• اخر تحديث : 2024-11-29 08:55
news-details
إصدارات الأعضاء

سبايكر ..والمسؤولية التاريخية


ان مراجعة بسيطة الى الحوادث الارهابية التي سبقت "مجزرة سبايكر" تدلك على ان ثقافة القتل المروع هي منهج وفكر واسلوب قوى الارهاب وان تعددت عناوينهم واسماؤهم.

كيف تعامل الارهابيون مع موظفي (شركة النصر) الحكومية في الطارمية عام 2006؟ لقد اقتادوهم بسيارات الدولة نهاية الدوام الرسمي الى ضفاف دجلة وفتحوا عليهم النار فرادا وألقوهم بنهر دجلة !!كيف تعامل الارهابيون مع (زفة الدجيل) عام 2006؟

ايضا بعد الاعتداء على الاعراض وقطع ثدي العروس بـ (المنجل) واعدام سبعين من المشاركين بـ (الزفة)؟ كيف تعامل الارهابيون في (المناطق الساخنة) مع زوار العتبات المقدسة حيث يقتادون العجلات الملآى بالركاب الزوار وادخالهم الى المزارع القريبة وتبدأ مسرحية الاعتداء على النساء ثم قتل الرجال والقاء الصغار في مشاريع البزل، اما إذا كانت معهم جنازة فتلقى بمشروع البزل ايضا بعد اسماعهم اشد العبارات النابية والطائفية!!

قد يسأل البعض عن "رمزية"نقل ضحايا سبايكر الى قصور صدام باعتبار ان الارهابيين (الدواعش) ثأروا لصدام في قتل (الشيعة) عند قصره، واقول ان ثقافة القتل والاعتداء على الاعراض والسبي والتدمير وتفجير المراقد الشريفة واحد مهما تغيرت الامكنة والعناوين.

ان واحدة من اساليب الارهاب هو القتل والذبح والحرق لإثارة الرعب لدى الشعوب الامنة، ولم يتم اتخاذ الاجراء بحق ضحايا سبايكر حتى افتى كبيرهم (ابو مسلم) بذبحهم.

وخطوة الى الخلف -قليلا -تعيدنا الى المقابر الجماعية، حيث كانت افواج من البشر من ابناء الوسط والجنوب تساق وتحمل بحافلات الى مناطق بعيدة وقريبة قد تم اعداد حفرة كبيرة ليلقون بها وهم احياء صغارا وكبارا وفيهم اسر بكاملها، بعدها يهال عليهم التراب بواسطة المعدات الثقيلة.

السؤال؛ من الذي أمر بقتل ضحايا المقابر الجماعية ومن الذي نفذ القرار وطبقه؟ اليس هم ذاتهم الذين التحقوا بالإرهاب ونفذوا اعمالهم الشريرة تحت عناوين جديدة؟

ان عقيدة (الارهاب) بنت الفكر (الوهابي) فطريقة الذبح امام الناس بدعوى (شتم الذات الملكية) او (معارضة النظام) وطريقة تدمير الاثار الاسلامية ومحوها هي ذاتها، والاّ من ذا يتجرأ ان يحول (بيت الرسول محمد ص) الذي عاش فيه مع السيدة خديجة (رض) وولدت فيه الزهراء (ع) واولاد الرسول (ص) الى (مراحيض) سوى (الوهابيين)؟ وحين دخلوا العراق فجروا العتبات المقدسة!

هنا لابد من وقفة عند مجزرة سبايكر، فـ (الابادة الجماعية) وفقا للقوانين الدولية التي اقرتها الامم المتحدة عام 1948 فيها عقوبات شديدة على الجناة وعندما باشر كريم خان كممثل للأمم المتحدة في ملف جرائم داعش بالعراق وقدم ستة تقارير عن الانتهاكات و(الابادة الجماعية) التي ارتكبها الدواعش بحق (ضحايا سبايكر) والجرائم الاخرى الا ان المتابعة الحكومية مازالت ضعيفة لهذه الملفات، مثلما مازال القتلة لضحايا سبايكر يعيشون في نعيم التبريد والتدفئة والاطعمة المتنوعة في سجن الحوت، بسبب فساد السلطة ،وفوق ذلك يوفر السيد رئيس الجمهورية برهم صالح ومن سبقه غطاء امنا للإرهابيين في الامتناع عن التوقيع بإعدام الارهابيين!

ان مجزرة مثل (سبايكر) تستحق المراجعة في البعد السياسي حيث لولا ارتباك العملية السياسية وفوضاها لما تجرأ الدواعش على كسب ود بعض السياسيين وبدا وكأنه ممثل عنهم، ويكفينا شاهدا ان النائبة السابقة (ميسون الدملوجي) كان سعيدة بدخول الدواعش الى نينوى، وان بعض الشخصيات السياسية من ابناء محافظة نينوى كانوا مرحبين بل وممهدين لدخول الدواعش ومنهم ال النجيفي! المراجعة الثانية في البعد الديني اذ كيف تسللت افكار الارهاب الدينية الى المناطق الغربية وباتت مناطقهم بيئة امنة للارهابيين؟ والمراجعة الثالثة في البعد العسكري اذ ان استشراء الفساد الاداري والمالي في صفوف القيادات الامنية، أضعف من قوة القوات الامنية ووفر فرصة لاختراقها والا كيف استطاعت قوة صغيرة من الدواعش ان تطرد (90) ألف منتسب من قواتنا الامنية كانت متواجدة في نينوى لحظة الهجوم؟

المراجعة الرابعة في البعد الاجتماعي حيث بات المواطن في المناطق الغربية في خصومة مع القوات الامنية وكراهية لأبناء الوسط والجنوب، الى الحد الذي تهاجم فيه مواكب السيارات العسكرية؟

المراجعة الخامسة هو البعد الاعلامي فقد وفرت وسائل الاعلام ارضا خصبة لنشوء الفكر الارهابي ولدعم الاعمال الارهابية وصناعة رأي عام ان الارهاب جاء (لنصرة اهل السنة)؟

هذه (المراجعات) إذا لم يتم الاخذ بها فعلينا ان نتوقع بإمكانية حدوث (ابادة جماعية) في بلدنا.