرائيل" من نجاحات الموساد في احتفالات مصورة، في إيران يعملون تمهيداً للقنبلة. صحيح، كان هناك نجاحات تكتيكية منسوبة لـ "إسرائيل"، لكن يبدو أن تلك النجاحات دفعت الإيرانيين فقط إلى تطوير برنامجهم النووي بالكامل.
بالرغم من كل المنشورات المنسوبة لـ "إسرائيل"، إيران موجودة اليوم في وضع لديها مادة انشطارية لثلاث قنابل على الأقل، منشأتي تخصيب لا يمكن تقريباً المس بهما تستخدمان من أجل تخصيب اليورانيوم على نحو كبير في الطريق إلى القنبلة، مع وقت اختراق تقريبي لأقل من 3 أشهر بقرار الحكومة. كل ذلك يعتمد على تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن إيران لم تزوّد المراقبين بمعطيات لأكثر من ثلاثة أشهر. يحتمل أيضاً أن الوضع الحقيقي أكثر تعقيداً من وجهة النظر الإسرائيلية.
إحدى الخلاصات من المعطيات التي تظهر حالياً من إيران هي أن تصفية رئيس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده المنسوبة لـ "إسرائيل"، بعد استخدام هذه التصفية للغرور الذاتي في "إسرائيل"- قلب الأمور في إيران. وبدلاً من التقدم البطيئ نحو النووي، قرروا في إيران التقدم إلى القنبلة بأسرع ما يمكن. أو على نحو أصح، تحضير كل البنية التحتية للقنبلة، وهكذا تكون بانتظار أوامر خامنئي.
تظهر خلاصة أخرى من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هو أنه يحتمل أن الإيرانيين سخروا من "إسرائيل"، بمعنى أنه فيما يعرضون في "إسرائيل" للجمهور الإسرائيلي وللعالم أن الموساد "يهتم" بالبرنامج النووي الإيراني بواسطة تفجيرات وقطع كهرباء، في إيران عملوا بهدوء لانجاز البنية التحتية نفسها لإنتاج القنبلة.